الهديل

خاص الهديل : بين جوزاف عون وسليمان فرنجية: من يملك مواصفات “مرشح التسوية “

خاص الهديل:

 

هناك محاولات اعلامية بدأت تركز في الفترة الأخيرة على إجراء مقارنة حظوظ انتخابية ومزايا سياسية، بين سليمان فرنجية وجوزاف عون، بوصفهما مرشحين للرئاسة، وبوصفهما يخوضان سباق نفس الحظوظ، توصلاً للقول “ونفس المواصفات”..

والواقع أن الهدف من وضع مواصفات الاسمين بمقابل بعضهما البعض، ليس عادلاً.. ولا يعني ذلك أن هذه السطور تنحاز لفرنجية ضد جوزاف عون أو العكس، بل تعني لفتة النظر إلى حقيقة أن كلاً من الرجلين هما مرشحا مواصفات مختلفة.

 

…مثلاً يمكن أن يضع المراقب بأريحية وسلاسة جبران باسيل بمقابل سليمان فرنجية، بوصفهما مرشحا فئة واحدة من المواصفات؛ فهما خصمان، ولكن ضمن المحور السياسي الواحد، وضمن ذات البيئة التقليدية في العمل السياسي.. صحيح أن فرنجية هو اقطاعي عريق بالمعنى السياسي، ولكن باسيل أيضاً هو اقطاعي حديث بالمعنى السياسي. وعليه كانت دائماً حظوظ أحدهما الرئاسية تصطدم مع حظوظ الآخر، أو تتقاطع وتتكامل مع حظوظ الآخر.

ووجه تشابه المواصفات السياسية بين باسيل وفرنجية واضحة ولا يمكن إغفالها؛ فمثلاً لا يمكن أن يكون فرنجية مرشحاً جدياً لرئاسة الجنهورية، إلا إذا تبنى ترشيحه حزب الله سياسياً، وليس فقط تقنياً (بمعنى أن يقترع له)؛ وجبران باسيل أيضاً نفس الشيء… فكلاهما تكمن نقطة قوتهما وضعفهما في اقتراب أو ابتعاد حزب الله من نقطة تبنيه سياسياً لهما.

…وهذا الواقع الخاص بمواصفات قوة وضعف فرنجية وباسيل، ليس هو واقع الحال الخاص بمواصفات قوة وضعف ترشيح جوزاف عون. فالأخير يحتاج لموافقة حزب الله على ترشيحه، ولكن ترشيحه لا يحتاج الى تبني الحزب سياسياً له. يمكن أن يكون حوزاف عون تسوية بين كل اللبنانيين، بما فيهم حزب الله، ولكن باسيل وفرنجية لا يمكن لهما الترشح إلا على أساس أن يكونا نتاج “تسوية” بين الحزب وبعض اللبنانيين…  

…بكلام آخر؛ فهما يشكلان نتاج تسوية على رئاسة الجمهورية فقط، وذلك بين حزب الله وبعض القوى اللبنانية، وليس كل القوى اللبنانية، وليس على كل التسوية اللبنانية، بل على اسم الرئيس ..

وما يميز مواصفات جوزاف عون هو أن ترشيحه فيه ربط عضوي بين انتخابه رئيساً وبين بدء التسوية.. بينما ترشيح فرنجية فيه مواصفات انتقال العهد من اسم رئيس انتهت ولايته الى إسم رئيس آخر بدأت ولايته، من دون أن يعني ذلك تغيير في جوهر ظروف أزمة البلد… وما يميز مواصفات ترشيح باسيل هو أن فوزه يعني انتقال العهد من “العم” الى”الصهر”؛ أي استمرار المعادلة العونية الرئاسية المشؤومة، ولكن من دون أن يكون لها معنى استمرار المعادلة الشهابية الرئاسية الحميدة..

طبعاً من مصلحة سليمان فرنجية القول أنه على تنافس مع جوزاف عون، على القول انه على تنافس مع جبران باسيل: فالقول الأول يجعله أقرب من جدية الترشيح، ويجعل ترشيحه له قضية كالقول انه مرشح المعسكر السياسي أو جزء من المعسكر السياسي الذي يريد إنهاء ظاهرة وصول العسكر لقصر بعبدا وذلك بمقابل الجزء الذي يريد جوزاف عون لمواصفاته ذات الصلة بحاجة البلد لتسوية؛ اما القول الثاني (فرنجية مرشح ضد باسيل) فإن مضمونه يعني بقاء مشكلة ترشح فرنجية تتفاعل داخل محور حزب الله حصراً، ولا تستطيع أن تتفاعل خارجه، أي في كل الفضاء اللبناني، وذلك على اعتبار أنه طالما باسيل لا يوافق على ترشيحه، فهو لن ينل تبني حزب الله لترشيحه، ولن يصبح بالتالي مرشحاً جدياً.

Exit mobile version