أظهرت معلومات استخباراتية جديدة تم جمعها من طائرات إيرانية مسيرة أسقطت في أوكرانيا أن غالبية أجزاء هذه الطائرات صنعت من قبل شركات في الولايات المتحدة وأوروبا ودول حليفة أخرى، مما أثار قلق المسؤولين والمحللين الغربيين ودفع الحكومة الأميركية إلى إجراء تحقيق، وفقا لأشخاص مطلعين ووثائق راجعتها صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقالت الصحيفة إن هذه المعطيات تبين كيف تمكنت طهران من تسليح نفسها وحلفائها بأسلحة جديدة قوية على الرغم من كونها هدفا لواحدة من أكثر أنظمة العقوبات شمولا في التاريخ الحديث.
وتشير الوثائق إلى أن المخابرات الأوكرانية تقدر أن ثلاثة أرباع مكونات الطائرات الإيرانية المسيرة التي أسقطت في أوكرانيا هي أميركية الصنع.
ونقلت عن محققين أوكرانيين القول إنه تم التوصل إلى هذه النتائج بعد أن أسقط الجيش الأوكراني عدة طائرات إيرانية مسيرة، بما في ذلك واحدة هبطت بسلام بعد أن أخترق عملاء أوكرانيون أنظمتها في الجو.
من بين نحو 200 من الأجزاء الداخلية للطائرة المسيرة التي تم الاستيلاء عليها، وجد المحققون أن نصف مكوناتها تقريبا صنعت بواسطة شركات مقرها الولايات المتحدة وحوالي الثلث من قبل شركات في اليابان.
وأكدت الصحيفة أن الوكالة الفيدرالية الأميركية المسؤولة عن فرض ضوابط التصدير بدأت تحقيقا فيما يتعلق بالأجزاء غربية المنشأ التي عثر عليها، وفقا لمسؤولي الصناعة المطلعين على الأمر.
وقال هؤلاء المسؤولين ومسؤولو أمن غربيين إن العديد من تلك الأجزاء لا تخضع لضوابط التصدير ويمكن شراؤها بسهولة عبر الإنترنت وشحنها إلى إيران عبر دول أخرى من دون لفت الانتباه.
وأكدوا أن عمليات إعادة الشحن هذه تعد انتهاكا للقانون، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب منعها.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد أولبرايت مؤسس معهد العلوم والأمن الدولي ومقره واشنطن، والذي نشر الشهر الماضي تحليلا حول الطائرات الإيرانية المسيرة، إن “من الأولويات فهم كيف ينتهي الأمر بالأجزاء الغربية في الطائرات الإيرانية المسيرة”.
وذكر التحليل أنه إلى جانب المكونات الغربية، هناك أيضا أدلة على أن الشركات الصينية ربما تزود إيران بنسخ من السلع الغربية لإنتاج الطائرات القتالية المسيرة.
واستخدمت روسيا مؤخرا عشرات الطائرات المسيرة “الانتحارية” في هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إنها طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136.
وأكد سلاح الجو الأوكراني أنه دمر عشرات الطائرات المسيرة إيرانية الصنع منذ منتصف أيلول فيما نفت طهران مرارا في الأيام الأخيرة تزويد روسيا بأسلحة وطائرات مسيرة لغزوها أوكرانيا.
وتطير طائرات “شاهد” على ارتفاع منخفض للغاية ويبدو أنها تحتوي على أجزاء معدنية قليلة، مما يجعل من الصعب اكتشافها باستخدام الرادارات وأجهزة الاستشعار الأخرى قبل الوصول إلى هدفها.
وتختلف طائرات “شاهد” عن الأسلحة التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا، حيث تبقى في الهواء لفترة من الزمن لحين تحديد هدفها، وغالبا ما يكون موقعا ثابتا، ثم تتجه نحوه وتصدم به قبل أن تنفجر.
وعلى عكس الطائرات المسيرة الأكبر، التي يمكن إعادة استخدامها وتطلق الصواريخ وتعود إلى القاعدة، فإن الطائرات الإيرانية تحلق على ارتفاع منخفض بشكل بطيء.
ويقول محللون إن الطائرات المسيرة الإيرانية تشكل مشكلة كبيرة، لإن العديد من الأنظمة الدفاعية القادرة على اسقاطها مكلفة جدا، وهي مصممة في الغالب لمواجهة تهديدات أكبر مثل الطائرات والمروحيات، وكذلك يستغرق إنتاجها شهورا عدة وربما سنوات