الهديل

شقير : لبنان بأمس الحاجة للحضن العربي المحب

كلمة رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق محمد شقير

في منتدى الإقتصاد العربي المنعقد في فندق فينيسيا في 22 كانون الأول 2022

يطيب لي بداية الترحيب بالأشقاء العرب في بلدهم الثاني لبنان وعاصمته بيروت التي تفتح ذراعيها معبرةً عن إشتياقها لكم ولحضورِكم وللأيام الجميلة التي لا بد أن تعود قريباً.

فعلاً أنه يوم مشرق على الرغم من العواصف، فبيروت بكم تفرح ومعكم تزهو وتزداد تألقاً وجمالاً. أهلا وسهلاً بكم جميعاً.

يقولون أن الروابط والعواطف لم يعد لها مكاناً في عالم اليوم خصوصاً في مجال العلاقات الدولية، لكننا وبعكس ذلك لا نزال نؤمن بأن لكل دولة عربية مكانتها الخاصة لدى شقيقتها الأخرى، إنطلاقاً مما يجمع بينها من تاريخ وأخوة وأصالة وحضارة.

فرجاءً لا تبتعدوا عن لبنان ولا تتركوه وحيداً، فهو بأَمَسّ الحاجة للحضن العربي المحب، كي ينهض ويستعيد عافيته ودوره الريادي بين أشقائه والعالم.

السيدات والسادة

في منتدانا اليوم وفي كل المنتديات والمؤتمرات اللاحقة، عنواناً أساسياً يجب أن يتصدر إهتمامنا وتركيزنا إنطلاقاً من مدى أهميته وتأثيره الجذري والفاعل في الإقتصاد العربي،

وهو التطورات الهائلة الحاصلة في الدول الخليجية الشقيقة، إن كان على مستوى دورها أو على مستوى الإنجازات الباهرة والتقدم القياسي المحقق في مختلف المجالات، من تنويع الإقتصاد الى الطاقة النظيفة والعلم والتكنولوجيا والمشاريع المستقبلية الرائدة، والذي جعلها لاعباً أساسياً في الإقتصاد العالمي وقاطرة للنمو في المنطقة.

ما يعزز هذا التوجه، توقيع المملكة العربية السعودية مؤخراً 34 إتفاقية اقتصادية استراتيجية مع الصين بقيمة 30 مليار دولار، في حدث تاريخي إستثنائي سيكون له تأثيراً إيجابياً كبيراً في المسار الإقتصادي والدور الإقليمي والدولي للمملكة.

وأيضاً الحدث الإستثنائي الثاني، يتمثل بمونديال قطر 2022. وهنا أغتنم المناسبة كي أتقدم بإسم الجميع بالتهنئة القلبية لدولة قطر الشقيقة قيادة وشعباً على هذا التنظيم الرائع والنجاح الباهر الذي رفع رؤوس العرب عالياً.

إزاء كل ذلك وكل ما يحصل من تطور وتسارع إيجابي لمجريات الأمور، فإنني على ثقة بأن تطلعات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن أوروبا الجديدة ستكون الشرق الأوسط، ستتحقق بإذن الله.

وبناء عليه، أقترح على المؤتمرين، أن يتم إعداد مؤتمراً إستثنائياً لمنتدى الإقتصاد العربي يكون موضوعه: الطريق الى شرق أوسط جديد، إستجابةً لتطلعات الأمير محمد بن سلمان، بهدف وضع خارطة طريق للوصول الى الأهداف المرجوة.

من مسؤوليتنا كقطاع خاص أيضاً أن نصب تركيزنا وجهودنا على التشبيك بين إقتصادات الدول العربية غير الخليجية وبين إقتصادات الدول الخليجية لترسيخ وتوسيع النشاط الإقتصادي وزيادة النمو وتعميم الفائدة والإزدهار.

دولة الرئيس

من منتدى الإقتصاد العربي، أود أن أتوجه بالتحية لدولتك لما تتحمله من عبءٍ ومسؤوليةٍ كبيرةٍ في هذه الظروف الدقيقة التي يمر فيها بلدنا لبنان. ونحن في القطاع الخاص ثقتنا كبيرة بك وندعم جهودك الوطنية المخلصة لحماية الوطن وتمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة.

وفي هذا الإطار، يسجل لحكومتك أنه في عهدها تم ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وهو إنجاز تاريخي للبنان من شأنه أن يُغَير المسار القاتم القائم.

من هنا يمكن القول، أن لبنان بدأ فعلياً السير على الطريق الى النفط، خصوصاً أن كل المعطيات تؤكد على أن التقدم على هذا المسار حاصل، إن كان بالنسبة للإستكشاف حيث أعلنت شركة توتال أنها ستبدأ عملية الحفر مطلع النصف الثاني من العام 2023، في حين أن الدراسات والمسوحات التي أُجرِيَت تظهر وجود مكامن نفط وغاز في مياهنا الإقليمية.

من هذا المؤتمر، أدعو القطاع الخاص العربي، للإطلاع على الفرص المتاحة في لبنان في مجال النفط والغاز والدخول في إستثمارات مباشرة وبشراكة مع القطاع الخاص اللبناني، في هذا القطاع الواعد، خصوصاً أنه مع إكتشاف الغاز، ستكون المتطلبات كبيرة وهي تتعلق بالبنى التحتية للإستخراج والتخزين والتوزيع والإمداد فضلاً عن الأمور اللوجستية وغير ذلك.

يبقى أمراً وحيداً، يُرتَبط به نجاح أو فشل كل الأمور، وهو إستقامة الوضع السياسي في لبنان.

لذلك نسأل الله عز وجل في زمن الأعياد المجيدة، الميلاد ورأس السنة، أن يلهم بعض القوى السياسية ويعيدها الى رشدها لتسهيل عملية إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لإنقاذ البلد ووضعه على المسار الصحيح وإنصاف اللبنانيين.

الشكر والتحية لمجموعة الإقتصاد والأعمال ورئيسها التنفيذي الأستاذ رؤوف أبو زكي ولكل القييمين على المؤتمر والمساهمين فيه ولكل الحاضرين من أشقاء عرب ولبنانيين.

ختاماً أتوجه بالمعايدة للجميع متمنياً لكم ولجميع اللبنانيين والعرب أياماً أفضل وأجمل بإذن الله.

عشتم وعاش لبنان

 

 

 

 

 

Exit mobile version