الهديل

خاص الهديل : حلف أبو مصطفى-أبو طوني: إنهاء مفاعيل “الوعد الصادق” للعونيين.. وبداية “الوعد الشيعي” لفرنجية

خاص الهديل:

واضح أن الرئيس نبيه بري قرر هذه المرة أن يقود بنفسه لعبة معركة رئاسة الجمهورية بإسم الثنائي الشيعي. في المرة الماضية ترك أبو مصطفى بنسبة مئة بالمئة زمام خوض الشيعة لمعركة رئاسة الجمهورية عند حزب الله، وتحديداً عند معادلة تنفيذ “الوعد الصادق” الذي قطعه السيد حسن نصر الله لميشال عون…

…وحينها لم يوافق بري على ترشيح عون، ولكنه لم يقاتله، بل أعطى رأيه الشهير بخيار ترشيح حزب الله للجنرال ميشال عون، وهو الرأي الذي أثبتت الوقائع التالية أنه محق تماماً، ومفاده قول بري حينها للذين طالبوه بتأييد ترشيح عون: أنا لا أستطيع أن أسير بخيار الجنرال ميشال عون؛ لأنني لا أريد أن أنتخب رئيسين للبلد: ميشال عون وجبران باسيل .

وحتى سليمان فرنجية سار وراء معادلة تنفيذ “الوعد الصادق” الذي قطعه نصر الله لعون؛ وقرر دفع الثمن الأكبر خلال معركة الرئاسة في العام ٢٠١٦، وذلك عندما رفض النزول إلى البرلمان، رغم أنه كان في تلك اللحظة قد ضمن فوزه في نيل لقب فخامة الرئيس.

والمعادلة اليوم عند بري هي أن “معادلة الوعد الصادق” الخاصة بموقف السيد نصر الله من الاستحقاق الرئاسي، انتهت عند نهاية ولاية ميشال عون الرئاسية، وأنها لا تشمل جبران باسيل. وعليه فإن الشيعة اليوم أمام خيار الإتفاق على رئيس جمهورية من “خارج نادي مار مخايل”، بل من داخل “نادي تحالفات حارة حريك وعين التينة” معاً.

أما المعادلة اليوم عند فرنحية فهي أنه ضحّى بفرصتين للفوز في الانتخابات من أجل تحالفاته الشيعية والخاصة بالمحور، والآن يحب على المحور أن يقر بجميله هذا وأن يرد له الجميل ..

والواقع أن مشكلة فرنجية التي تحول دون نيله الرئاسة، موجودة بشكل خاص في ثلاثة أمور:

الأول هو ضعف تأييد القوى المسيحية له؛ فلا التيار الوطني الحر ولا القوات اللبنانية ولا الكتائب أو المستقلين يؤيدون ترشيح فرنجية للرئاسة، وعليه فإن فرنجية فيما لو لم تتغير مواقف القوى المسيحية هذه، فإنه سيُعتبر مرشحاً غير ميثاقي مسيحياً.

الثاني هو أن فرنجية سيُعتبر أنه رئيس استمرار الأزمة وليس رئيس نقل البلد من ضفة الأزمة إلى ضفة التسوية.

الثالث هو علاقة سليمان فرنجية بالرئيس الأسد.. وهذه النقطة تشكل سبباً هاماً لبعض الأحزاب كالتقدمي والقوات لرفض فرنجية؛ ولكن هذه العلاقة قد تصبح مصدر قوة فرنجية إن صحت التوقعات بوجود توجه سعودي للانفتاح بشكل كبير في المرحلة المرئية على دمشق.

Exit mobile version