الهديل

معظم الرؤساء الأميركيين كذّابون

 

كتب عوني الكعكي:

قد يستغرب البعض ما جاء في «عنوان» افتتاحيتنا اليوم… لكن أظن أنّ استغراب الكثيرين سيزول حتماً بعد قراءة ما جاء على لسان دونالد ترامب الرئيس الأميركي السابق… وسيتأكد الجميع بأنّ هذا العنوان صحيح وصادق وحقيقي، مثبتاً ذلك بأدلة دامغة، لا تتحمّل أي شك… فهي صدرت من فم ترامب نفسه… ومن فمه أدينه وأدين غيره…

يقول ترامب في خطاب جماهيري لحزبه الجمهوري وبالفم الملآن إنّ العالم كان أكثر استقراراً قبل أن يتخذ سلفه باراك أوباما قراره بتعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية ورئيسة للديبلوماسية الاميركية. ومن هذه النقطة أبدأ:

أولاً: يقول ترامب إنه في الفترة قبل عام 2009 قبل تولي هيلاري كلينتون منصبها على رأس الخارجية الاميركية، لم تكن «داعش» موجودة على الخارطة.

ثانياً: ليبيا كانت مستقرة، ومصر كانت تنعم بالسلام، ومستوى العنف في العراق لم يكن قد تفاقم بعد… بل كان مقبولاً.

أما إيران فكانت محاصرة بالعقوبات… وكانت سوريا تحت السيطرة الى حد كبير..

ثالثاً: بعد 4 سنوات من تولي هيلاري كلينتون مهامها تغيّرت الأحوال:

أ- «داعش» انتشر في المنطقة وحول العالم… وليبيا دمّرت، حتى ان سفيرنا وموظفينا هناك تعرّضوا للموت على أيدي قتلة مجرمين.

ب- مصر سيطر عليها الإخوان المسلمون… وها هي إيران في طريقها الى صنع قنبلة نووية. وسوريا صارت الأحوال فيها كارثيّة… ودخلت حرباً أهلية أكلت الأخضر واليابس فيها… وبعد خمسة عشر عاماً من القتال والاقتتال المدمّر وبتدخلات من هنا وهناك، وإنفاق تريليونات الدولارات ساءت الأحوال وعمّ العنف ونشط التهجير والهجرة وقسّمت سوريا الى مناطق تسيطر عليها قوى خارجية ومحلية.

ج- ها هو العراق أيضاً يعيش حالاً من الفوضى وعدم الاستقرار… وها هو الشعب العراقي يُعاني الأمرّين فتحوّل العراق من بلد غني مستقر، الى بلدٍ سادت فيه الاضطرابات والعرقيات والمذهبيات في كل مكان فيه… وهو ما يقوده حتماً الى الخراب والدمار.

وختم ترامب:

هذا ما ورثناه هديّة من أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.. فكلينتون هي شريكة فعلية مساهمة في تأسيس الدولة الاسلامية (داعش) ودعمها لتؤدي مهاماً تخريبيّة.

كلام ترامب هذا لم يقله إنسان عادي… وأخطر ما فيه انه جاء على لسان رئيس أميركي سابق، كان مسؤولاً عن سياسة بلاده في الحقبة ما بعد أوباما والحزب الديموقراطي.

والمصيبة الأكبر ان الرئيس الحالي جو بايدن الديموقراطي يسير على خطى أوباما… فهل عرفتم الآن ما يُضمره لنا الرؤساء الأميركيون؟

والأنكى من ذلك كله، ان ترامب، صاحب القول السابق، من أقوى رؤساء أميركا وأكثرهم عصبيّة وتعصّباً في تاريخ أميركا، حتى ان البعض يقول إنه مجنون، وأقواله وتصرفاته عصبية جداً وغير موزونة ليس لها حدود.

على كل حال، هذا نموذج قريب تاريخياً.. ومهم جداً كي ندرك اننا نعيش تحت رحمة الاميركيين. والأصعب ان هناك الكثير من الرؤساء الذين مرّوا في تاريخ الحلم الاميركي يشبهون الرئيس أوباما بالعنف والرئيس ترامب بالتهوّر فلا سقف عنده للمشاكل ولا للتصريحات العشوائية، يعني ان كلامه يُبنى عليه بالتأكيد.

باختصار: ان مشكلة العرب ليست إسرائيل فقط.. بل المشكلة عند من أوجدها. وهنا نعود الى «وعد بلفور» والدور الانكليزي.. تلك المؤامرة التي لا تزال مستمرة والتي دمرت ثروات العالم العربي…

ولولا ذلك الوعد وتداعياته منذ احتلال فلسطين من قِبَل المؤامرة الصهيونية، ولولا التحكّم الصهيوني في الادارة الاميركية حالياً، ما كان ليحصل ما حصل اليوم عندنا.

باختصار، علينا أن نعلم جيداً ان الحكم في أميركا محكوم من الصهيونية العالمية، وأنّ الصهيونية هي التي تسيّر الحكم هناك وفي العالم قاطبة.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version