الهديل

شيخ العقل يتصل بمفتي الجمهورية ويزور الشيخ مكارم مهنئاً

أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى ان “خطوة تتويج الشيخ الجليل أمين مكارم مباركة على طريق حفظ الدين واهله وجمع شمل العائلة التوحيدية، وفي تحمل شرف المسؤولية وصون الأمانة”.كلام أبي المنى جاء أثناء زيارته الشيخ مكارم في راس المتن، على رأس وفد، ضمّ رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين ورؤساء لجان وأعضاء في المجلس المذهبي وإداريين في المجلس ومشيخة العقل ومستشارين، وحشد كبير من المشايخ، للتهنئة بالعمامة المكولسة، وبحضور وفد من مشايخ خلوة حارة الشرفة- راشيا

وكان في استقبال الشيخ ابي المنى والوفد المرافق الى الشيخ مكارم، قاضي محكمة المتن الشيخ غاندي مكارم ورئيس بلدية رأس المتن رجا بو رسلان، وحشد غفير من المشايخ والفاعليات من البلدة وقرى مجاورة.وفي كلمته أمام الشيخ مكارم والحضور، قال شيخ العقل: “نزورُ داركم وخلوتكم اليوم برفقة إخواننا القضاة والزملاء في المجلس المذهبي وادارة المجلس ومشيخة العقل، وبعض الأخوة والأصدقاء، للتبارك بخلوتكم الزاهرة وللمباركة بعمامتكم الطاهرة، وإن كنا من الذين تفاجأوا بقرار شيخِنا العنداري الجليل إلّا أننا لم نتفاجأ بخياره الصائب وقصده الشريف الذي ينبغي الركونُ إليه. فالشيخ أبو صالح محمد العنداري وضعَ الحقَّ في محلِه، والشيخ أبو فايز أمين مكارم حائزٌ على ثقة إخوانه المبارِكينَ الأجلَّاء، حتى الذين عبّروا بطريقتهم الخاصة عن اعتراضٍ ما حرصاً، كما يُقال، على الأمانة التوحيدية، فهم في قرارة أنفسهم واثقون بأن الأمانة محروسةٌ ومحفوظةٌ بعونه تعالى. ومن المأثور القول “إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد”، وشيخنا الجليل الطاهر أراد ما أراده الله بنيته الصافية وسريرته النقية وثقته الراسخة بالله، فلم ينطق عن هوى ولم يُرِدْ إلا الخيرَ في ما نوى، وله في الشيخ أبو فايز أمين عميق الثقة بما يعرفه عنه عن قرب وما اختبره فيه بدقة بصيرة”.
أضاف: “شيخنا الجليل، أنتم سليلُ بيت التقى والديانة، ووريثُ أهلِ الصدقِ والأمانة، حفِظتم في قلبكم وفكركم المناقبَ والمواهب، وأخذتم عن والد جدِّكم الشيخِ الجليل أبو علي يوسف مكارم أزكى المزايا الخُلُقية وأنقى الخصالِ التوحيدية، وعن جدِّكم ووالدكم شرفَ التعلُّق بنهج السلف الصالح، وعن قريبكم ومُعاصرِكم الشيخ ابو سليمان غالب مكارم صدقَ المودَّة وطهرَ النيّة وطيبَ الأُخوَّة وحسنَ السجيّة، رحِمَ الله السلفَ وأبقى لنا الخلف. عائلةٌ كريمة وكوكبةٌ جليلة. شيوخٌ أطهار وسادةٌ أبرار. بيتُكم محجّةٌ ومزار وسلكُكم تواضعٌ ووِقار، بنهجِكم يُقتدى وبعيشِكم يُحتذى. لكم في المجتمع هيبةٌ ومحبة، وفي الخلواتِ حضورٌ لا يَعرفُ الغُربة”.وتابع: “يستحقُّ حاملُ الرسالة أن يحملَ ما حملَ أسلافُه من تقديرٍ واحترام، وأن يتحمَّلَ شرفَ المسؤولية وصونِ الأمانة، لمِيزةٍ فيهم ولتميُّزٍ فيه، وهو، كما هم، ربيبُ الخلوةِ العتيقة وعاشقُ الحكمةِ منذ الصِّغَر، والله سبحانه وتعالى ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، وهو العالمُ بمعانيها والعاملُ بما فيها، والمجاهدُ الصامت، والرزينُ الرصين، وموضِعُ الثقة ومَحطُّ الأنظار. الشيخ أبو صالح والشيخ أبو فايز ركنان ثابتان من هؤلاءِ القومِ الأنقياء الأتقياء الذين نركنُ إليهم ونطمئن لإرادتهم، وهم الذين تعلّقوا بالدين لا بالدنيا، فصدقوا ما عاهدوا الله عليه، تركوا السياسة لأهل السياسة واشتغلوا بما هو أَولى، وابتعدوا عن الغايات الدنيوية وحظّ النفوس، ولم ينحازوا إلَّا إلى ما يجمعُ ويُوحِّد. وإننا لعلى ثقةٍ بأن خَيارَ شيخِنا المكرِّمُ صادقٌ خالصٌ لوجه الله، وتواضُعَ شيخِنا المكرَّمُ راقٍ بما ارتضاه، فعسى أن يكونَ ما ألهمه الله سبحانه وتعالى لشيخِنا الطاهر خطوةً مبارَكة على طريق حفظ الدين وأهلِه وجمع شملِ العائلة التوحيدية للسيرِ معاً في ما يُرضي اللهَ ويُرضي رسوله، وقدَّرنا جميعاً على اتِّباعِ الحقّ وإدراكِ سُبُلِه، وألهمنا دائماً إلى ما فيه الخيرُ والصواب”.
وكان شيخ العقل أجرى اتصالاً بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في “إطار التشاور الدائم وتأكيداً على عمق العلاقة بين دار الفتوى ومشيخة العقل”، وقد أثنى ابي المنى على “نجاح العملية الانتخابية للمفتين في المناطق”، مباركاً لمفتي الجمهورية ب”هذا الانجاز”، ومتمنياً “للفائزين التوفيق في مهامهم”.

Exit mobile version