أقام “ملتقى بيروت” في مقرّه محاضرة عن “المواطنية والرؤية المستقبلية للبنان” ألقاها عضو المجلس الدستوري سابقاً البروفسور أنطوان مسرّة، حضرها ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية وعدد من النواب والوزراء السابقين والفعاليات البيروتية.
بدأ اللقاء بكلمة لرئيس الملتقى الدكتور فوزي زيدان رحّب فيها باللحضور وجاء فيها: بأنّ المواطنة، هي عضوية الفرد ببلد ما، وما ترتّبه تلك العضوية من امتيازات، وتشير في المعنى السياسي إلى الحقوق التي تكفلها الدولة لمن يحمل جنسيتها، والالتزامات التي تفرضها عليه.
أما المواطنية فهي وصفة قانونية، يتمتّع بها الفرد داخل الوطن ويحصل عليها بالمواطنة أو بالتجنّس، وهي تستبطن حقوقاً وواجبات، وهذا الاستبطان على ارتباط وثيق بالديموقراطية. وتعتبر المواطنية الإنسان قيمة وغاية في حدّ ذاته، وكائناً اجتماعياً في جوهره، ولا تتحقّق شخصيته إلا ضمن إطار الجماعة، التي يتشكّل منها المجتمع والوطن.
وتأخذ المواطنية في الاعتبار متطلبات العيش في عالم يتفاعل بعضه مع بعضه الآخر، فتُثمن مفاهيمها تثاقف الحضارات، وتناصِر القضايا الإنسانية، وتعاوِن في حماية البيئة، واحترام التنوّع، وتناهِض الظلم والتفرقة والعنصرية والتسلّط والإفساد، كما تؤازِر قِيم العدالة والسلام والتفاهم والحوار والتسامح وقبول الآخر ..
بما لا يتنافى ولا يتعارض مع الخصوصية المجتمعيّة للدولة، وبما لا يُقضي إلى التبعية الثقافية والسياسية والاقتصادية، ولا إلى الخضوع للخارج بأشكاله المتعدّدة، والانصياع لإملاءاته.
وأردف قائلاً بأنّ خصائص المواطنية تتمثّل بالشعور بالولاء للدولة، والشعور بالعدل والمساواة بين أفرادها، وبمشاركة المواطن في الحياة السياسية والديموقراطية ضمن حدود القانون، سواءً بحقه في الانتخاب أو بتشكيل الجمعيات والأحزاب، وحصوله على محاكمات عادلة، واستخدام المرافق العامة والخدمات الحكومية، وممارسة الشعائر الدينية بحرية.
وقال بأنّ المواطنية هي ذلك الشعور بالانتماء للوطن كفضاء مشترك، يؤخذ بين أفراد ينتمون إلى مجموعة بشرية واحدة، ويمكّنهم من التمتّغ بحقوق فرديّة ومدنيّة واقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، يلتزمون بموجبه بواجبات تتلخّص في خدمة وطنهم بما يضمن نماءه ورقيّه بين الأمم، بحيث يشاركون في تدبيره مما يجعلهم يكتسبون صفة مواطنين.
وختم قائلاً بإنّ غالبية اللبنانيين بحاجة إلى فهم المواطنية على حقيقتها والعمل بمضمونها، ما يؤدي إلى قيام وطن العدالة والمساواة، وعماده المواطن الصالح.
بعدها بدأ البروفسور أنطوان مسرّة محاضرته التي يمكن إيجازها كالآتي:
أولاً: تحوّل المواطنية في لبنان إلى شعار بدون البحث في المضمون والاشكالية
1- ثلاثة عناصر في المواطنية:
علاقة بالمكان – الوطن،
علاقة بالأشخاص المواطنين القاطنين في هذا المكان-الوطن،
وعلاقة بالسلطة الناظمة – الدولة التي ترعى الشأن العام في هذا المكان-الوطن ومع هؤلاء المواطنين،
2- المواطنية المركّبة في المجتمعات المتعدّدة
التعدّدية بالمعنى الديموقراطي العام
والتعدّدية الثقافية بالمعنى الاجتماعي: الدينية واللغوية والعرقية …
خصائص التعدّدية الثقافية التي تتطلب توفّر ضوابط في سبيل الحدّ من التعبئة في التنافس السياسي واستغلال التباينات، وفي سبيل ضمان المساواة والمشاركة والحؤول دون العزل الدائم.
الإدارة الذاتية ونظرية التعدّدية الحقوقية،
وقاعدة التمييز الايجابي، المادة 95 من الدستور
والتمييز بين التعدّدية الثقافية القصوى، والتعدّدية المتداخلة في حالة لبنان ومجتمعات عربية أخرى.
ثانياً: لا استقرار، لا سلم أهلي ثابت، لا حوكمة ممكنة للبنان بدون دولنة المواطنية ومثاقفة الدولة.
بعدها فتح باب المداخلات وطرح الأسئلة التي أجاب عليها المحاضر بإسهاب.