كتب عوني الكعكي:
لا شك ان القرار الذي ينتظر أن يتخذه رئيس الولايات المتحدة الاميركية جو بايدن، ووزير الدفاع حول إرسال شحنات من أسلحة وصواريخ الـ”PATRIYOUT” سوف يكون لها تأثير كبير على مجرى الحرب الروسية – الاوكرانية للأسباب التالية:
أولاً: لا شك ان روسيا تتفوّق على أوكرانيا جوّاً، فالطائرات الروسية دمّرت الدول التالية بأمر من بوتين: كوسوفو، وشبه جزيرة القرم، وجورجيا والشيشان، وأخيراً التدخل في سوريا.
ثانياً: التفوّق الجوّي سمح لروسيا بالتقدّم على الارض، وهكذا احتلت روسيا المناطق التالية في أوكرانيا: شبه جزيرة القدم، ودونيتسك، ولوهانسك الشرقية (دونباس).
ثالثاً: هذه الحرب بدأت بتاريخ 24 شباط 2022 وبعد مرور حوالى عشرة أشهر لا تزال روسيا عاجزة عن تحقيق الأهداف التي كانت ترغب بالوصول إليها.
رابعاً: كانت روسيا تعتقد ان حربها على أوكرانيا ستكون مدتها قصيرة، وكانت تعتقد أيضاً انها لن تواجه أي مقاومة من الشعب الاوكراني، لكنها فوجئت بأن المعركة طويلة، وأنه مع مرور الزمن، بدأت أوكرانيا تستعيد عدداً من المناطق التي احتلتها روسيا في بداية المعركة.
خامساً: ماذا تعني الخسارة بالنسبة لروسيا؟ وماذا سيفعل الرئيس الروسي بوتين الذي يعتبر نفسه بطل الابطال، خاصة وأنه يحاول أن يظهر ساعة وهو يلعب “جودو” وساعة أخرى وهو “يسبح” في الثلج وإلى ما هنالك من مظاهر توحي بأنه بطل رياضي متفوّق ويملك قوة عدة رجال.
سادساً: لا شك انه ولغاية اليوم، وبالرغم من الخسائر التدميرية للبنية التحتية في أوكرانيا، لا يزال المجتمع الدولي متفاجئاً من بسالة وقوة التصدّي الاوكرانية أمام دولة كبرى مثل روسيا.
سابعاً: أثبت الشعب والجيش الاوكراني وبالرغم من ان قلة عدده قياساً بعدد الجيش الروسي الذي صار بعد قرار بوتين بتعبئة 300 ألف جندي 1.15 مليون جندي، وهو في الأصل 850 ألف جندي فعلي و250 ألف احتياط، بينما الجيش الاوكراني 200 ألف جندي عامل و250 ألفاً احتياط… إذ لا أحد كان ينتظر أن يتمكن الجيش الأوكراني من مجابهة الجيش الروسي بهذه البسالة وتلك القوة والتصميم.
بالعودة الى التحدّث عن بطاريات الباتريوت لا بد من إعطاء بعض المعلومات عن هذه الصواريخ. فالباتريوت منظومة دفاع جوّي صاروخي من نوع أرض-جو، يستعمل من قِبَل الولايات المتحدة وعدد من حلفائها. يُصَنّع هذا النظام من قِبَل شركة رابتيون الاميركية. وقد حلّ الباتريوت محل كل من نظام نايك هرقل للدفاع العالي والمتوسط، ويستعمل كسلاح يمثل الصواريخ الاعتراضية مع أنظمة رادار ذات كفاءة عالية.
وقد أعلنت الولايات المتحدة أخيراً عزمها على تلبية طلب كييڤ بتزويد الجيش الأوكراني ببطارية صواريخ باتريوت.. هذه الصواريخ التي أثبتت قدراتها على نطاق واسع في السنوات الأخيرة في العراق والخليج، وهي بالتأكيد قادرة على الحدّ بقوة من فعالية الضربات الروسية على أوكرانيا، وعلى وجه الخصوص لا يزال غير واضح كم هو عدد الصواريخ التي سترسلها واشنطن الى كييڤ وأين بالتحديد في أوكرانيا.
على كل حال، كما كانت “الميراج” بطل وعنوان حرب 1967 وانتصار اسرائيل على سوريا ومصر والاردن ولبنان، فإنّ بطل حرب 1973 كان صاروخ “سام 6” حيث عطّل الطيران الاسرائيلي، واستطاعت مصر عبور “خط بارليڤ” ووصلت الى سيناء”… ولولا التهديد الاميركي باستخدام السلاح النووي لما أُجْبِرَ الرئيس أنور السادات على إيقاف الحرب.. وقال في تصريح له على “التلفزيون”: “أنا مش عايز أحارب أميركا ولا أستطيع “.
اما ما جرى على الجبهة السورية فكان يرفع الرأس أيضاً، حيث وصل الجيش السوري الى نهر الاردن، وكان بقيادة المرحوم اللواء عدنان بدر حسن، لكن التدخل الاميركي بشكل مكثف والجسر الجوي الذي أقيم بين أميركا وإسرائيل، أجبر الجيش السوري على الانسحاب، فتقدّم الجيش الاسرائيلي، لكن تدخل الجيش العراقي منع اسرائيل من تحقيق أمنيتها وهي احتلال دمشق. لذلك قرّرت أميركا أن تقضي على الجيش العراقي، وهذا ما حصل باحتلال أميركا للعراق.
باختصار، وبعد هذا التحليل، أرى أنّ الباتريوت قد يكون سبباً في تغيير مجرى الحرب الروسية – الاوكرانية.. والأيام المقبلة كفيلة بتوضيح كل هذه الأمور.