يحتضن ملعب لوسيل الذهبي نهائي كأس العالم، الأحد، بين الأرجنتين وفرنسا في مدينة لم تكن موجودة قبل 20 عاما.
وسلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” على المدينة القطرية الجديدة التي كانت جزءا من رؤية الحكومة 2030 لتنويع مصادر الدخل قبل أن تصبح قبلة لعشاق كرة القدم في العالم.
على بعد نحو 20 كلم شمال العاصمة، الدوحة، تقع مدينة لوسيل مع ناطحات سحاب وجامعة وشوارع مفتوحة ومرسى لليخوت الفاخرة، وجمعيها مضاءة مثل مدينة لاس فيغاس.
وكان عبد الرحمن الإسحاق، مدير التخطيط الرئيسي بمدينة لوسيل، قال: “في الأساس، كنا نبني مدينة من الصفر”.
بينما تستضيف الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم، تقف لوسيل، بتكلفة إنشاء بلغت 45 مليار دولار، كرمز لطموح قطر المكشوف والتحديث السريع .
وقال برايان جينيت، المهندس المعماري الذي عمل على التصميمات الأولية للمدينة: “لم يكن هناك شيء، كان مثل طريق ترابي”.
وأضاف: “لا يثق الجميع تماما في أن أي مشروع كهذا سيحدث عندما ترسمه. قد يحدث واحد من كل عشرة، واحد من عشرين، أو واحد من كل 100 مشروع”.
وصممت لوسيل في البداية كجزء من مشروع رؤية 2030 للإمارة الصغيرة لتنويع الاقتصاد ووضعها كلاعب على الساحة العالمية، وقد تم التخطيط مبدئيا لتصبح لوسيل مركزا سياحيا.
ولكن عندما فازت قطر بحقوق استضافة كأس العالم في عام 2010، اتجهت قطر لبناء ملعب يتسع لـ 89 ألف مقعد بالمدينة الجديدة.
في لوسيل، لا تتوقف طموحات قطر عند كأس العالم، وفقا للصحيفة، بل هناك بالفعل خطط لاستضافة تظاهرات رياضية كبرى، إذ ستنظم المدينة مباريات خروج المغلوب من دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، وسباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1، فيما تستعد قطر لاستضافة كأس آسيا لكرة القدم، في يناير 2024.
كما تتطلع قطر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2036 بعد فشلها السابق في استضافة الأولمبياد الصيفي.
وباعتبارها واحدة من أسرع الدول نموا في العالم، تقود العائلة الحاكمة، التي تتمتع بسلطة كاملة وثروة لا يمكن تصورها، جهود التطوير، وتشير الصحيفة إلى أن قطر قادرة على ابتكار مشاريع تتجاوز توقعات معظم الدول.
ويظهر برج ثنائي يضم فندقا فخما على شكل حرف “اليو” وكأنه زوج ثنائي من الأبواق، على الرغم من أن التفسير الرسمي لهما هو أنهما يمثلان سيوفا.
كما تم تصميم مركز تسوق بمليار دولار ليبدو مثل باريس مع نظام نهري خاص به وعروض ضوئية بالليزر كل ساعة.
ويتدلى فوق شارع لوسيل تمثال يبلغ ارتفاعه 98 قدما لسمكة قرش عملاقة.
وقال جينيت: “سواء كان ينبغي الاحتفال بها أم لا، فهذا مسعى إنساني ضخم”.
وتابع: “لم يكن بإمكانهم فعل ذلك قبل 30 عاما. لكن التقنيات تقدمت، وتقدمت العولمة إلى مستوى أصبح ممكنا فيه الآن”، مضيفا: “الإنجاز الفني وحده يشبه السباق نحو الفضاء”