الهديل

إعدام المواطن الايراني محسن شكاري هو إعدام لنظام الملالي

 

كتب عوني الكعكي:

لا شك في أنّ إقدام السلطات الحاكمة في إيران بقيادة المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية على إعدام المواطن محسن شكاري، وكل ذنبه انه محتج على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أهل إيران… شيء لا يتقبله عقل ولا منطق.

نعم كل ذنبه انه تظاهر ضد السلطة، وذنبه أيضاً انه اعترض على الأحوال المعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب الايراني، والأنكى أنّ الشعب الايراني كان ينتظر من حكم الملالي أن يتركه في بحبوحة خاصة وأنّ إيران دولة غنيّة بالنفط والمواد الطبيعية والزراعة على أنواعها، وكانت من أهم دول المنطقة اقتصادياً أيام شاه إيران، حيث كان هناك مصنعان للسيارات احدها ينتج مليون سيارة رينو سنوياً والثاني مليون سيارة بيجو، كذلك مصانع للأسلحة مثل البندقية الاميركية الشهيرة M.16 وكثيراً من قطع غيار الدبابات والطائرات.

بالعودة الى تحرك الشعب نراه يحتج أيضاً على الأموال لا بل المليارات التي يصرفها الحرس الثوري على مشروع «التشييع»، وهناك كلام بين المتظاهرين يندّدون من خلاله بصرف المليارات على «الحزب» في لبنان، وعلى دعم بقاء بشار الأسد في سوريا، وعلى تقسيم اليمن ودعم الحوثيين فيه، والأهم العراق لأنّ الأحداث أثبتت أنّ الشعب العراقي يرفض الاحتلال الايراني، وشيعة العراق انتفضوا على شيعة إيران ولم يقبلوا أن يُحْكَموا من «الملالي» وطهران…

بداية الأحداث كانت حين أقدمت شرطة الأخلاق في إيران على قتل المواطنة الايرانية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً بعد ان احتجزتها.. وقضت مهسا يوم 16 أيلول 2022، وأحدثت قضية مقتلها ضجة كبيرة على المستويين الايراني والعالمي.

وبعد احتجاجات واسعة النطاق في ايران، وبمبادرة لامتصاص غضب الشارع وبعد أسابيع من هذه الاحتجاجات الواسعة أعلن الادعاء العام الايراني حلّ شرطة الأخلاق… فجاء الأمر متأخراً من دون أن يرضي المتظاهرين، وتوسعت دائرة المحتجين حتى شملت «الأقربين»، فقد ألقت السلطات الايرانية القبض على فريدة مرداخاني وهي ابنة شقيقة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بعدما سجلت مقطع فيديو وصفت فيه سطات بلادها التي يقودها خالها بـ»النظام المجرم وقاتل الاطفال». مرادخاني هي ابنة بدري شقيقة خامنئي التي اختلفت مع عائلتها في الثمانينات وهربت الى العراق في ذروة الحرب الايرانية – العراقية.

وفي تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي «تويتر»، كتب محمود مرادخاني انه تم اعتقال شقيقته فريدة مرادخاني وهي ابنة شقيقة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بعدما توجّهت الى مكتب المدعي العام بناء على استدعائها.

ونشر محمود مرادخاني مقطع فيديو على يوتيوب مع رابط شاركه على تويتر، نددت فيه فريدة مرادخاني بـ»القمع الواضح والصريح» الذي يتعرض له الايرانيون، منتقدة في الوقت نفسه تقاعس المجتمع الدولي.

وقالت: «ايها الأحرار، كونوا معنا! قولوا لحكوماتكم أن تكفّ عن دعم هذا النظام المجرم وقاتل الاطفال». وتابعت: «هذا النظام ليس مخلصاً لأيّ من مبادئه الدينية ولا يعرف أي قانون أو حكم سوى القوة والحفاظ على سلطته بأيّ طريقة ممكنة».

كما سخرت فريدة مرادخاني من العقوبات التي تم فرضها على النظام بسبب حملته القمعية، وقالت إنها كانت «مثيرة للضحك»، معتبرة أنّ الايرانيين تُركوا «لوحدهم» في كفاحهم من أجل الحرية.

وتنحدر فريدة مرادخاني من فرع عائلة تملك سجلاً كبيراً في معارضة القيادة الدينية الايرانية، وكانت السلطات الايرانية قد اعتقلتها في السابق.

ووفق مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان، فقد تم اعتقال قرابة الـ14 ألف شخص إثر الاحتجاجات التي انطلقت بعد وفاة مهسا أميني.

وبحسب منظمة حقوق الانسان في إيران التي تتخذ من النرويج مقراً لها، لقي ما لا يقل عن 416 شخصاً حتفهم، بينهم 51 طفلاً، في حملة القمع التي شهدتها البلاد.

وبعد فريدة مرادخاني، وتعليقاً على مقتل مهسا أميني، أصدر مهدي كروبي أحد قادة «الحركة الخضراء» بياناً انتقد فيه بشدّة المرشد الايراني خامنئي.

وشدّد الرئيس السابق للبرلمان الايراني في بيانه على ان ايران ليست ملكاً حصرياً لشخص واحد، ولا يمكن التضحية بكل شيء بما في ذلك الشريعة والقانون والأخلاق من أجل هيمنة شخص واحد.

إنّ حلّ شرطة الأخلاق لن يُهدّئ الشارع الناقم والمصمّم على إسقاط نظام الملالي، فالاحتجاجات تزداد يوماً بعد يوم… وفي كل يوم يتضح للعالم كله… إنّ إعدام المواطن محسن شكاري هو إعدام لنظام الملالي.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version