الهديل

خاص الهديل : حزب الله وحسابات فوارق السباق الرئاسي بين باسيل وفرنجية وجوزاف عون

 

خاص الهديل:

الحلقة الرابعة (٤ من ٤)

آخر تحديث في حزب الله لموقفه من الاستحقاق الرئاسي

هناك “مروحة خيارات” موجودة في “الزاوية الضيقة” التي يدير منها حالياً حزب الله موقفه من أزمة الاستحقاق الرئاسي.  

وحتى الآن لم يتم في حارة حريك ترتيب الخيارات وفق سلم الأكثر احتمالية؛ ذلك أن كل الأمور تبقى مفتوحة على ظهور تطورات داخلية وخارجية مرتقبة، وحتى غير مرتقبة..

الخيار الحالي المعمول به في هذه الفترة من قبل حزب الله، هو خيار التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي على أنه يمر في ظرف أزمة داخل محور الحزب؛ والمقصود هنا هو عدم قدرة حارة حريك على تنظيم الخلاف والتنافس بين حليفي الحزب الأساسيين في الساحة المسيحية (باسيل وفرنجية) على نيل موافقة حزب الله على ترشيح أحدهما.

من الطبيعي ان يتوجس حزب الله من هذا الخلاف، لأنه يدور بين أهم قطبين في محوره: باسيل وفرنجية. وقد يؤدي هذا الخلاف في حال تفاقم أكثر من دون إمكانية وضغ ضوابط له، إلى انهيار كل منظومة علاقة حزب الله بالبيئة المسيحية..

وهذا الواقع هو الذي يجعل الحزب يصوغ معادلة انه لا يرشح الآن فرنجية كما فعل حينما رشح ميشال عون، ولكنه يوافق على ترشيحه، وحتى يتبنى ترشيحه يجب أن يسبق ذلك موافقة باسيل على ايصال فرنحية إلى بعبدا.

وحتى الآن يرفض باسيل افساح المجال لفرنجية كي يصل لرئاسة الجمهورية؛ وتقول معلومات أن باسيل في أحد لقاءاته بحزب الله طرح أمرين أساسيين عليه: الأول أنه حتى لو باسيل وافق على ترشيح فرنجية؛ فإن قواعد التيار الوطني الحر لن توافق على فرنجية الذي يعتبره العونيون جزءاً من منظومة الفساد التي يصر جبران باسيل على انه ليس جزءاً منها؛ بل يريد محاربتها.

الأمر الثاني يتصل بأن باسيل عرض بديل عنه وعن فرنجية لرئاسة الجمهورية أمثال ندى البستاني وشخصية أخرى مصرفية مقربة من التيار العوني. وقال باسيل أنه غير موافق بأي شكل لا على فرنجية ولا على جوزاف عون.

الخيار الثاني الموجود على طاولة حزب الله هو رهان الحزب على التوصل في الوقت المناسب الى إقناع باسيل أنه من الأفضل له دعم سليمان فرنجية في حال وصل التنافس إلى نقطة المفاضلة بين فرنجية وجوزاف عون. والسبب الذي يقدمه الحزب لباسيل كي يؤيد فرنجية على حساب جوزاف عون، هو ان فرنجية في حال أصبح رئيساً، لا يشكل خطراً وجودياً على باسيل، بينما جوزاف عون في حال أصبح رئيساً فإنه سيرث القاعدة الشعبية العونية، كون هذه القاعدة تؤيد تاريخياً الجيش وكون جوزاف عون هو تاريخياً كان عونياً، أضف انه من عائلة عون؛ وكل هذه الميزات ستجعله بشكل طبيعي خليفة ميشال عون، الأمر الذي سيقضي كلياً على مستقبل باسيل السياسي وليس فقط الرئاسي.

الخيار الثالث الذي يضعه الحزب حالياً في الدرج. هو خيار متأخر، وينتظر تبلوره كيف ستتجه الظروف. ويذهب هذا الخيار إلى إحتمال تأييد الحزب لترشيخ العماد جوزاف عون.  

والمنطق الذي يقف وراء إمكانية أن يتخذ حزب الله قراراً بتأييد ترشيح جوزاف عون هو التالي: بما أنه لا الحزب يستطيع أن يسمي الرئيس الذي يريده وهو سليمان فرنجية، وبما انه بالمقابل لا تستطيع القوى المقابلة للحزب إيصال الشخصية التي تسميها للرئاسة، سواء ميشال معوض أو غيره؛ فإن الأفضل للحزب ان يذهب لتسمية مرشح وسطي بينه وبين معارضيه، وحينها سيكون جوزاف عون أحد أبرز هذه الأسماء.

 

ولكن ضمن هذا الخيار هناك رأي داخل الحزب يقول أن موافقة حارة حريك على قائد الجيش يحب أن تتم من خلال فتح مفاوضات غير مباشرة مع الأميركيين؛ بمعنى أنه لا يحب على الحزب ان يعطي موافقته على جوزاف عون من دون الحصول على ثمن كبير من واشنطن أو عبرها، من الغرب أو من العرب.  

الخيار الرابع يقع تحت سقف نظرية يسترشد بها الحزب لجهة تحديد مستوى المقاربة السياسية والعملية التي يتبعها للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي، وتقول هذه النظرية ثلاثة امور لا عودة عنها:

الأمر الأول أن حزب الله لا يمكنه إدارة ظهره للاستحقاق الرئاسي؛ إذ أن تجربة الحزب العملية خلال سنوات ما بعد خروج سورية من لبنان تؤكد أنه يجب عليه ابقاء عينيه مفتوحتين لتحاشي حصول عمليات غدر داخلية به، كما فعلت حكومة السنيورة.

الأمر الثاني يتعلق بأن الحزب يجب أن يكون حاضراً على جبهة الاستحقاق الرئاسي حتى يضمن الإتيان برئيس للجمهورية غير معاد للمقاومة أو أقله غير موجود في مربع الذين يتربصون شراً بحزب الله.

الأمر الثالث يفيد بأنه اذا كان الخيار هو بين استمرار الفراغ الرئاسي أو وصول رئيس للجمهورية معاد للمقاومة، فإن قرار الحزب هو مع استمرار الفراغ.

Exit mobile version