الهديل

خاص الهديل : قرار العالم تجاه لبنان: “مش وقتو”

خاص الهديل:

 

هناك مجموعة خطوات مرتقبة ستحصل، وعندما تحصل؛ يجب أن لا يتفاجأ أحد بحصولها، لأن من يتفاجأ بها فإن موقفه هذا، هو الذي يدعو للمفاجأة.. من هذه الخطوات المرتقبة الحتمية الحصول، التالية:

أولاً أن يترك وليد جنبلاط المجموعة التي يشترك معها اليوم في ترشيح ميشال معوض… صحيح ان أكثرية الذين يدعمون اليوم ترشيح ميشال معوض قد يتخلون عن ترشيحه حينما تتبلور تسوية انتخاب الرئيس، ولكن وليد حنبلاط حتماً وأكيد انه سيكون أول الذين يتركون خيار ترشيح معوض في الوقت الذي يناسب وليد جنبلاط..

جنبلاط لا يخفي أبداً أنه مع جنبلاط!!.. وأنه “يوسع كوعه” من أجل أن تبقى شاحنة المختارة تتجول بحرية. والواقع أن مفرق ميشال معوض سهل وليس صعب المسالك، ويمكن لجنبلاط الذي تجاوز مفارق أكبر وأصعب وشائكة، أن “يقطعه” بقليل من المناورة.

الخطوة الثانية المرتقبة هي أن لا يتحسن لا الوضع الاقتصادي ولا الوضع السياسي، وأن لا ينهار الوضع الأمني، وبالمقابل أن يستمر بالانهيار الوضع المعيشي للناس.

وهذه معادلة باتت ثابتة، وهي النافذة المعتادة التي بات ينظر منها العالم للبنان.. فلم يعد المطلوب دولياً إعادة لبنان الى دوره السابق الرائد في محيطه، بل بات المطلوب عدم خروج الأزمة اللبنانية إلى محيط لبنان.

ولم يعد مطلوباً إعادة أموال المودعين بل عدم هجرة المودعين إلى الخارج.. ولم يعد مطلوباً معالجة أزمة النازحين السوريين، بل عدم عودتهم إلى سورية أقله حالياً.. ولم تعد الأولوية لملء الفراغ في الموقع الرئاسي المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط.. بل المطلوب حكومة لإدارة الفراغ الرئاسي.

وكل هذه المؤشرات تقول شيئاً واحداً وهو أن لبنان ليس على أجندة لا الدول الدولية ولا الدول الإقليمية؛ رغم أن بعض الدول تحاول من “عندياتها”، ولكن الأزمة تحتاج إلى تحرك يعكس وجود قرار دولي واقليمي بحل الأزمة اللبنانية التي بات واضحاً أن القوى الداخلية ليست فقط عاجزة عن حلها؛ بل هي المتسببة بعدم الحل.

بعد خروج بطرس غالي من منصبه كأمين عام للأمم المتحدة؛ قرر أن ينفذ عدة اطلالات إعلامية كي يبرر للرأي العام العربي سبب عدم قيامه بأي انجاز للشعب الفلسطيني خلال توليه منصب أعلى مقام دولي. وكان هذا الأمر محل ملاحظة على غالي حيث كتبت الصحافة العربية حينها أن غالي لم يقم بانتهاز فرصة أنه أمين عام للأمم المتحدة حتى يخدم قضية العرب المركزية والمحقة، وهي القضية الفلسطينية. ورد حينها غالي على هذا النقد عبر اطلالته الصحفية بعد خروجه من أمانة الأمم المتحدة قائلاً: الشعب العربي ينتقدني، وهو يظن أنني لم أحاول مع الدول الكبرى العمل من أجل السير في وضع سلام للفلسطينيين. ولكنني في كل مرة كنت أحرض الأميركي أو البريطاني أو الروسي على ذلك يقولون لي: حقاً يجب أن نفعل شيئاً ولكن الوقت غير مناسب الآن.

الشعب العربي لا يعرف أن هناك في السياسة الدولية “شيء اسمه مش وقتو”..

ويمكن اليوم استعادة نظرية بطرس غالي لنقول أن القرار الدولي اليوم بالنسبة للبنان هو “مش وقتو”..

Exit mobile version