تصدرت السيدة فيروز قائمة الأكثر بحثاً على مواقع التواصل الاجتماعي، مع بدء الاحتفال بيوم ميلادها في موعده الحقيقي الموافق 20 من نوفمبر، بدلاً من الموعد الرسمي المعتاد 21 من تشرين الثاني، وتزايدت منشورات تضم صور نادرة وتسجيلات جديدة لحفلات “جارة القمر” و”سفيرتنا إلى النجوم”.
اسمها الأصلي نُهاد رزق وديع حداد، من مواليد 20 تشرين الثاني عام 1935، ولكن تم تسجيل تاريخ الميلاد يوم 21 من تشرين الثاني واعتاد جمهورها الاحتفال بالتاريخ الرسمي، حتى تدخلت ابنتها ريما بتوضيح التاريخ الحقيقي.
فيروز الطفلة الأولى لأسرة سريانية كاثوليكية فقيرة الحال، كانت تسكن في زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة بيروت.
يعود نسب والدها وديع حداد إلى مدينة ماردين في تركيا، وكان يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون، التي تصدر حتى يومنا هذا باللغة الفرنسية ببيروت.
والدتها لبنانية مسيحية مارونية تُدعى ليزا البستاني، تُوفيت في اليوم نفسه الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية “يا جارة الوادي” من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب.
اكتشفها محمد فليفل، أحد الأخوين فليفل اللذين لحنا النشيد الوطني السوري، وقدمها في حفلة المدرسة التي أُقيمت عام 1946 عن اكتشافه الجديد، ألا وهو صوت فيروز.
رفض الأب المحافظ فكرة الأستاذ فليفل بأن تغني ابنته أمام العامة، لكنَّ الأخير نجح في إقناعه بعد أن أكد له أنها لن تغني سوى الأغاني الوطنية، ووافق الأب مشترطاً أن يرافقها أخوها جوزيف في أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى، الذي كان يرأسه وديع صبرة مؤلف الموسيقى الوطنية اللبنانية، والذي رفض تقاضي أي مصروفات من كل التلاميذ الذين أتوا مع فليفل.
انضمت فيروز إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وتتذكر تلك الأيام فتقول: «كانت أمنيتي أن أغني في الإذاعة، وقد أخبروني أنني سوف أتقاضى مبلغ 100 ليرة “21 دولاراً” في الشهر، كانت فرحتي لا تُوصف، لكن في نهاية الشهر لم أكن محظوظة كفاية؛ بسبب خصم الضريبة.
ألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية ووالد المطربة ماجدة الرومي أول أغانيها.
انطلقت مسيرة فيروز الفنيَّة بشكل جدي عام 1952 عندما غنت بألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجها في ما بعد، وشكلت هذه الفترة مرحلة موسيقيّة جديدة في الموسيقى العربيَّة عندما عملت مع الأخوين رحباني، ومزجت في هذه المرحلة بين النمط الغربي والشرقي والألوان اللبنانية.
قدمت مع الأخوين رحباني، وأخيهما الأصغر إلياس، أكثر من 800 أغنية وأوبريت أحدثت ثورة في الموسيقى العربية؛ لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى، بخلاف الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين التي كانت تمتاز بالطول.
كانت أغاني فيروز بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع؛ حيث غنت للحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم.
أطلق عليها الجمهور أكثر من لقب ومن بينها لقب «سفيرتنا إلى النجوم» الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل إشارة إلى رقي صوتها وتميّزه، و”جارة القمر”، و”عصفور الشرق”، وغيرها من الألقاب.
من أهم أعمالها المسرحية: “جسر القمر، والليل والقنديل، وبياع الخواتم، وأيام فخر الدين، وهالة والملك”.
من أجمل ما غنت بالقصائد: “خذني بعينيك، والآن الآن وليس غداً، وزهرة المدائن، وأعطني الناي وغني، وأحب من الأسماء، ولما بدا يتثنى”، ومن الأغاني الوطنيَّة: “بحبك يا لبنان، ويا حريَّة، وأنا لا أنساك فلسطينُ، والقدس العتيقة، ويا هوى بيروت”.
عقب زواجها من عاصي الرحباني تحولت فيروز إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وهي أم لكل من الملحن وعازف البيانو اللبناني زياد الرحباني، ليال الرحباني وريما الرحباني وهالي الرحباني.
غنت فيروز لكثير من الشعراء والملحنين؛ منهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري، وسعيد عقل بقصيدة لاعب الريشة. كما أنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي، وأُطلق عليها عدة ألقاب منها «سفيرتنا إلى النجوم» الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه.
بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فليمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني؛ أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يُستقى من الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية.
أصدرت فيروز خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها “كيفك أنت”، “فيروز في بيت الدين 2000” الذي كان تسجيلاً حياً من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركسترا تضم عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين.
وفي عام 2010 طرحت ألبومها «إيه في أمل»، وقد تعاونت في إنتاج هذا الألبوم مع ابنها الملحن زياد الرحباني.
ألبوم “ببالي” آخر ما قدمته من ألبومات عام 2017.
لدى لفيروز ألبوم تم تلحينه بالكامل من قبل الموسيقار المصري رياض السنباطي، ولم يتم إصداره بعد، ويُعتقد أيضاً أن هناك خمسة عشر أغنية لم يتم إصدارها من تلحين فليمون وهبي، ويُقدر