الهديل

خاص الهديل: أقرباء فخامة الرئيس: “الأقارب عقارب العهود”

 خاص الهديل:

بعد خروج بشارة الخوري من رئاسة الجمهورية، أصبح هناك لدى كل المرشحين لرئاسة الجمهورية الذين أتوا بعده، عقدة اسمها “شقيق الرئيس”؛ والمقصود هنا سليم الخوري شقيق الرئيس بشارة الخوري الذي استغل سلطة شقيقه أبشع استغلال، وصار هو الآمر الناهي في قصر شقيقه، ما آثار ضد عهد بشارة الخوري البلاد والعباد، وأطلق الناس على شقيقه لقب “السلطان سليم”.

..واليوم بعد تجربة النفوذ الكبير الذي مارسه جبران باسيل في عهد عمه الرئيس ميشال عون؛ أصبح هناك لدى المرشحين لرئاسة الجمهورية عقدة اسمها “صهر الرئيس”.. وكما ان كل الشخصيات الموارنة الذين ترشحوا بعد عهد بشارة الخوري للرئاسة، كانوا يحرصون على إبعاد أقاربهم عن السلطة، خشية ان تحبط فرص نجاحهم، لعنة “السلطان سليم الخوري”؛ فإن كل مرشح بعد عهد عون لرئاسة الجمهورية، سيحاول الايحاء بكل قوة، بأنه لا يوجد ضمن عائلته “صهر” أو ” قريب”، يمكن أن يلعب داخل عهده في حال وصوله للرئاسة دور جبران باسيل.

والواقع أن كلاً من لقبي “السلطان سليم الخوري” و”الصهر جبران باسيل” أصبحا أهم عنوانين للعهود الرئاسية في لبنان، ورغم أن بشارة الخوري هو بطل الإستقلال، ورغم أن ميشال عون تم تصويره على انه “بطل قومي” مسيحي لبناني؛ إلا أن فساد استخدام السلطة من قبل “شقيق الأول” ومن قبل “صهر الثاني”؛ حولهما من “أبطال قوميين”، إلى شخصين يمكن ضرب المثل بسلوكهما مع اقاربهما، للتدليل على أسرع طريقة تتسبب بفشل العهود الرئاسية. 

وما يجدر الإشارة إليه في هذا المجال، هو أن لعنة “الأصهر” مع رؤساء الجمهورية، ولعنة الاقارب مستغلي سلطة فخامة الرئيس، هي بمثابة مسلسل كانت البداية فيها مع تجربة بشار الخوري وشقيقه سليم الخوري الذي اطلق عليه لقب “السلطان سليم”؛ وأيضاً تجربة اميل لحود مع صهره الياس المر الذي سمي حينها بالوزير القوي؛ وكذلك تجربة الياس الهراوي مع صهره فارس بويز، وكان يسمى بوزير الخارجية الدائم المفروض من عمه الهراوي والسوريين، على رفيق الحريري؛ وأخيراً تجربة ميشال عون مع صهره جبران باسيل، والذي يتميز بأن صلاحياته داخل سلطة عمه، فاقت صلاحيات “السلطان سليم” داخل سلطة شقيقه الرئيس بشارة الخوري.. والحق يقال ان كل هذه التجارب تقول شيئاً أساسياً، وهو أن أنجح العهود الرئاسية في لبنان، كانت تلك العهود التي حكم فيها رئيس الجمهورية من دون تأثير عليه من عائلته أو من المقربين منه؛ ففؤاد شهاب كان يفاخر مؤيدوه بأنه ليس لديه ولد ولا تلد، وان هناك قريبين فقط يشاركانه الحكم، هما الدستور وضميره. والياس سركيس أيضاً لم يكن متزوجاً وليس له ولد ولا قريب، وهو حكم بظروف الحرب تحت شعار انجاز الممكن والحفاظ على الموجود. وحتى حينما وصل بشير الجميل إلى باب قصر بعبدا، فإن المتحمسين له، اعتبروا ان أكبر فضائله هو انه يمثل حركة انشقاقية على عائلته (آل الجميل) وداخل الكتائب والقوات ولن يحكم معه أقارب من آل الجميل أو حزبيين..

هناك في جعبة الامثلة اللبنانية مثل مشهور يقول “ان الأقارب عقارب”؛ وهذا المثل يمكن أن يتم تطبيقه بنجاح كبير على ألاقارب من الاشقاء والاصهر الذين استغلوا سلطات اقاربهم الرؤساء،؛ فخربوا عهودهم، وايضا خانوهم وغدروا بعلاقتهم الانسانية معهم ، وذلك بعد خروج هؤلاء الرؤساء من القصر الرئاسي.. والامثلة هنا كثيرة ، منها مثل ” الصهر الياس المر” الذي لم يبادل هدايا عمه الرئيس اميل لحود، السياسية له بعرفان الجميل بعد انتهاء عهده، بل أدار له ظهره وقطع صلة القربى معه التي كان نسجها بكل حرص وود في ظل رئاسته .  

.. ونفس سلوك ” الصهر المر” كان مارسه ” الصهر فارس بويز ” مع عمه الرئيس الياس الهراوي؛ اذا انه بعد خروج الاخير من القصر الجمهوري، خرج بويز – حسبما يشاع- من ارتباط القربى معه والوفاء الانساني له.

والواقع انه وفق ما يقوله ارشيف ما فعله كل الاصهره مع اعمامهم رؤوساء الجمهورية، فإنه يصبح من غير المضمون ان لا يكرر “الصهر باسيل ” نفس هذا السلوك مع عمه عون عندما يتغير الحال ويدور دولاب الزمن.

Exit mobile version