تُستأنف محادثات السلام، المتوقفة منذ أربع سنوات تقريباً، بين الحكومة الكولومبية ومقاتلي “جيش التحرير الوطني” الإثنين في العاصمة الفنزويلية كراكاس، على ما أعلن الطرفان في بيان الجمعة.
ذكر بيان مشترك للمفوض السامي للسلام دانيلو رويدا وعضو وفد السلام في جيش التحرير الوطني بابلو بلتران على تويتر أن استئناف هذا الحوار “سيكون الإثنين 21 تشرين الثاني (نوفمبر) بعد الظهر في مدينة كراكاس”.
أوقف الرئيس اليميني السابق إيفان دوكي (2018-2022) المفاوضات مع جيش التحرير الوطني، بعد أن هاجم المتمردون مدرسة للشرطة بسيارة مفخخة في كانون الثاني (يناير) 2019.
وأسفر التفجير عن مقتل 22 شخصاً والمهاجم.
ولم تكشف الحكومة والمتمردون، حتى الآن، عن قائمة المفاوضين، غير أن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عيّن بالفعل المعارض لحكومته، خوسيه فيليكس لافوري، عضواً في وفده.
وأضاف بلتران ورويدا في بيانهما “نحن ندرك الرغبة العميقة للشعب الكولومبي … بالمضي في عملية السلام والانخراط الكامل في بناء الديموقراطية”.
تشهد كولومبيا نزاعاً منذ ستّة عقود بين حركات تمرّد يسارية ومهرّبي مخدّرات وحركات مسلّحة يمينية وقوات حكومية.
إنهاء العنف
بعدما أصبح في آب (أغسطس) أول رئيس يساري لكولومبيا، تعهّد غوستافو بيترو بإرساء “سلام شامل” في البلاد والتوصّل إلى اتفاقيات سلام جديدة مع جيش التحرير الوطني والمجموعات المسلحة الأخرى، وكذلك إنهاء “الحرب على المخدرات” التي أثبتت فشلها.
أعرب جيش التحرير الوطني الذي تأسس في عام 1964 والذي يعد الميليشيا الوحيدة التي لا تزال نشطة في البلاد منذ توقيع اتفاق السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في 2016، عن نيته التفاوض مع بيترو بعد فترة قصيرة من انتخابه.
تم الإعلان عن المحادثات الجديدة في تشرين (أكتوبر)، وكان من المقرّر أن تستضيفها مداورة فنزويلا وكوبا والنروج.
والأربعاء، أطلق المتمردون في “لفتة إنسانية” سراح جنديين اختطفوهما قرب فنزويلا في وقت سابق من هذا الشهر.
ولم يتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، لكنهما اتفقا، في تشرين الأول (أكتوبر)، على “استئناف جميع الاتفاقات والتقدم المحرز منذ توقيع الجدول الزمني” في 30 آذار (مارس) 2016.
يضم جيش التحرير الوطني حاليا 2500 عضو وينتشر بشكل خاص في منطقة المحيط الهادئ وعلى الحدود مع فنزويلا التي يبلغ طولها 2200 كيلومتر، بحسب السلطات.
أكد القائد العام لجيش التحرير الوطني أنطونيو غارسيا، في تشرين الأول (أكتوبر)، أن تحقيق السلام يمر عبر “معالجة أسباب النزاع المسلح، أي عدم المساواة وانعدام الديموقراطية والظلم”.
ورغم ان اتفاق السلام مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) في العام 2016 سمح بخفض العنف، لم تتمكن كولومبيا بعد من وضع حد نهائي للنزاع الداخلي الوحيد الذي لا يزال مستمراً في القارة.