يعاني كثيرون ممن أصيبوا بفيروس كورونا فقدان حاسة الشم حتى بعد التعافي من المرض، في ظاهرة حظيت بدراسات منفصلة لمعرفة سببها والبحث عن علاج لها.
وكشف باحثون مؤخرا أن ملايين المرضى الذين فقدوا الشم بعد الإصابة بـ”كوفيد 19″، قد تكون لديهم استجابة مناعية غير طبيعية تدمر خلايا الأنف.
وحلل الأطباء أنسجة أنف مرضى كورونا، ووجدوا أن أولئك الذين يعانون مشاكل طويلة الأمد مع حاسة الشم لديهم خلايا مناعية مسببة للالتهابات داخل بطانة الأنف الحساسة.
وحسب الدراسة التي سلطت عليها الضوء صحيفة “غارديان” البريطانية، فمن المحتمل أن هذه الخلايا المناعية تقضي على الخلايا العصبية المسؤولة عن الشم في بطانة الأنف.
وقال برادلي غولدشتاين أستاذ علم الأعصاب بجامعة ديوك في ولاية نورث كارولينا، إن أنسجة بطانة الأنف المأخوذة من مرضى كورونا “وجدت بها خلايا مناعية فريدة تسبب التهابات، جنبا إلى جنب مع عدد أقل من الخلايا العصبية الشمية”.
ورصدت الاستجابة المناعية غير الطبيعية فقط لدى المرضى الذين استمر فقدان حاسة الشم لديهم لعدة أشهر.
وأضاف غولدشتاين: “يبدو أن هناك استجابة مناعية لم يتم تفسيرها، تتأثر بها خلايا الشم الدقيقة”.
ومنذ لاحظ الأطباء أن العديد من مرضى “كوفيد 19” فقدوا حاسة الشم لفترة طويلة، لم يتضح ما إذا كان الفيروس يضرب الخلايا الحسية في الأنف، أم مناطق الدماغ المسؤولة عن حاسة الشم، أم كليهما.
وفي دورية “ساينس ترانسليشنال ميديسن”، يشرح الباحثون كيف أن نتائج الدراسة قد تمهد الطريق لعلاجات جديدة لفقدان حاسة الشم، بعد الإصابة بفيروس كورونا.
ويتمثل أحد الخيارات في التصدي للخلايا المناعية المسببة للالتهابات في بطانة الأنف، باستخدام الكريمات أو البخاخات.
وقال غولدشتاين: “لقد شجعتنا هذه النتائج ونأمل أن تظهر علاجات جديدة”.