كشفت دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية يضيّعون سنوات عمل طويلة من حياتهم المهنية، وهو ما يستوجب تقديم الدعم لهم، تفاديا لأن يتفاقم الوضع داخل بيئة العمل.
وسعت دراسة، هي الأولى من نوعها أجرتها جامعة أرهوس الدنماركية، إلى تحديد سنوات العمل الضائعة، المرتبطة بالاضطرابات النفسية، من خلال النظر في بيانات 5 ملايين شخص، تتراوح أعمارهم بين 18و65.
ووجدت الدراسة أن من يعانون اضطرابات نفسية، يفقدون معدل 10 سنوات من مسيرتهم المهنية، من بين تبعات أخرى على حياتهم العملية.
وأظهر الباحثون أن “الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية بدرجة عالية، قد يصحبون غير قادرين على العمل أو الدراسة.
وأضافت الدراسة أنّ من تم تشخيص إصابتهم بالفصام يفقدون، في المتوسط، 24 عامًا من الحياة العملية بعد التشخيص.
وخلصت الدراسة إلى ضرورة الاستثمار في البرامج التي تقلل عدد سنوات العمل الضائعة، وتساعد الأشخاص الذين يعانون اضطراباتٍ نفسية، في الاستمرار في العمل مع مراعاة ظروفهم.
في تعليقها على الدراسة، قالت الخبيرة في الموارد البشرية، رنا الكيلاني، في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”:
أرقام منظمة الصحة العالمية أن العالم يخسر 12 مليار يوم عمل في السنة، بسبب اضطرابات الصحة النفسية للموظفين والعمال.
هذه الأرقام تعني أن العالم يخسر ترليون دولار من الإنتاج، من جراء تعرض الناس لاضطرابات نفسية تحول دون أن يواصلوا عملهم على نحو طبيعي.
هذا الواقع يفرض توعية الموظفين بأهمية الصحة النفسية، وتعريفهم بالأعراض المصاحبة للاضطرابات، حتى يبادروا إلى العلاج، في حال لم يكن وضعهم على ما يرام.
ثمة ضرورة للانتباه إلى الاضطرابات النفسية لدى الموظفين في مرحلة مبكرة حتى لا تتحول إلى مصدر مشاكل بينه وبين زملائه في بيئة العمل.
الاضطرابات الحاصلة في الصحة النفسية لدى الموظف ليست ناجمة بالضرورة عن ضغوط العمل، بل قد يكون الشخص في حالة معاناة بسبب أمور عائلية أو مالية.
العمل عن بعد قد يخفف عن الموظف الذي يعاني اضطرابات نفسية، من خلال الدوام في ساعات مرنة.
الشخص الذي يعاني اضطرابا نفسيا يحتاج إلى مساندة ودعم، وربما يؤدي تركه وحيدا لتفاقم المشاكل التي يعانيها، وعندئذ، يزداد الطين بلة.