كتب عوني الكعكي:
يبدو أنّ الصهر لا يزال يحسب انه مسيطر، وكأنّ عمّه لا يزال في قصر بعبدا خاصة انه يتصرف كما كان يتصرف منذ عام 2009، في أول يوم دخل فيها الوزارة، حيث كان الصهر يطلب والعم الغائب عن الوعي ينَفّذ، وقد ردد هذا الموضوع أكثر من مرة حيث أعلن علناً في إحدى لقاءاته المتلفزة: «لعيون صهر الجنرال لا تتشكل حكومة». نعم الى هذا الحد كان العم الرئيس السابق يتصرّف وينتظر ماذا يريد الصهر… وماذا يتمنى ويطلب، والجنرال يوقف عجلة الدولة ليلبّي طلب صهره العزيز الفاشل.
يا حضرة الصهر، روما من فوق غيرها من تحت… عليك أن تتأقلم مع الوضع الجديد.. بالدرجة الأولى هناك مثل يقول: “معك قرش بتسوى قرش، ما معك قرش ما بتساوي ولا قرش”..
اليوم أنت لا شيء، ومن دون الدخول بالتفاصيل عليك أن تدرك ان طلباتك اليوم لا يوجد من يلبّيها. لذلك عليك أن ترجع الى حجمك الحقيقي.
أنت تعلم علم اليقين أنك فشلت مرتين في الانتخابات النيابية.. ولولا تغيير قانون الانتخاب العجيب الغريب الهجين الذي فصّل على قياسك، ما كان لك أن تنجح..
على كل حال لا نريد أن نستبق الأمور وإنّ غداً لناظره قريب.
أما بالنسبة للصفعات، فلا بد من أن نذكرك بأربع صفعات تعرضت لها… ولكن يبدو أنّ حاسة الإحساس مفقودة عندك.
الصفعة الأولى، يوم رفضت أن تسمّي الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة بالرغم من ان حلفاءك طلبوا منك تأييده، وبالرغم من امتناعك عن تأييده استطاع الرئيس نجيب ميقاتي أن يحصل على التكليف..
الصفعة الثانية كانت اثناء تشكيل الحكومة التي طُلِب منك أن تشارك فيها وفُرض عليك أن تؤيّد التصويت لمنح الحكومة الثقة، فرفضت أيضاً ووضعت شروطاً هي:
أولاً: لا تريد أن تعطي الثقة للحكومة، ما يعني انك تريد وزراء ولا تريد أن تلتزم بتأييد الحكومة.
ثانياً: كنت تريد مرسوماً لتجنيس 5000 مسيحي و300 علوي… وقد تبيّـن أن هذا المرسوم سوف يلبّي “حاجة جيبك” بـ500 مليون دولار أميركي “فرش وكاش”.. طبعاً الرئيس ميقاتي رفض، واقترح على الرئيس السابق أن يُصار الى فتح باب التجنيس بقبول طلبات ولكن لقاء مبالغ مالية كبيرة كما يحصل في كثير من دول العالم، مثل قبرص أو اليونان، وهذا يعطي الخزينة 2 مليار دولار يمكن أن تساعد في حل مشكلة الكهرباء.
الصفعة الثالثة: يُقال إنّ هناك اجتماعاً جمعك مع السيّد حسن وأعلمك السيّد ان المرشح الوحيد هو الزعيم سليمان فرنجية، لكنك رفضت وحاولت أن تبحث معه باقتراح الاتفاق على اسم مرشح ثانٍ ولكن السيّد رفض وأنهى الاجتماع.
الصفعة الرابعة: لأوّل مرّة منذ عودة عمّك من المنفى في باريس تعقد جلسة للحكومة بدون رئيس للجمهورية، وهذا تحدّ لك، فرغم كل الألاعيب واللف والدوران لم تستطع أن تمنع اجتماع الحكومة، وفي هذا الموضوع تبيّـن ان هناك أكثر من وزير حاضر كي يشارك. أما ادعاؤك بأن تسعة وزراء اجتمعوا معك وكتبوا بيانهم بأنهم لن يشاركوا في الاجتماع الوزاري، فقد تبيّـن انك كنت تكذب ولم يكن هناك أي اجتماع، والموضوع كله كذبة كبيرة من أكاذيبك.
أخيراً، هل يمكن أن تصحو وتعود الى حجمك الصغير؟ أم انك مصرّ أن “تتبهدل” أكثر وتنتظر مزيداً من الصفعات لأنك لا تفهم.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*