خاص،الهديل:
تحوّلت جلسات انتخاب رئيس الجمهورية التي تعقد أسبوعياً إلى مسرحيّة سياسية تملأ الفراغ في انتظار تسوية داخلية لم تنضج ظروفها بعد، أو تدخلات خارجية ربما تفرض على الجميع رئيساً لا يراعي المواصفات التي يضعها هذا الطرف أو ذاك. ويبدو أن القوى السياسية سلّمت بحتمية استمرار الشغور الرئاسي، بدليل موقف رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي الذي أعلن أنه سيعطي مهلة لأسابيع وربما حتى نهاية العام الحالي للتوافق على رئيس للجمهورية، وإلا فسيكون له تحرّك آخر.
أن مصير جلسة هذا الخميس مشابهاً لمثيلاتها في ضوء الموقف الجديد الذي أعلنه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بسؤاله: هل يُعقل أن يُنتخب رئيس جمهورية بـ33 صوتاً؟ وذلك في إشارة واضحة إلى ضرورة التوافق على اسم رئيس الجمهورية وحصول إجماع حوله.
وبعيدا كل البعد ان يحصل أي تطور جديد بالنسبة لجلسة انتخاب الرئيس الخميس بانتظار الحلحلة داخلياً وخارجياً.
اذاً، رغم التحليلات والتوقعات حول مصير الجلسة السادسة بعد غد الخميس، وما قد تحمله إن على صعيد التبدل في المواقف أو بروز تحالفات جديدة قد تقلب المعادلة القائمة، ما زال المشهد السياسي على حاله على الرغم من الكلام العالي السقف لكل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومطالبته بعقد مؤتمر وطني، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي حدد مواصفات الرئيس الذي يقبل به الحزب.
وثمّة من يعتقد أنّ واحدة من الرسائل التي حملها خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، في شقّه الرئاسي، وُجّهت بالبريد السريع إلى الخارج، إلى الدول المعنيّة بالملف اللبناني، وذلك عشية حراك دولي قد يضع الاستحقاق الرئاسي على طاولة البحث. وفق هؤلاء، فإنّ «الحزب» تقصّد إبلاغ من يعنيهم الأمر، بسلّة مواصفاته الرئاسية والتي تقطع الطريق على نحو حاسم وجازم أمام الكثير من الأسماء التي تصنّف بالوسطية، أو المستقلة، أو ما شابه من التصنيفات، على اعتبار أنّ الترشيحات المضادة، أو التي يعتبرها الحزب استفزازية أو من باب التحدي وتعميق الاصطفاف السياسي، غير مطروحة على طاولة البحث أصلاً. أقله من وجهة نظر قوى الثامن من آذار.
بهذا المعنى، يرى هؤلاء أنّ «حزب الله» سارع إلى وضع إطار عريض لمعركته الرئاسية، حتى لو لم يسمِّ نصر الله في خطابه، رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية بالاسم كأكثر المرشحين مواءمة مع المواصفات التي يرتاح إليها «الحزب»، لكنه بالنتيجة، قصده. وهنا بيت القصيد. وهو بذلك، يعيد النقاش حول الاستحقاق الرئاسي، إلى هذه النقطة بالذات. ويقفل الباب على ما عداها.