في دراسة هي الأولى من نوعها لتحديد العلاقة بين أصناف الحبوب المختلفة والإصابة بأمراض الشريان التاجي المبكرة في الشرق الأوسط، وجد الباحثون أن الاستهلاك المرتفع للحبوب المكرّرة يرتبط بخطر متزايد للإصابة بمرض الشريان التاجي، فيما وُجد أن تناول الحبوب الكاملة ارتبط بانخفاض الخطر. والدراسة ستُعرَض لدى American College of Cardiology Middle East 2022.
وفق الباحثين، إن دراسات سابقة في هذا الإطار رصدت ارتباطًا بين استهلاك أصناف الحبوب المختلفة وخطر الإصابة بمرض الشريان التاجي. وقيّمت الدراسة الحالية الرابط بين الحبوب الكاملة والمكرّرة وخطر الإصابة بمرض الشريان التاجي لدى مجموعة من الأشخاص في إيران.
ويُقصد بمرض الشريان التاجي المبكر تضيّق الشرايين التاجية لدى الرجال تحت سن الـ ٥٥ او النساء تحت عمر الـ ٦٦. وغالبًا ما يكون هذا المرض من دون عوارض في مراحله المبكرة، غير أنه قد يؤدي الى ألم في الصدر، أو نوبات قلبية. وتشمل عوامل خطر الإصابة بهذا المرض التدخين، الكوليسترول المرتفع، ارتفاع ضغط الدم والسكّري.
“هناك العديد من العوامل المسؤولة عن سبب استهلاك الأشخاص للحبوب المكررة بدلًا من الحبوب الكاملة، وهذه الحالات تختلف بين الناس، غير أنّ بعضًا من العوامل الأكثر أهمية التي يجب التفكير بها فهي الاقتصاد والمدخول والعمل والثقافة والعمر وغيرها من العوامل المماثلة”. يقول “محمد أمين خاجافي”، أحد الباحثين في مركز أبحاث القلب والأوعية الدموية في جامعة أصفهان، والكاتب الرئيسي في الدراسة.
وأضاف في هذا الشان، أن النظام الغذائي الذي يتضمّن استهلاك كميات مرتفعة من الحبوب المكررة وغير الصحية يمكن اعتباره شبيهًا لاتباع نظام يحتوي على الكثير من السكّر والزيوت غير الصحية.
وتُعرّف الحبوب الكاملة على أنها تحتوي الحبة الكاملة مع قشرتها وكل عناصرها الغذائية، فيما الحبوب المكررة قد طُحنت لإطالة مدة الصلاحية للمنتجات التي دخلت في صناعتها، لكنّها تخسر العناصر الغذائية المهمة في هذه العملية.
وتنصح لجنة القلب الأميركية اتباع نظام غذائي يشمل استهلاك الخضار والفواكه والأسماك والحبوب الكاملة لخفض احتمال الإصابة بأمراض القلب.
وقد أُعطي المشتركون في الدراسة البالغ عددهم ٢٠٩٩ شخصًا من أعراق ومدن مختلفة في إيران، استبياتات للتقييم الغذائي من اجل تقييم عادات الأكل والرابط بين استهلاك الحبوب الكاملة والمكرّرة وخطر الإصابة بمرض الشريان التاجي المبكر، وقد لاحظ الباحثون أن استهلاكًا أعلى للحبوب المكرّرة كان مرتبطًا بزيادة خطر المرض، فيما وجدوا أن استهلاك الحبوب الكاملة كان، على العكس، مرتبطًا بانخفاض خطر مرض الشريان التاجي المبكر.