شكّل الإشكال الحاصل بين بعض أهالي بلدة رميش الجنوبية الحدودية وجمعية “أخضر بلا حدود”، مادة دسمة للتراشق والنفخ بأبواق الفتنة، وصدرت بيانات عن المجلس البلدي وبعض الأهالي ترفض ما يحصل على أرض البلدة، فيما التزم حزب الله المتّهم بأنّه من يقف وراء عمل الجمعية الصمت فما هي حقيقة ما يجري؟
ودخلت بكركي على خط الأزمة عبر عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي رفض قوى الأمر الواقع، وقالت مصادر بكركي أنّ “البطريرك حذّر في عظته وطالب المعنيين بالتحرّك، ومن المؤكد أنّه سيتابع الموضوع وسيتم طرح الموضوع في إطار الحوار القائم مع الأطراف المعنية وإذا كان حزب الله قادر على المساعدة في هذا الموضوع فله الشكر”.
وتُخبر مصادر مطّلعة في المنطقة الحدودية أنّ “القصة التي تبدأ من هذه النقطة التي تبلغ أمتاراً محدودة بعد أن إقتطع الإسرائيليون جزاءً منها وأصبحت داخل الأراضي المحتلة، وكانت النشاطات العسكرية الإسرائيلية تنطلق من هناك بإتجاه الأراضي اللبنانية”.
وتلفت المصادر، إلى أنّ “أصحاب الأراضي الأصليون توفوا وباتت هذه الأراضي ملكاً لمجموعة كبيرة من الورثة، ومنذ حوالي الأسبوعين قامت جمعية “أخضر بلا حدود” بنصب خيمة في تلك الأرض لتعمل على تحريشها بدون معرفة مالكيها وشقّت الطريق لتستطيع العمل بحرية ضمن نشاطاتها بالحفاظ على البيئة ومنع التعدّي على الأشجار”.
وتضيف المصادر: “عندها جاء أصحاب الأرض وبدأت عملية تحريض واسعة من جهات سياسية معروفة إستغلّت الوضع لتصفه بالإحتلال، وتسأل المصادر: “أين كانت تلك الغيرة من هذه الجهة السياسية وقت كان الإسرائيلي يحتلّ كل الأراضي؟”
وإذ تؤكد المصادر حقّ المالكين، بأن يسألوا عن أراضيهم لكن تم استغلال الأمر عبر مواقع التواصل الإجتماعي بشكل كبير وبما أنّ البلدية “من جو الجهة المستغلّة للموضوع” كان موقفها تحريضياً.
لكن الإجتماع الذي ضمّ أصحاب الأراضي والذين يتمتّعون بحس من الوعي والمسؤولية أكّد على حقّهم بهذه الأراضي وحرية استثمارها، وتوضّحت لديهم الصورة وممّا طمأنهم، لذلك رفضوا عملية الإنجرار وراء إثارة الفتنة.
ومن هذا المنطلق، تستغرب المصادر إصدار بيان بإسم أهالي رميش، حيث من أصدر هذا البيان شريحة قليلة تدور في فلك الجهة السياسية التي استغلت الإشكال لتنفخ بأبواق الفتنة.
وتؤكد المصادر، أنّ “القصة انتهت تقريباً لدى أصحاب الأراضي بعد أن إطمأنوا إلى أن حقّهم مصان وهناك إجتماع ثانٍ معهم من المتوقّع أن يُنهي الموضوع من أساسه”.
وتذكّر المصادر بما حصل منذ أربعة أشهر عندما أقدم بعض التجار الحطابين على قطع الأشجار في أرض حرشية تابعة لرميش وعمرها مئات السنين وحاولت جمعية “أخضر بلا حدود” منعهم فاستغلّت الجهة السياسية نفسها الموضوع وكادت الأمور تذهب إلى فتنة فانسحبت الجمعية ولكن ماذا حصل، هذه الأرض تحولت إلى صحراء بعد قطع كافة الأشجار فيها.
ويروي مختار رميش إيلي شوفاني ما حصل، مؤكداً أنّ “الأهالي تفاجأوا بقيام الجمعية بزرع أشجار الخروب وشقّ الطرقات في هذه الأراضي بحجة حراسة الحدود، فاعترض الأهالي على استغلال أرضهم ووصلت الأمور إلى أعلى المستويات أي إلى البطريركية المارونية والأجهزة الأمنية”.
وينفي شوفاني، أن “يكون الأهالي رفعوا دعوى لدى الجهات القضائي، وقد حصل تلاسن بينهم وبين شباب الجمعية، وتوقّع أن تُحلّ الأمور حبياً، مطالباً الأجهزة الأمنية القيام بمسؤولياتها