الهديل

المحلل السياسي التركي حمزة تكين : الارهاب انطلق من مدينة كوباني السورية

 

في حديث هو الأول له حول آخر مستجدات التفجير الذي ضرب شارع الاستقلال السياحي في اسطنبول، “الرقيب” تجري هذا الحوار مع المحلل السياسي التركي حمزة تكين، الذي اشار الى “ان التحقيقات تؤكد من خلال التصريحات التركية الرسمية أنه تفجير إرهابي ناجم عن تخطيط من تنظيمات إرهابية”.

وقال ان “المعلومات الرسمية تشير أن هذا التفجير مسؤول عنه تنظيم pkk pid الإرهابي، منطلقاً من الشمال السوري وخصوصاً من مدينة كوباني، وتهريب من نفّذ وسهّل هذا التفجير من الأراضي السورية الذين دخلوا الى الاراضي التركية بطريقةٍ غير شرعية..

وبالتالي نستطيع ان نتحدث ان اليوم هذا التنظيم الارهابي ربما مع تنظيمات أخرى يعني ربما مشترك فيه تنظيم داعش!! التحقيقات ما زالت مستمرة لتتبيّن الصورة الكاملة في هذا السياق”.

وتابع تكين: “نتج عن هذا التفجير عشرات الجرحى ونحو ٦ شهداء، المفارقة في هذه الحادثة الإرهابية أنّ قوات الأمن التركية استطاعت خلال سُويعات قليلة أن تتتبّع المنفّذين وتلقي القبض عليهم في أوكارهم في اسطنبول قبل ان يُغادروا بقليل إلى اليونان هرباً، (يعني كانت الخطة واضحة عبر الدخول من سوريا وينفّذون التفجير ويهربون إلى اليونان)، وسابقاً قوات الامن التركية ألقت القبض على خلايا مثل هذه الخلايا ولكن ربما هذه المرة استطاعوا تنفيذ هذا الهجوم، ولكن قوات الامن عادت والقت القبض عليهم، فكّكت خليّة كبيرة، تقريبا هناك ٤٦ مُشترك ومشتبه به بالاشتراك في هذه العملية في مدينة اسطنبول وغيرها، وبالتالي هناك ضربة امنية كبيرة حصلت لهذه الخلايا”..

وعن الرد التركي بعد هذا الانفجار قال تكين: “كذلك نستطيع ان نتحدّث عن ردّ تركي لا بدّ من ان يحصل في المرحلة المقبلة على هذا التنظيم عندما تنتهي التحقيقات بشكل كامل، سيكون بكلّ تأكيد وفق مراقبين ومُتابعين وسياسيين ومُحلّلين وصحافيين أن تركيا لن تسكت عن هذا التفجير في قلب اسطنبول ابداً وستردّ وستضرب التنظيم الإرهابي ضربة قوية جداً في المرحلة المقبلة”.

ورداً على سؤالنا ان كانت تركيا مستهدفة اجاب تكين: “طبعا تركيا مُستهدفة بطبيعة الحال، فهذا التفجير ليس عبثاً، هناك رسائل عديدة يحاولون ان يوصلوها لتركيا، ويحاولون عرقلة مسيرة تركيا، يحاولون التشويش على الانتخابات المقبلة، كلنا يعلم ان الانتخابات المقبلة في حزيران ٢٠٢٣ هي انتخابات مفصلية ليس في تركيا فقط بل في منطقة الاناضول وفي منطقة الشرق الاوسط كلّه، لذلك هناك محاولة للتشويش على هذه الانتخابات، فهناك محاولة كانت من خلال هذا التفجير بتوقيته التشويش على زيارة اردوغان ومشاركته في قمّة العشرين في اندونيسيا، حاولوا ان يُلغي اردوغان هذه الزيارة لما تحمله من أهميّة كبرى وما سيناقشه اردوغان مع زعماء كثر هناك..

كذلك كان هناك ضخّ إعلامي مدروس وواضح من حسابات تابعة لتنظيمات ارهابية على السوشل ميديا من دول متعدّدة، يعني واضح كان هناك خطة، أيضا هذه الحملة فشلت في تحقيق أهدافها، لم تستطع هذه الحملة زعزعة الاستقرار والسلم والامن في الداخل التركي ولا تخويف من كان يريد ان يزور تركيا..

الملاحظ ان تركيا لم تسجّل أي إلغاء لرحلات من الخارج الى تركيا بعيد التفجير، وبالتالي فشل التفجير بتحقيق اهدافه، نجح فقط بنقطة واحدة كعادة الإرهابيين، نجح بقتل الأبرياء فقط لا غير”.

اضاف تكين: “طبعا تركيا كما ذكرت ستتخذ إجراءات، اصلا هي تتخذ اجراءات وفككت خلال الفترة الماضية العشرات من الشبكات الارهابية واعتقلت عشرات من الارهابيين الذين دخلوا الى تركيا بطريقة غير شرعية، باوراق مزوّرة، كذلك تركيا تضرب الارهاب في عقر داره في شمال العراق وفي الشمال السوري، وستزيد تركيا هذه الضربات في المرحلة المقبلة بكلّ تأكيد، ويجب أن يكون هناك ردّ على هذا التفجير الارهابي”.

تابع: “ولكن هنا نستطيع ان نتحدث ان هذا التفجير لن يُثني تركيا عن مسيرتها السياسية والامنية والعسكرية، وقرار الدولة التركية الاستمرار في النهضة والصناعة التكنولوجيا الاقتصاد القوي، بناء القوة التركية وبالتالي رغم كل العراقيل التي توضع بالعجلة التركية سياسياً وامنياً وعسكرياً واقتصادياً ومالياً وإعلامياً ولكن هذا التفجير وتلك العراقيل لن يمنعوا تركيا عن الاستمرار في مسيرتها”.

انهى تكين كلامه حول الدعم والتعاطف الذي ابداه الشعب اللبناني تجاه هذا العمل الارهابي بالقول: “الملاحظ فيما يتعلّق بلبنان انه وصلتنا ووصل للكثير آلاف الرسائل من التضامن والتعازي من لبنان بالتحديد كذلك من كل الدول العربية وكل الدول الاسلامية، نتحدّث عن لبنان بحكم أن الحديث في وسيلة إعلامية لبنانية، كثير لا بل آلاف رسائل المواساة والتعزية وصلت للكثيرين هنا في تركيا حتى لي شخصياً، كذلك لا ننسى التعازي الرسمية التي صدرت من الدولة اللبنانية من كثير من السياسيين اللبنانيين كان هناك تضامن لبناني واسع ومُلفت جداً رسمياً وشعبياً مع تركيا بُعيد هذا التفجير، وبالتالي هذا يؤكد على أن عمق اليوم الصلة والعلاقات المتينة جداً بين الشعبين اللبناني والتركي”.

 

المصدر: موقع الرقيب

Exit mobile version