نظم رئيس هيئة الدفاع عن حقوق بيروت المحامي صائب مطرجي لقاءا احتفاليا بفوز النائب فيصل كرامي بالمقعد النيابي عن طرابلس في مطعم le maillon في حضور حشد مميز من الفاعليات السياسية، الاجتماعية، الاعلامية والأمنية. وشدد كرامي خلال اللقاء على محبته وعلاقته الطيبة ببيروت واهلها وحرص على استقبال الحضور شخصيا بمحبة وتفاعل وتلاحم مع ممثلي هذه المدينة التي شهدت على مواقف هذه العائلة السياسية العريقة.
والقى مطرجي كلمة في مستهل اللقاء، فقال:اهلا وسهلا بمحبي الأصالة والوفاء وكل المؤمنين بنهج الرشيد وعمر والمؤتمن على إرتهم الحبيب فيصل. ولا للحظة كنا مقتنعين بالنتيجة لم تشكك يوماً بوفاء أهلنا في طرابلس لهالبيت الوطني العريق. أتى قرار المجلس الدستوري ليؤكد المؤكد ويصحح الخطأ نأمل أنه لم يكن مقصوداً. المرحلة بدها رجال ورجال أوفياء وشجعان وفيصل من خيرة هالرجال. نمر بمرحلة دقيقة من عمر لبنان ولا نخفي على أحد أن هناك تشتتا واستهدافا لدور السنة في لبنان. من هنا ضرورة أن يكون هناك ممثلين جديين ومخلصين في مجلس النواب لديهم المعرفة السياسية والاصالة ولا تعتمد فقط على حديثي النعمة السياسية. إن شاء الله تكون هيدي أول خطوة لتصحيح الخلل واستعادة التوازن. مبروك لطرابلس ولبيروت ولكل لبنان.
وقال النائب كرامي:”ايها الأحبة مع حفظ الألقاب بل فوق كل الالقاب، لأن الجامعَ بيني وبينكم تاريخٌ من الودِ والصداقة والروابط العائلية والنضال من اجل لبنان ومن اجل الحق والعدالة والانفتاح وكل ما تمثله بيروت من قيم نبيلة حتى ليحُق القول انها المدينة الاستثناء التي فتحت ذراعيها لكل اللبنانيين، فمن لم يكن منهم بيروتياً بالهوية فهو حتماً بيروتيٌ بالهوى.
اسمحوا لي بداية ان ابدي عميق سروري بوجودي معكم في هذا اللقاء الطيب الحافل بالوجوه الطيبة، شاكراً الاخ والصديق صائب مطرجي رئيس هيئة الدفاع عن حقوق بيروت وصاحب هذه الدعوة،
واقول له اخي صائب لقد عهدتك دائماً الجندي المجهول في كل ما يتعلق بهموم وشجون مدينتك ووطنك، فتحيتي لك على هذا الدور الذي انت اهل له.
يهمني ان اؤكد لكم ايها الاعزاء ان الاختلاف في السياسة وفي وجهات النظر السياسية هو امرٌ صحيّ، لكن الاختلاف على الوطن وعلى الثوابت الوطنية هو أمر مدمّر، ولهذا قررت ان يختصر كلامي حول الثوابت التي تجمع بيننا وهي كثيرة.
في مقدمة هذه الثوابت الحرص على لبنان وطناً ودولةً واستقلالاً ودوراً ريادياً في محيطه العربي وفي العالم. انه لبنان الذي اختاره الآباء والأجداد، وأشدّد على انهم اختاروه وربما يكون الوطن الوحيد الذي وُلِد بالاختيار. وعاصمة لبنان بيروت هي التكثيف الملهم الذي تجلّت فيه التجربة اللبنانية بأبهى صورها، انها بيروت المنارة والانفتاح والعيش الواحد والحريات، بيروت الشهيد رفيق الحريري، واني فخورٌ بأن جدّي الرئيس عبد الحميد كرامي كان واحداً من رموز وابطال استقلال لبنان، الى جانب باقي رجالات الاستقلال من كل المناطق والطوائف، ولا يفوتني هنا التذكير بأن الرئيس صائب سلام ابن ابو علي سلام هو من رسم العلم اللبناني بيده في خضّم معركة الاستقلال.
من بين الثوابت ايضاً عروبة لبنان، وأعيد هنا السؤال البسيط والتاريخي في آنٍ واحد الذي كان يطرحه دائماً كل المؤمنين بعروبة لبنان وكل المناضلين لتأكيد هذه الهوية العربية في الدستور اللبناني وهو ما تحقق في وثيقة الاتفاق الوطني في الطائف. السؤال هو ان لم يكن لبنان عربياً فماذا يكون؟ وأجدّد اليوم موقفي من هذه الاشكالية التي يُعاد طرحها لأقول، لبنان عربيٌ عربيٌ عربي ولن يكون الا عربياً، وانا ابن عائلة دفعت الكثير من اجل عروبة لبنان ولعلّ وسام الشرف الذي اعتزّ به ان جدّي عبد الحميد كان بصفته رئيساً للحكومة ممثل الجمهورية اللبنانية في تأسيس جامعة الدول العربية، وكانت له اسهامات اساسية في صياغة ميثاق هذه الجامعة.
وقد اكمل الرئيس الشهيد رشيد كرامي المهمة والرسالة عبر نضاله الطويل من اجل تأكيد وحدة وعروبة لبنان باذلاً كل التضحيات التي يمكن ان يبذلها الانسان في سبيل قضية يؤمن بها وصولاً الى التضحية بحياته. ثم اتى الرئيس عمر كرامي ليقولها بأعلى صوت عروبتي عقيدتي، فهل يتوقع اي احدٍ في الكون ان أفرّط بكل هذه التضحيات وكل هذه النضالات؟
ولن اطيل عليكم مكتفياً بالاشارة الى واحدة من الثوابت الاساسية التي تجمع بيننا، الايمان بأننا الطائفة الأمة، التي تشكّل الاساس المتين لكل انواع الصيغ والتوازنات بين كل الطوائف اللبنانية، وقدرُنا كطائفة ان نكون في كل الازمات التي عاشها هذا الوطن صمام الامان، والأهمّ خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلاد اننا الطائفة الجامعة والمنيعة التي لا يمكن تجاوزَها او استتباعها او المسّ بحقوقها او الانتقاص من دورها، وهذه الحقائق الحتمية تجعلنا الطائفة الاقوى دون حاجة الى ضمانات وامتيازات. سلاحنا الوحيد والضمانات الوحيدة التي نركن اليها هو أننا نحمل مشروع الدولة والمؤسسات وتطبيق الشراكة الحقيقية والمساهمة مع كل شركائنا في الوطن في الوصول الى دولة عصرية متماسكة تلبّي طموحات الاجيال الشابة.
لسنا نحن من نصاب بالاحباط، بل نحن من يداوي المحبطين..
لسنا نحن من نتسول الصلاحيات، وانما نحن الذين نمنح هذه الصلاحيات لمن لديهم هواجس ومخاوف الاقليات.
لسنا نحن من نخشى الدستور واتفاق الطائف، وانما نحن نخشى على لبنان وعلى كل الآخرين في لبنان من اللعب بالنار في الاوقات الخاطئة والخطيرة، واي لعبٍ بالدستور واتفاق الطائف في هذه المرحلة، هو لعب بالنار لا محالة. وهي مناسبة لكي اناشد كل القوى اللبنانية للذهاب فوراً الى تطبيق فعلي لاتفاق الطائف، وان يكون الحكم على هذا الاتفاق بعد تطبيقه، واني بذلك انما ادعو اللبنانيين الى حماية هذا الوطن من اي مغامرة غير مأمونة النتائج.
واني اعلن من هنا انني جاهز للانفتاح وللحوار لتبديد كل الهواجس المتعلقة بالطائف وكل الاحكام السيئة عليه الناتجة عن تطبيقات مشوّهة ومنقوصة لهذا الاتفاق.
ايها الاعزاء، هذه هي ثوابتي ومنها تنبثق مواقفي تجاه كل الملفات السياسية المطروحة في البلاد، وسأكون اميناً على الثوابت وصادقاً وجريئاً في المواقف، ومن خلالكم وبوجودكم فإن بيروت شاهدة على ما أقول. شكراً لحضوركم وآمل ان تتواصل هذه اللقاءات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.