أعاد المالك الجديد لمنصّة تويتر إيلون ماسك السبت تفعيل حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد أن كان حُظر إثر اجتياح عدد من أنصار ترامب مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021.
وكتب ماسك على حسابه الخاص في تويتر: “الشعب قال كلمته. ترامب سيعود”، وذلك بعد النتيجة الإيجابية لاستطلاع أطلقه ماسك بهدف اتّخاذ قرار بشأن إعادة تفعيل حساب الرئيس الأميركي الأسبق.
وأجاب أكثر من 15 مليون مشترك في تويتر على سؤال الاستطلاع، وصوتت نسبة 51,8 في المئة بـ”نعم” لعودة الزعيم الجمهوري إلى المنصة.
وعاد حساب دونالد ترامب على تويتر إلى الظهور بعد دقائق قليلة من إعلان إيلون ماسك، وتعود آخر تغريدة عليه إلى الثامن من كانون الثاني/يناير 2021.
وبدا عدد المشتركين غير ثابت، إذ زاد ثلاثة ملايين في أقل من ساعتين قبل أن ينخفض بشكل مفاجئ.
وبعد ثلاثة أسابيع على استحواذه على تويتر، قال أغنى رجل في العالم ومالك تيسلا وسبايس اكس مساء الجمعة مع إطلاق الاستفتاء أن نتائجه يمكن أن تؤثر على قرار عودة الرئيس الأسبق إلى تويتر من عدمها. وكتب ماسك في تغريدة لاحقة العبارة اللاتينية “صوت الشعب هو صوت الله”.
وباسم حرية التعبير أعاد الجمعة حسابات أخرى معلقة لمستخدمين آخرين.
وبعد استحواذه على المنصة مقابل 44 مليار دولار في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، أكد ماسك أنه لن يتم اتخاذ أي قرار رئيسي بشأن المحتوى أو إعادة تفعيل حسابات بدون تدخل مجلس مخصّص. ويهدف ذلك بالدرجة الأولى إلى طمأنة المعلنين، المصدر الرئيسي لدخل المجموعة.
ولم يوضح علناً ما إذا كان المجلس قد أُنشئ.
وحظر موقع تويتر حساب دونالد ترامب في الثامن من كانون الثاني/يناير 2021، بعد يومين من غزو مؤيديه لمبنى الكابيتول، في مواجهة “خطر تحريض أكبر على العنف”.
واعتبر إيلون ماسك في أيار/مايو أن هذه العقوبة شكلت “قرارًا سيئًا أخلاقياً ومجنونًا إلى أقصى الحدود”، وأشار منذ أيار/مايو إلى احتمال عودة الرئيس الجمهوري الأسبق إلى المنصة.
وتخشى منظمات عديدة بالإضافة إلى سلطات ومعلنين ألا يبقى المحتوى معتدلاً على الشبكة الاجتماعية ما يفسح المجال للتضليل الاعلامي والمضايقات وانتهاكات أخرى.
وقال رئيس منظمة الحقوق المدنية “ان ايه ايه سي بي” NAACP على تويتر ديريك جونسون “تخونون ديموقراطيتنا”، معتبراً أن المشتركين مع إيلون ماسك “لا يمثلون أميركا”.
ومن المتوقع أن تسبب عودة حساب دونالد ترامب إلى إثارة جدل جدل في المجمتع والسياسة الأميركيين خصوصاً أنه يخوض مرة أخرى السباق إلى البيت الأبيض للعام 2024.
وأكد ترامب منذ أيام أنه سيبقى على شبكته “تروث سوشيل” حتى لو أن الموقع لا يوفر له انتشاراً واسعاً مقارنة مع تويتر حيث كان حسابه يضم أكثر من 88 مليون متابع، ولكنه اعتبر أن تويتر “أصبح في أيدٍ أمينة” مع إيلون ماسك.
وأشاد المرشح الجمهوري بالمبادرة وبإيلون ماسك خلال مداخلة عبر الفيديو السبت في تجمع حاشد لائتلاف اليهود الجمهوريين في لاس فيغاس.
وقال: “أحبه كثيراً. كما تعلمون، إنه شخصية متميزة وأنا أحب الشخصيات متميزة”.
ولكن ترامب لفت إلى أنه بات يمتلك حالياً شبكته الخاصة.
وشجع متابعيه على موقع “تروث سوشيل” على “التصويت بإيجابية” قبل أن يضيف “لكن لا تقلقوا لن نذهب إلى أي مكان. تروث سوشيل مميزة”.
ومن المحتمل أن يؤدي قرار إعادة حساب دونالد ترامب إلى تويتر إلى مزيد من الاضطرابات داخل الشركة، التي اهتزت بشدة منذ استحواذ إيلون ماسك عليها.
وطَرد ماسك 50 في المئة من الموظفين الذين كان يبلغ عددهم 7500 شخص وألغى سياسة داخلية كانت تسمح بالعمل من المنزل وفرضَ ساعات عمل طويلة، بينما قوبلت محاولاته إصلاح تويتر بفوضى وتأخير، وقام معلنون بالانسحاب.
وخلال الأسبوع الحالي، رد مئات الموظفين بـ “لا” على المالك الجديد الذي طلب منهم العمل بلا كلل “لبناء تويتر 2.0” ثورية.
ورحب حلفاء ترامب السياسيين لا سيما في الكونغرس بعودة حسابه إلى تويتر. وغرد العضو الجمهوري في مجلس النواب بول غوسار كاتباً “أهلا بكم من جديد!”.
وكتبت مارجوري تايلور غرين على تويتر وهي برلمانية جمهورية أخرى مؤيدة بشدة للرئيس السابق “أي شخص يعتقد أن الرئيس ترامب لن يفوز بالانتخابات التمهيدية في العام 2024 يخدع نفسه”.
في المقابل ردت الجمهورية ليز تشيني التي أصبحت العدو اللدود لدونالد ترامب، على خبر عودة حساب ترامب بإحالة متابعيها على تويتر إلى مقطع فيديو يُظهر إحدى جلسات الاستماع التي أجرتها لجنة التحقيق بعد اقتحام الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021.
وقالت على تويتر “مع عودة ترامب إلى تويتر حان الوقت لمشاهدة جلسة الاستماع هذه بشأن 6 كانون الثاني/يناير”.