الهديل

ميسي على بعد أيام من التتويج المونديالي

 أيام قليلة قبل الخامسة من عصر الاحد 18 كانون الاول، وبعدها ساعتين تقريبا وربما أكثر بقليل، تفصل الارجنتيني ليونيل ميسي عن الذهب المونديالي، اللقب الوحيد الذي ينقصه.

هذه المرة، لن يضيف ميسي الى سجله لقبا هو الأكبر في مسيرته، بل سيدخل الى كتاب الاساطير في عالم المستديرة. وبدخوله سيصبح الحديث عن أساطير بالجمع، وإن كانوا ثلاثة “ع القد”، بدلا من اثنين هما مواطن ميسي الراحل دييغو أرماندو مارادونا، و”الملك” البرازيلي بيليه المتقدم في السن، والذي يتابع المونديال القطري من على سريره في المستشفى، وفي أحسن الأحوال بعد خروجه على كرسي مدولب.

ميسي يتطلع الى التتويج، هو الذي مرّ قرب هذه الكأس، “كأس الفيفا” المتعمد نموذجها منذ مونديال المانيا الغربية في 1974، في نهائي ماراكانا بين “التانغو” و”المانشافت” في 2014. وقد ذهبت الكأس مع لقب مونديالي رابع الى الالمان، بهدف سجله الاحتياطي ماريو غوتزه في الوقت الاضافي.

قد لا يكون ميسي غارقا في هذه الساعات التي تسبق نصف النهائي الثاني مساء بين المغرب وفرنسا بهوية الخصم في النهائي بستاد لوسيل. بل الارجح انه يفكر بمارادونا، والسير على نهجه بتقديم لقب مونديالي للارجنتين.

الفارق ان مارادونا فعل ذلك في تجربته الاولى كابتنا في مونديال المكسيك 1986، بعد خروجه بالبطاقة الحمراء في المباراة امام البرازيل في الدور الثاني (دور المجموعات من ثلاثة منتخبات وقتذاك) بمونديال اسبانيا 1982 الذي خاضه فتى يافعا. ثم وقف مارادونا وصيفا في الملعب الاولمبي في روما أمام غالبية لاعبية الفريق الالماني الغربي نفسه في 1990.

ميسي يخوضها بالمقلوب: لم يتوج بالمونديال في عز عطائه، لكنه مصر على القيام بذلك في خريف العمر الكروي، والاصح، في المشهد الأخير بقميص “التانغو”.

يبدو هنا أقرب الى تجربة بيليه في استاد أزتيك بالعاصمة مكسيكو يوم قاد البرازيل الى لقبها الثالث (لقبه الشخصي الثالث) على حساب ايطاليا 4 – 1 عام 1970.

الى أهدافه الخمسة في النهائيات الحالية، مرر ثلاث كرات حاسمة، سدد 27 مرة، صنع 18 فرصة.

قال ميسي الذي عادل الثلاثاء الرقم القياسي للألماني لوتار ماتيوس بخوضه المباراة الـ25 في كأس العالم وسيحطمه على الارجح في النهائي: “ما عشناه حتى الآن، كان رائعا. لا أريد فقدان هذا الامر. أفكر بعائلتي هذا الاهم بالنسبة الي. يفعلون كل ما في وسعهم من أجلي، مررنا بالسراء والضراء والآن سنستفيد مع الجميع مع كل الأرجنتينيين”.

بين تجربتي اسطورتين يقف ميسي الاحد اثناء عزف النشيد الارجنتيني في لوسيل. ووحده التتويج يكرس “العلامة الاسطورية الشرعية” لميسي، وإن كان كثيرون منحوه إياها منذ عقد ونيف على الأقل. هؤلاء يرون ان “شرعية ميسي” تحتاج الى تجديد للصلاحية. تجديد سيكون أبديا هذه المرة ويدون في كتاب الأساطير الثلاثة.

Exit mobile version