مع إنحسار فيروس “كورونا” الذي لا يزال له تأثيره، عدنا من جديد لنسمع بكثرة “بالانفلونزا” التي كانت موجودة أصلاً وتكثر في فصل الشتاء، المهمّ اليوم أنه ومع إقتراب موسم الأعياد (زيادة التخالط)، يجب على اللبنانيين الحذر من الانفلونزا ومن الكورونا في آن.
في المستشفيات ظاهرة جديدة، هي أن المريض كي يصل اليها عليه أن يكون في حالة مستعصية متقدّمة جداً، “مهتري” على حدّ القول الشائع. هنا تؤكد مصادر طبيّة أننا “لا نتحدث عن حالة أو حالتين بل عن حالات كثيرة، كمثلاً أن “يشعر بآلام في المعدة فيترك نفسه دون زيارة طبيب وتتطوّر آلامه فتنفجر “الزائدة””.
في لبنان اليوم أغلب أقسام الكورونا أقفلت نتيجة عدم وجود إمكانيّات. هذا ما يؤكده مدير مستشفى البوار الحكومي الطبيب أندريه قزيلي، شارحاً عبر “النشرة” أن “الكوفيد-19 والانفلونزا يعطيان نفس العوارض أي قليل من تعب الجسد مع وجع رأس، والجيّد اليوم أن موجة كورونا إنحسرت لسببين، الأول أن جزءا كبيرا من الناس تلقى اللقاح، أما الجزء الآخر فقد أصيب، أي أنه أصبحنا في مناعة جماعية لدى الناس”، مشددا على أمر واحد سيّء الا وهو أن أغلب المستشفيات لم يعد لديها أقسام كورونا في حال تفاقمت حالة المريض، فالاسبوع الماضي وصلنا أحدهم اضطررنا الى ارساله الى مستشفى النبطية لأنه الوحيد حالياً الذي يتواجد فيه قسم للكورونا.
“عدنا لنرى حالياً موجة “انفلونزا” أو “كورونا” في المدارس”. ويعود السبب بحسب الدكتور قزيلي الى أن “على الناس دائما أخذ احتياطاتهم اضافة الى الوقاية والحذر، والتخوّف الذي نعانيه اليوم هو من موجة كورونا جديدة في ظلّ غياب القدرة لدى المستشفيات على استيعاب الأعداد التي يُمكن أن تصاب وتتدهور حالتها”.
يؤكد الدكتور اندريه قزيلي أن “الانفلونزا كما الكورونا يمكن أن تقتل، وقد يتضرر الجهاز الرئوي، وهذا الامر يؤدي حتماً الى تدهور صحّة المريض وربما الى الوفاة”، مشددا على “ضرورة ألاّ يخجل الناس من الاستمرار باجراءات الوقاية عبر وضع الكمامة خصوصا وأن الانفلونزا ينتقل أيضا في الهواء”.
في السنوات الماضية وقبل ارتفاع اسعار الادوية كان اللبناني يلجأ الى اللقاحات للانفلونزا، حالياً إرتفع سعرها بشكل كبير من 30 الف ليرة في السابق الى ربما ما يفوق لـ450 ألف ليرة، وبالتالي لم يعد للكثيرين القدرة على الشراء تلجأ ، ولكن الأهمّ أن تجتاز الناس الأعياد بسلام، من هنا يجب الإنتباه والوقاية حتى لا تنتهي “سكرة” الاعياد وتأتي “فكرة” الإصابة بالامراض وانتقال العدوى من شخص الى آخر.
في المحصّلة الإنسان يقع في ظل هذه الظروف بين أمرين، الأول هو عدم قدرته على الذهاب الى المستشفى، والثاني ترك نفسه للمجهول حتى تتدهور صحته بشكل كبير… وهذه المشكلة على الدولة أن تحلّها!