نشرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، صوراً لزعيم البلاد كيم جونغ أون برفقة ابنته الصغيرة، خلال تجربة إطلاق “نوع جديد” من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
يعتبر هذا أول ظهور رسمي لابنة الزعيم الكوري الشمالي، حيث تعتبر حياته الخاصة من الأسرار داخل الدولة، ولا يُعرف عنها سوى القليل، في حين لفتت وكالة بلومبرغ الأمريكية إلى أن ظهورها يمثّل “تلميحاً” لخطط الخلافة داخل الأسرة الحاكمة.
وظهرت ابنة جونغ أون ترتدي سترة بيضاء وتمسك بيد أبيها، الذي كان غائباً عن الأنظار لمدة شهر تقريباً، حيث كانا يمشيان أمام الصاروخ التجريبي قبل انطلاقه من المنصة.
في حين ذكرت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية، السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أن كيم كان حاضراً في موقع الاختبار مع “ابنته وزوجته الحبيبة”، من أجل “التوجيه شخصياً لكامل مسار اختبار إطلاق النار”.
صاروخ يصل مداه لأمريكا
وقالت الوكالة إن صاروخ هواسونغ-17 العابرة للقارات أُطلق في مطار بيونغ يانغ الدولي، وسافر على ارتفاع أقصى قدره 6041 كيلومتراً، لمسافة 999 كيلومتراً قبل أن يهبط في المياه شرقي البلاد.
كانت بيانات الرحلة من كوريا الشمالية متماشية مع الأرقام الصادرة عن كوريا الجنوبية واليابان، والتي أضافت أن الصاروخ له مدى ضمني يزيد عن 15000 كيلومتر، وهو ما يكفي للوصول إلى الولايات المتحدة، بحسب بلومبرغ.
يأتي إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات في وقت تحذر فيه كوريا الشمالية الولايات المتحدة من مواصلة التدريبات العسكرية في المنطقة أو “مواجهة العقاب”.
يعتبر الصاروخ الأخير هو “الأحدث” في سلسلة قياسية من عمليات الإطلاق الصاروخية في الأسابيع الأخيرة، في وقت تتوقع سول وواشنطن أن تكون بيونغ يانغ تستعد لإجراء تجربة نووية وشيكة، بحسب “فرانس 24”.
كوريا الشمالية تهدد
من جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيد، إن الصاروخ سقط في البحر داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة لليابان غربي هوكايدو، بدون وقوع أضرار بأي من السفن أو الطائرات. في حين دانت واشنطن “بشدة” التجربة والمخاطر المحتملة على استقرار المنطقة
كذلك أعلن جيش كوريا الجنوبية وخفر السواحل الياباني، الجمعة، أن صاروخ كوريا الشمالية كان عابراً للقارات، لكن عملية الإطلاق هذه “باءت بالفشل”، وفقاً لسول وطوكيو.
يشار إلى أن كوريا الشمالية كانت قد أطلقت الخميس، 17 نوفمبر/تشرين الثاني، صاروخاً أصغر، بينما حذرت من “ردود عسكرية أعنف” على تعزيز الولايات المتحدة وجودها الأمني في المنطقة.
وقالت كوريا الشمالية إنه لم يعُد من الممكن التسامح مع “التهور والاستفزاز”، بسبب التدريبات العسكرية المشتركة بين جارتها الجنوبية والولايات المتحدة، مطالبة بوقفها، في حين يؤكد البيت الأبيض أن القلق “لا يزال شديداً” إزاء احتمال إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية.
أمريكا “قلقة”
في المقابل، لا تزال واشنطن “قلقة” حيال تجربة نووية محتملة قد تجريها كوريا الشمالية في أي وقت، وحينما سُئل المتحدث الأمني بالبيت الأبيض جون كيربي في إفادة دورية، الثلاثاء، عما إذا كان هناك قلق من ذلك عندما تجتمع مجموعة العشرين في بالي في منتصف الشهر الحالي، أجاب قائلاً: “بشكل عام، لا يزال قلقنا شديداً”.
يُذكر أن أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان، تعهدت أواخر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم برد “لا مثيل له” إذا أجرت كوريا الشمالية سابع اختبار نووي، حيث تعتقد واشنطن وحلفاؤها أن بيونغ يانغ يمكن أن تكون على وشك استئناف اختبار القنابل النووية لأول مرة منذ عام 2017.
كانت كوريا الشمالية أعلنت، في 10 أكتوبر/تشرين الأول، أنها أجرت محاكاة لضربات “نووية تكتيكية”، بإشراف الزعيم كيم جونغ أون شخصياً، رداً على “التهديد العسكري” الذي قالت إن الولايات المتحدة وحلفاءها يمثلونه.
وأجرت كوريا الشمالية هذا العام عدداً قياسياً من اختبارات إطلاق الصواريخ التي تحظرها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، بسبب برنامجها الصاروخي والنووي.