الهديل

ما أكثر 10 جنسيات للمطلوبين لدى الإنتربول؟

 

 

تعد “النشرات الحمراء” من أقوى أدوات جهاز الشرطة الدولية (إنتربول) للتنسيق بين أجهزة الشرطة في الدول الأعضاء لمحاربة الجريمة، وهي ليست مذكرات توقيف لأن الإنتربول لا ينفذ عمليات الاعتقال بنفسه؛ فهو لا يمتلك وحدات شرطية خاصة به، وإنما مذكرات يطلب من خلالها من أجهزة إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم تحديد مكان المجرم، واعتقاله مؤقتا في انتظار تسليمه، أو اتخاذ إجراء قانوني مماثل.

 

ولا تنشر أغلب النشرات الحمراء للعموم عبر الموقع الإلكتروني للإنتربول، وذلك لأن استخدام النشرات الحمراء يتم حصريا من قبل سلطات تنفيذ القانون في الدول الأعضاء في الإنتربول، البالغ عددهم 195 دولة وكيانا دوليا.

 

وتنشر مقتطفات من هذه النشرات في موقع الإنتربول المتاح للجميع في حال طلبت ذلك إحدى الدول الأعضاء، وذلك عندما تكون مساعدة الجمهور ضرورية لتحديد مكان شخص مطلوب للعدالة، أو يشكل هذا الشخص تهديدا لسلامة الناس، حسب ما هو مذكور في الموقع الإلكتروني للإنتربول.

 

ولذلك يخصص الإنتربول صفحة في موقعه لمن يريد الإبلاغ عن معلومات بشأن المطلوبين في النشرات الحمراء.

 

أكثر 10 دول في العالم طلبا لإصدار النشرات الحمراء:

روسيا: 3 آلاف و220 نشرة (من بينهم 3 آلاف و22 لأشخاص يحملون الجنسية الروسية، والبقية من جنسيات متعددة).

السلفادور: 1095 (منهم 1070 سلفادوريا).

الولايات المتحدة: 263 (منهم 93 أميركيا فقط).

الأرجنتين: 659 (منهم 369 أرجنتينيا فقط).

الهند: 271 (منهم 195 هنديا).

باكستان: 170 (منهم 168 باكستانيا).

غواتيمالا: 125 (منهم 114 من غواتيمالا).

البرازيل: 112 (منهم 68 برازيليا).

البوسنة والهرسك: 96 (منهم 88 يحمل الجنسية البوسنية).

جامايكا: 60 (منهم 52 لمواطني جامايكا).

أكثر 10 جنسيات للمطلوبين لدى الإنتربول:

روس: 3 آلاف و45، بينهم 692 سيدة.

سلفادوريون: 1082 بينهم 92 سيدة.

أرجنتينيون: 375 بينهم 15 سيدة.

هنود: 211 بينهم 5 نساء.

باكستانيون: 203.

غواتيماليون: 132 بينهم 10 سيدات.

أميركيون: 110 بينهم 4 سيدات.

بوليفاريون: 107 بينهم 14 سيدة.

باراغوايون: 104 بينهم 5 سيدات.

برازيليون: 98 بينهم 10 سيدات.

النزر القليل

عند التدقيق في عدد من النشرات الحمراء الصادرة بطلب من دول تعد من أكثر الدول استعمالا لهذه الآلية، يتبين أن دولة مثل روسيا أغلب نشراتها الحمراء تتعلق بمواطنين روس ارتكبوا جرائم خطيرة متعددة، من أبرزها القتل، ولكن توجد ضمن القائمة أسماء مواطنين لدول أجنبية أغلبها من جوار روسيا، مثل طاجيكستان وأوزبكستان، أو من دول شرق أوروبا كمولدوفا.

 

 

ومن اللافت أن أغلب المطلوبين في النشرات الحمراء التي طلبتها الولايات المتحدة لا يحملون الجنسية الأميركية، بل ينحدرون من دول أخرى هي في الأغلب جارة للولايات المتحدة، وعلى رأسها المكسيك (38 مطلوبا)، وكولومبيا (17)، وهندوراس (11)، وهي دول تعرف بانتشار العصابات الإجرامية وعصابات تهريب المخدرات والبشر.

 

إحصاءات الإنتربول

في عام 2021، نشرت الأمانة العامة للإنتربول نحو 18 ألفا و362 نشرة بمختلف أنواعها حسب التقرير السنوي الصادر عن الإنتربول، وتصدرت النشرات الحمراء قائمة النشرات بنحو 10 آلاف و776 نشرة.

 

إذ يصدر الإنتربول أنواعا مختلفة من النشرات إلى جانب النشرات الحمراء، وهي كما يلي:

 

النشرة الزرقاء: لتحديد مكان أو هوية أو الحصول على معلومات عن شخص ذي مصلحة في تحقيق جنائي.

النشرة الخضراء: للتحذير من الأنشطة الإجرامية لأي شخص إذا كان يمثل تهديدا محتملا للسلم العام.

النشرة الصفراء: الغرض منها تحديد مكان الشخص المفقود أو التعرف على شخص غير قادر على تحديد هويته.

النشرة السوداء: للحصول على معلومات عن جثث مجهولة الهوية.

النشرة البرتقالية: للتحذير من حدث أو شخص أو شيء أو عملية تمثل تهديدا وشيكا وخطرا على الأشخاص أو الممتلكات.

نشرة مشتركة بين الإنتربول ومجلس الأمن الدولي: الغرض منها إبلاغ أعضاء الإنتربول بأن فردا أو كيانا يخضع لعقوبات الأمم المتحدة.

النشرة الأرجوانية: لتوفير معلومات عن أساليب العمل أو الإجراءات أو الأشياء أو الأجهزة أو أماكن الاختباء التي يستخدمها المجرمون.

والملاحظ أن عدد النشرات الحمراء خاضع للتغيير باستمرار، من حيث الزيادة أو النقصان؛ فعندما أجرت الجزيرة نت بحثا في صفحة النشرات الحمراء في موقع الإنتربول بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 كان عدد النشرات الحمراء 7 آلاف و122، في حين تراجع العدد بتاريخ 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى 7 آلاف و111.

 

وجوابا على أسئلة الجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، قال المكتب الإعلامي للإنتربول إنه لا تتوفر إحصاءات عن عدد الأفراد الذين اعتقلوا في العالم بناء على النشرات الحمراء، ذلك أن الدول الأعضاء في الشرطة الدولية لا تمد بصفة دائمة الأمانة العامة للإنتربول بهذا النوع من المعلومات.

 

والجدير بالذكر أن بعض المطلوبين لدى الإنتربول هم مطلوبون لعدد من الدول، ما عدا الدولة التي يحملون جنسيتها؛ إذ نجد 18 نشرة حمراء بحق جزائريين مزدوجي الجنسية مطلوبين لسلطات تنفيذ القانون في القارة الأوروبية.

 

وكذلك الأمر بالنسبة لـ12 نشرة حمراء بحق مطلوبين مغاربة لعدد من الدول الأوروبية وليس للسلطات المغربية، وبعض هؤلاء المطلوبين مرتبطين بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

كما أن 5 مطلوبين سودانيين بموجب النشرات الحمراء للإنتربول كلهم مطلوبون من المحكمة الجنائية الدولية ومن سلطات دول أوروبية.

 

 

الشرطة الكولومبية اعتقلت قبل سنوات كولومبيًّا صدرت بحقه نشرة حمراء لتعاونه مع عصابة مخدرات مكسيكية (رويترز)

كيانات غير الدول

ويحق لعدد من المحاكم الدولية والكيانات التابعة للأمم المتحدة طلب إصدار نشرات الإنتربول الحمراء، فهناك 6 نشرات خاصة بالمحكمة الجنائية الدولية لأشخاص مطلوبين لها، ومن بينهم سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

كما سبق أن أصدرت المحكمة الخاصة في لبنان نشرات حمراء بحق المتهمين في اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري.

وسبق أيضا أن صدرت نشرات حمراء بناء على طلب بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو.

وتوجد حاليا في موقع الإنتربول نشرتان صدرتا بناء على طلب “الآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحكمتين الجنائيتين”، ويتعلق الأمر بمحكمتين دوليتين أنشأتهما الأمم المتحدة لمحاكمة مسؤولين عن جرائم خطيرة بموجب القانون الإنساني الدولي، أو قضايا طلبت الحكومات مساعدة مجلس الأمن في التحقيق والمحاكمة، وشملت الأمر مجازر رواندا ويوغوسلافيا سابقا.

 

آلية الإصدار؟

تنشر الأمانة العامة للإنتربول النشرات الحمراء بناء على طلبات من الدول الأعضاء أو الكيانات الدولية المعتمدة مثل المحاكم الدولية التابعة للأمم المتحدة، ويوضح المكتب الإعلامي للإنتربول جوابا على أسئلة الجزيرة نت أن النشرة الحمراء تشطب من الموقع الإلكتروني للمنظمة الشرطية في عدد من الحالات، ومن بينها إلغاء النشرة أو القبض على المطلوب فيها

وتنشر جميع النشرات على موقع الإنتربول الآمن (محصور بين أجهزة الشرطة)، وذلك بعد استكمال فحص الامتثال.

وبناء على طلب البلد العضو أو المؤسسة الدولية يمكن أيضا نشر مقتطفات من النشرات على موقع الإنتربول المفتوح للعموم.

ولا يجوز للأمانة العامة للشرطة الدولية نشر سوى النشرات التي تلتزم بكافة الشروط القانونية الصحيحة. على سبيل المثال، لا تنشر أي نشرة إذا كانت تنتهك دستور الإنتربول، الذي يحظر على المنظمة القيام بأنشطة ذات طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عرقي.

مقرب من بوتين

وقال موقع “إنترسبت” الأميركي للصحافة الاستقصائية في تقرير نشره في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إنه حصل على وثيقة مسربة صادرة عن لجنة الرقابة في الإنتربول، وتكشف الوثيقة السبب الذي جعل الإنتربول يشطب نشرة حمراء طلبتها واشنطن بحق المواطن الروسي يفغيني بريغوجين، وهو من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أنه مؤسس شركة فاغنر للمرتزقة.

وسبق لهيئة محلفين فدرالية في الولايات المتحدة أن وجهت في 2018 لائحة اتهام إلى بريغوجين بتهمة الانخراط في “حرب معلومات ضد الولايات المتحدة” وذلك ضمن التحقيقات التي أجرتها وزارة العدل الأميركية عن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2018.

وبطلب من واشنطن، كان الإنتربول نشر النشرة حمراء للقبض على بريغوجين، ولكن الإنتربول سحب النشرة في 2020 دون ذكر الأسباب، غير أن وثيقة مسربة نشرها موقع “إنترسبت” كشفت عن أن هيئة الرقابة في الإنتربول قررت أن النشرة الحمراء التي طلبتها الولايات المتحدة كانت ذات طابع سياسي في الأغلب، وهو ما يمثل انتهاكا لمبدأ الحياد للإنتربول.

وذكر موقع “إنترسبت” أن قرار الإنتربول شطب النشرة الحمراء بحق بريغوجين قد يكون عزز آنذاك تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وأنصاره، إذ كان يصف تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2018 بأنها “عمل عبثي”، و”محاولة لربط ترامب بهذا التدخل”.

الشرطة الدولية رفضت النظر في طلب القضاء الإيراني إصدار نشرة حمراء بحق ترامب (رويترز)

طلب اعتقال ترامب

رفضت الشرطة الدولية في يونيو/حزيران 2020 النظر في طلب القضاء الإيراني إصدار نشرة حمراء بحق الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، وذلك بعدما اتهمته طهران بالوقوف خلف اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وقال مسؤول إعلامي في الإنتربول إن المنظمة لا تتدخل في هذا النوع من القضايا ذات الطابع السياسي، وفق المادة الثالثة من دستور المنظمة.

واغتيل الجنرال سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 قرب مطار بغداد الدولي إثر ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية، وجاءت بأوامر من الرئيس الأميركي السابق ترامب

Exit mobile version