أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، استعداده لتقديم ضمانات أمنية لروسيا إذا عادت إلى طاولة المفاوضات.
وقال ماكرون، في مقابلة مع تلفزيون “TF1” الفرنسي، “يجب علينا أن نفكر في الهيكل الأمني الذي سنعيش في ظله غدا. أتحدث بشكل خاص عن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الناتو يقترب من حدود روسيا، وينشر أسلحة يمكن أن تهددها”.
وتابع في تصريحاته التي نقلتها أيضا وكالة أنباء تاس الروسية: “هذه المسألة ستكون جزءا من المناقشات حول السلام، ويجب أن نستعد لما سيأتي بعد (النزاع الأوكراني)، ونفكر كيف يمكننا أن نحمي حلفاءنا وفي الوقت نفسه كيف نقدم لروسيا ضمانات تخص أمنها بمجرد عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات”.
يشار إلى أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2021، أي قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تقدمت روسيا بمشروعي اتفاقين مع الولايات المتحدة والناتو حول ملف الضمانات الأمنية الذي كان قضية محورية بالنسبة لموسكو.
وتشمل هذه القضايا، حسب وزارة الدفاع الروسية، أولا “ضمانات لعدم توسع الناتو شرقا على حساب أوكرانيا وأي دول أخرى”، وثانيا “تحمل التزامات بعدم نشر الصواريخ الأمريكية الجديدة متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، لأن نصب مثل هذه الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى تدهور جذري للأوضاع الأمنية في القارة”.
وثالثا ترتكز المقترحات الروسية، حسب الوزارة، على “الحد من الأنشطة العسكرية في أوروبا واستبعاد زيادة ما يسمى بمجموعات قوات المرابطة الأمامية”.
وقال ماكرون أيضا إنه يريد التحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد محادثة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمناقشة الوضع في مجال الطاقة النووية المدنية في أوكرانيا.
وأضاف: “يجب أن نواصل مساعدة أوكرانيا، والسعي لتجنب التصعيد، وحماية محطة زابوروجيه الكهروذرية والتحضير للحوار استعدادا لليوم الذي سيجلس فيه الجميع على طاولة المفاوضات”.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية التي بدأتها في 24 شباط/ فبراير الماضي تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “ناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”.