بعد 24 عاماً من خسارتها 2-1 في الدور الأول من مونديال 1998 أمام إيران، ثأرت الولايات المتحدة من “تيم ملّي” بهدف نظيف عبرت به إلى الدور الثاني من مونديال قطر 2022.
ويدين الأميركيون بهذا الفوز إلى لاعب تشيلسي الإنكليزي كريستيان بوليسيك، الذي أحرز هدف المباراة الوحيد (38)، وحرم الإيرانيين من تأهل أول في تاريخهم إلى دور الـ16، حيث تلاقي الولايات المتحدة هولندا.
وللمرة الثانية في تاريخ المسابقة العريقة، بعد الأولى في 1998 عندما خرجت إيران فائزة 2-1 في دور المجموعات أيضاً، التقى “تيم ملّي” مع غريمته الولايات المتحدة في ظل توتر سياسي قائم منذ عقود بين طهران وواشنطن.
غير أن هذه المرّة كانت السياسة تحاصر الإيرانيين من غير خاصرة. فقد أدّى لاعبو المنتخب الإيراني النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية من دون حماسة قبيل انطلاق المباراة.
وهذه هي المرة الثانية توالياً التي يؤدي فيها لاعبو “تيم ملّي” النشيد الوطني بعد مواجهة ويلز، إذ امتنعوا عن أدائه افتتاحاً أمام إنكلترا تضامناً مع الاحتجاجات التي تشهدها إيران.
وتشهد إيران منذ قرابة شهرين، احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وباتت تلك الاحتجاجات من بين التحديات الأكبر لنظام الجمهورية الإسلامية منذ ثورة العام 1979، مع مقتل نحو 378 شخصاً في حملة لقمعها وفقاً لمنظمة حقوقية. ذلك الضغط تزامن مع مشاركة “تيم ملّي” في كأس العالم، وبات محط أنظار ومطالبات من الجماهير الإيرانية لاتخاذ موقف حاسم من الاحتجاجات والسلطات التي استقبلت الفريق قبل التوجّه إلى الدوحة.
لكن الثمرة الرياضية المنتظرة بعبور أول تاريخي إلى الدور الثاني، لم تنضج.
دخل الأميركيون المباراة ولا خيار أمامهم سوى الفوز للتأهل، على عكس الإيرانيين الذين يملكون إمكانية التعادل.
وبدأ منتخب “العمّ سام” هجوماً ضاغطاً مع استحواذ كبير في غالية فترات الشوط الأول.
أول الاختراقات كان لبوليسيك في الدقيقة الثانية، فتوالت الفرص للأميركيين الذين كانوا قادرين على التهديد من دون لمسة أخيرة.
رأسية لبوليسيك في الدقيقة 11، ثم اختراق من تيموثي ويا (24)، ورأسية أخرى على المرمى (28).
ذلك الإصرار أثمر هدفاً. فافتتحت الولايات المتحدة التسجيل في الدقيقة 38 عندما مررّ ويستون ماكيني كرة إلى سيرجينيو ديست، فحوّلها عرضية داخل منطقة الجزاء، برز لها بوليسيك وأسكنها بيمناه في شباك الحارس الإيراني العائد من إصابة علي رضا بيرانوند.
وكان بيرانوند غاب عن مباراة ويلز، بعدما تعرّض لارتجاج في المخ في مباراة إنكلترا التي خسرها “تيم ملّي” افتتاح (2-6).
خلال الهدف، اصطدم بوليسيك بالحارس الإيراني وخرج من الملعب وهو يعاني من آلام. ورغم أنه عاد وأكمل الشوط الأول، فإنه لم يدخل في الشوط الثاني، وحلّ بدلاً منه براندن آرونسون.
وقبل الدخول إلى غرف الملابس، كاد المنتخب الأميركي أن يخرج مرتاحاً بهدف سجّله وياه، غير أن الحكم ألغاه بداعي التسلل.
وعلى غرار بوليسيك، بقي سردار آزمون على مقاعد البدلاء في الشوط الثاني إذ أنه لم يقدّم شيئاً يذكر خلال النصف الأول من المباراة، فاستبدله المدرّب البرتغالي كارلوس كيروش بسامان قدوس.
في الشوط الثاني، حاول الإيرانيون كثيراً، وخصوصاً عن طريق قدوس الذي سجّل محاولتين خطيرتين إحداهما بالرأس 52، لكن بلا جدوى.
أخذٌ وردّ للكرة من دون نجاعة. حتى أن الإيرانيين طالبوا في الدقائق الأخيرة بركلة جزاء علّها تأتي بتعادل يقلب الطاولة، لكن كان لحكم الفيديو المساعد (في إيه آر) رأي آخر: الولايات المتحدة إلى الدور الثاني.