الهديل

خاص الهديل: جدول أعمال افتراضي للقاء المتوقع بين نصر الله وعون…

خاص الهديل:

الحلقة الثالثة: “الجنرال” في الطريق إلى “مقر السيد”: “قصة المسافة الأمنية!!”

لا يوجد كاميرات ولا إعلام ولا حتى ترتيبات إستقبال رسمي تحضرها “حارة حريك” للضيف الكبير الرئيس ميشال عون الذي يأتي للقاء السيد حسن نصر الله في لحظة تطل من ناحية على هول ما حصل طوال سنوات العهد العوني الرئاسي، وتطل من ناحية ثانية على تداعيات ما سيحصل بعد كل الذي حصل!!

…داخل حزب الله، سوف يتم ترتيب خطة رحلة انتقال عون من منزله الى مكان تواجد نصر الله في الضاحية الجنوبية، بعناية أمنية فائقة يضع خطتها “جهاز حماية السيد”، وبحفاوة تراعي كل حساسيات الجنرال الثمانيني، يتدخل في وضع ترتيباتها السيد نصر الله الحريص على خاطر الجنرال … 

الرحلة ستبدأ الانطلاق من المحطة الأولى (أ) من منزل عون، وذلك باتجاه بلوغ محطة الانطلاق الثانية (ب) في الضاحية الجنوبية. ومن هناك سوف يوجد محطات انطلاق ثالثة ورابعة وخامسة، الخ.. حتى وصول الجنرال الى مكان تواجد السيد..

سيرافق وفيق صفا مع ضابط امن من جماعة الرئيس عون “موكب الجنرال” من المحطة (أ) للمحطة (ب) في الضاحية؛ وبعد ذلك ستنتقل مهمة الإشراف وقيادة بقية رحلة عون الى “جهاز أمن حماية السيد”.

لقد سبق لعون ولشخصيات لبنانية وحتى عربية وأجنبية أن قطعوا هذه المسافة الأمنية الطويلة بإجراءاتها بينما هي كمساحة لا تستلزم أكثر من بضع دقائق لقطعها وبلوغ مكان تواجد نصر الله.. من هذه الشخصيات رفيق الحريري الذي حاول عبر عدة لقاءات ثنائية معه، أخذ نصر الله من “فكرة المقاومة الدائمة” إلى “مشروع المشاركة في الدولة القوية”، وباغدناوف نائب لافروف، الذي جاء إليه ليتفق خلال بداية الأزمة السورية ليتفق معه على كيفية التدخل في سورية لمنع سقوط نظام الأسد، ومحمد حسنين هيكل الذي قال للسيد أنه أتى إليه كي يبلغه بأن الإنجازات التي حققها حزب الله لا تفعلها دول كبيرة.. إضافة لشخصيات رسمية عربية وفرنسية، الخ..

كل الذين قابلوا نصر الله من هذه الشخصيات يتذكرون كيف أنهم قطعوا داخل الضاحية مسافة الأسرار الأمنية وهم في طريقهم إلى السيد المحاط بحماية فولاذية ومعقدة الاجراءات. ومثل كل المرات السابقة سوف يسير موكب عون داخل الضاحية على طريق لا تعرفه إلا الحلقة الضيقة في الجهاز الحديدي الخاص بحماية أمن نصر الله. وربما يكون مكان تواجد نصر الله على بعد أمتار فقط من السيارة التي تقل عون؛ ولكن ضرورات اتباع مناورات التضليل والخديعة، سوف تجعل أمن الحزب يقود موكب عون باتجاه أن يتفرع الى مواكب عديدة مع مرور كل فترة من الوقت؛ ثم يصبح كل الموكب عبارة عن سيارة واحدة عندما تقترب لحظة اعلان ساعة الصفر الخاصة بتوقيت الوصول إلى مكان وجود نصر الله؛ وحينها ستسلك تعرجات مختلفة، ثم في آخر مطافها سوف تنحدر داخل “ممر على شكل كوريدور” تم شقه بين ملاجىء البيانات؛ وبالنهاية سيخرج الرجل الثمانيني من السيارة ليجد نفسه في مكان أنيق ومضاء وتوزعت أواني الزهور الزاهية على زوايا الرواق أو الغرفة الواسعة، وسيجد عون بمقابله نصر الله وقد وقف ليستقبله مع أفضل ابتسامة لديه، ومع أوسع ذراعين يحتفظ بهما للقاءات الحميمة.

والواقع ان كل هذا السيناريو المتخيل لرحلة عون للقاء نصر الله؛ قد يتعرض للإنقطاع أو التوقف أو الإلغاء، فيما لو لاحظ جهاز حماية أمن السيد وجود إشارات تشويش الكتروني غير طبيعية في الضاحية، أو وجود حركة كثيفة لمسيرات التجسس الإسرائيلية في سماء لبنان والضاحية، وذلك خلال فترة رحلة عون للقاء نصر الله؛ لأن مثل هذه الاشارات قد يعني ان معلومة توقيت لقاء الجنرال والسيد تسربت للموساد، وصار هناك خطر ان تتبع طائرة التجسس الإسرائيلية (أم كا) السيارة التي تقل عون، حتى تحصل تل أبيب على أثمن سر تريده، وهو معرفة أين يقيم السيد نصر الله.

من تجارب سابقة يمكن الاعتقاد بأن اللقاء بين نصر الله وعون، سيتم خلال ساعة متقدمة من الليل، وسيستمر حتى موعد صلاة الفجر؛ حيث اعتاد نصر الله منذ بدايات حياته أدائها حاضراً قربة لله تعالى.

سيأخذ نصر الله ناصية افتتاح الحديث، وسيخوض في رحلة قراءة للأحداث حول العالم من البحر هناك إلى البحر هنا؛ وسيصل لخلاصة تقول أن المنحى التاريخي للتطورات النوعية، هو في مصلحة محور المقاومة والممانعة.. ومن هذه الخلاصة سيهبط نصر الله بعون إلى الداخل والى التفاصيل الصغيرة التي بينها تفصيل جبران باسيل.. وسيظهر النقاش الذي سيحافظ خلاله “السيد”على ابتسامة الود لعون، أن التفاصيل الصغيرة قادرة على جعل حركة التاريخ الكبرى المتفائلة، تعاني من نوبات صداع وحالات اكتئاب واحباط.. بكل حال سينتهي اللقاء على اتفاق، يتضمن “مشاعر عون تجاه نصر الله والعكس” و”مصالح” و”صفقة” و”باسيل”..

سيتم تغيير السيارات التي جاءت بعون إلى لقاء نصر الله، بحيث تقله سيارات أخرى إلى منزله الجديد في الرابية. وسوف يتم إفساح المجال من قبل العائلة كي يأخذ عون قسطاً طويلاً من الراحة بعد لقائه الطويل مع السيد.. وفي اليوم التالي سيكون أول طارقي باب منزل عون “الصهر” جبران باسيل المتعطش ليستمع بملء حواسه لكل تفاصيل ما دار من حوار بين عمه والسيد نصر الله ..

(انتهى)

Exit mobile version