الهديل

خاص الهديل : حزب الله وحسابات فوارق السباق الرئاسي بين باسيل وفرنجية وجوزاف عون!!

خاص الهديل:       

        الحلقة الأولى (١ من ٤)

لماذا يراهن باسيل على ان يدعم حزب الله ترشحه للرئاسة.. وما هو موقف الحزب؟؟

ربع التأثير الجاري على انتخابات الرئاسة الأولى، مصدره حسابات حزب الله، وله صلة بتفكير الحزب بكيفية حماية مصالحه انطلاقاً من ادارته لهذا الاستحقاق.. والربع الثاني من التأثيرات على الاستحقاق الرئاسي، له صلة بموقف الرياض ونوعية التسوية التي تريدها مع لبنان كي تقبل بعودة دورها الايجابي إلى بلد الأرز؛ والربع الثالث على علاقة بماذا تريد باريس من لبنان وفي لبنان؟؟ والربع الأخير له مفعول “الفيتو”، ومفاده “على ماذا توافق واشنطن في نهاية الامر؟؟”.. 

بشكل عام، وفي حال لم يكن هناك أمر خفي غير ظاهر، فإن توزع نسب التأثير في “انتخابات فخامة الرئيس”، هي على هذا النحو، اي انها موزعة بين أربع جهات، ولكل جهة من هذه الجهات الأربع، درجة متساوية، ولكنها متفاوتة في التأثير، وفي القدرة على فرض رأيها. 

وفي موضوع حزب الله؛ ل أي بخصوص “الربع المحلي” المؤثر على انتخابات الرئاسة، وذلك من بين بقية الأرباع الثلاثة الأخرى التي هي كلها خارجية إقليمية ودولية؛ تبرز مجموعة عوامل لا يستطيع حزب الله التحرر منها، خلال مقاربته للاستحقاق الرئاسي، كما ان مسار الاستحقاق الرئاسي عينه، يتأثر بها بشكل مباشر وغير مباشر: 

العامل الأول هو علاقة حزب الله بالتيار الوطني الحر؛ اي بعبارة أدق: علاقة حزب الله بأرث ميشال عون المسيحي الذي يمثله في هذه اللحظة- او حتى هذه اللحظة- جبران باسيل. 

يمكن القول هنا ان باسيل لديه فرص كثيرة، وليس فرصة واحدة فقط لجعل حزب الله يؤيد ترشيحه للرئاسة، شرط ان يؤمن باسيل كتلة أخرى نيابية تدعم ترشيحه غير كتلة العونيين وغير كتلة حزب الله.. لكن مشكلة باسيل، تكمن في انه عار سياسياً، وانه يقف وحيداً تحت سماء سياسية ملبدة بغيوم سوداء، وماطرة، في حين انه لا يملك إلا مظلة حزب الله للتلطي تحتها، علماً انها مظلة قابلة للإنسحاب من فوق رأسه في حال حصلت تحولات طارئة، منها مثلاً حصول انقلاب كاسح داخل التيار البرتقالي على باسيل، واخراجه من رئاسته. 

وبالمقابل، هناك مشكلة هامة وخطرة يتحسب لها حزب الله حينما يقلب حساباته مع باسيل الذي بدأ ” ظاهرة سياسية ملفته وجذابة وجريئة”؛ وتحول اليوم إلى “حالة معنوية مقلقة ومتشظية”.. 

..والمشكلة التي تواجه حزب الله في هذا المجال، هو أنه – أغلب الظن- لا يمكنه أن يترك باسيل ينهار إلى حد يصبح تجوز الشفقة عليه، لأنه بذلك سيصبح (اي باسيل) سابقة، وسيصبح مثلاً يضرب عن المصير الكارثي الذي تنتهي إليه الشخصيات المسيحية التي تتحالف إلى حد التضامن الكلي مع حزب الله ومع خياراته الاستراتيجية. وبهذا المعنى، يمكن التكهن بشيء من الثقة بأن حارة حريك لا تريد نهاية سياسية مأساوية لباسيل، بل استمرار سياسي له يكون معقولاً ومقبولاً، ويستطيع الحزب تغطيته.

إن صورة نهاية باسيل هي أيضاً تمثل صورة قدرة حزب الله على حماية حلفائه، وإظهار ليس فقط التزامه بهم، بل قدرته على عدم تركهم يصلون لنهايات مشؤومة. 

العامل الثاني المتصل بباسيل يتعلق “بكيف يفكر حزب الله لبنانيا”؛ وهنا يجب فتح اكثر من مزدوجين لادراج اكثر من ملاحظة: وتقع الملاحظة الأساسية في ان الحزب، أو ربما السيد نصر الله بخاصة، لا يزال يعتبر باسيل شخصية يمكن الإستمرار بالسير معها لتكون حليفاً استراتيجياً للحزب فوق الساحة المسيحية، كما كان ميشال عون طوال السنوات الماضية.

..الذين يعرفون نصر الله يقولون ان الرجل يثق بمن يعرفهم حتى لو أخطأوا معه أو ضعف موقعهم، ذلك لأنه لا يحب التعامل مع من لا يعرفهم، وليس هناك تجارب عمل فاشلة أو ناجحة معهم. ويقول أصحاب هذا الرأي ان السيد نصر الله يفضل استمرار التعامل مع باسيل الذي يعرفه رغم كل ما طرأ من تطورات.. وهذا التفكير لدى نصر الله هو الذي يفسر لماذا كان جعل الاخير ابرز أهداف حزب الله في الانتخابات النيابية الأخيرة هو دعم حصول باسيل على عدد من المقاعد النيابية تبقيه موجوداً مسيحياً، وتحافظ اقله على التوازن بينه وبين سمير جعجع. لقد اعتبر الحزب ان معركة باسيل النيابية في الساحة المسيحية، لها نفس أهمية معركة حزب الله النيابية فوق الساحة الشيعية.

ويختم أصحاب هذا الرأي بالقول أنه لو لم يكن امين عام حزب الله معنياً باستمرار اعتبار التحالف مع باسيل هو الركن الأساسي داخل علاقات الحزب اللبنانية، لما كان نصر الله بذل كل هذا الجهد للحفاظ على باسيل موجوداً في معادلة التمثيل النيابي المسيحي.

ويؤشر كل ما تقدم إلى استنتاج اساسي، وهو ان باسيل لا يزال لديه أسبابه ومعطياته التي تجعله يستمر بالرهان على وجود مصلحة لحزب الله بالدفاع عن وجوده سياسياً وداخل اية حكومة، وحتى على رأس هرم الدولة (رئاسة الجمهورية)؛ وحتى يقول الحزب بالاعمال عكس ذلك، سيظل باسيل يعتبر نفسه، وحتى إشعار آخر ، بأنه هو بطل الفيلم المكسيكي على شاشة حزب الله الذي يحمل عنوان: “أنت أو لا أحد”!!.

Exit mobile version