الهديل

الجوزو يتحدّث عن “خطر كبير” من قبل الدول الإستعمارية

اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو، في تصريح، ” ان المهرجان الدولي والعالمي للرياضة في قطر، كان ظاهرة حضارية، عربية لها أبعادها الرياضية والثقافية والاجتماعية والانسانية والدينية، وقد نجح هذا الإحتفال الرياضي الدولي، نجاحا باهرا وكبيرا جدا، تنظيما وقدرة على جمع هذا العدد الضخم من عشّاق الرياضة في العالم، دون أن يرتكب أي خطأ واحد يسيء للدولة التي تبنت هذا المشروع الضخم والعظيم، وقدمته للعالم في أروع وأجمل صورة، انه فخر للعرب جميعا، وليس لقطر وحدها، وهو يدل على نضج ثقافي وحضاري قلّ مثيله، وخصوصا ان قطر قد حافظت على الشخصية العربية، وأعطت لها بعدا خاصا من حيث القدرة على التنظيم، وكان كل من نجح من هذه الفرق يتسلم جائزته ويلبس العباءة، الرمز العربي الذي يميز الهوية العربية التاريخية، ويعطي الخليج صورة حضارية رائعة .”

وأضاف: “مبروك لقطر، وللرجل العصري والنابغة الأمير تميم، الذي أثبت انه انسان مثقف ثقافة انسانية وعالية، فإستحق شكر العرب جميعا، واستحق التقدير . ليت الأمة العربية تستفيد من هذه التجربة الرياضية والثقافية، وتقيم مهرجانا دوليا وعربيا للثقافة العربية، وعلى وجه الخصوص اللغة العربية، والتي تمثل تاريخ العرب وحضارتهم. نحن في حاجة الى ان نجمع العقول العربية المثقفة ثقافة اسلامية وانسانية وعلمية في مؤتمر كبير يقدم للعالم صورة مشرّفة عن آداب اللغة العربية وأبعادها القومية والتاريخية والانسانية، واسهام هذه اللغة في صنع الحضارة الإنسانية العالمية”.

 

وتابع: “لغتنا العربية مرتبطة ارتباطا كبيرا بالتاريخ العربي والانساني، واسهامات الثقافات الكبيرة في مجال السياسة والدين والآداب والتاريخ والفلسفة، ان شخصيتنا العربية تحتاج الى مؤتمر دولي وعربي كبير يقدم للعالم ما قدمته هذه اللغة للعالم أجمع، وليس للعرب وحدهم، ويكفي انها اللغة التي نزل بها الوحي، وان الرابط الوحيد الذي يربط أمتنا وشعوبنا، وممثل شخصيتنا التاريخية هي اللغة العربية، التي اسهمت اسهاما كبيرا في بناء حضارة العالم، لأن الفتوحات الإسلامية كانت فتوحات ثقافية وحضارية واخلاقية ودينية وفلسفية وليست عسكرية فقط والتاريخ الاندلسي يشهد لها بذلك.”

وقال الجوزو: “نريد أن نوحّد صفوف الشعوب العربية تحت عنوان اللغة العربية وآدابها ونثرها وشعرها وتاريخها، الذي انتجته العقول العربية، وانتجه النبوغ العربي، الذي تجتمع عليه الأمة العربية كلها . كل شعب من الشعوب العربية له تاريخه المضيئ في هذا الجانب الثقافي والحضاري، ونحن بحاجة الى تدويل هذه المعرفة، لأنها تمثل الجانب المشرق في حياة أمتنا، هناك مؤامرة على الشخصية العربية، واعطاؤها صورة بشعة ومتخلفة، وهناك دول تحاول الانقضاض على ثقافتنا العربية، واستبدالها بالثقافة المستوردة من دول الاستعمار الشرقي والغربي، وكم حرص المستعمرون على طمس تاريخنا واظهارنا بمظهر الشعوب المتخلفة، وها هي ايران تلعب دور الغرب في البلاد العربية التي اجتاحتها، وتحاول احلال اللغة الفارسية مكان اللغة العربية.”

 

وأضاف: “هناك خطر كبير من قبل الدول الاستعمارية جميعها، والتي وضعت يدها على بلادنا ونشرت ثقافتها على شعوبنا، حتى نسينا تاريخنا المشرف، وطوينا صفحاته، وسرنا في طريق التبعية الثقافية للغرب والعجم والفرس وغيرهم”.

 

وتساءل الجوزو: “أين سينعقد هذا المهرجان اللغوي والتاريخي الكبير، وفي أي بلد عربي يستطيع ان يبرز ثقافتنا وتاريخنا بصورة حقيقية، وليست مزيفة، وان يعمل على تحرير بلادنا من الاستعمار اللغوي الذي ما زال يطرح نفسه وصيا على ثقافتنا وحضارتنا؟وما قامت به قطر خير مثال على ذلك”.

Exit mobile version