الهديل

خاص الهديل: قصة ماكرون وبايدن مع المبادرة الدولية – الإقليمية تجاه لبنان التي ستبدأ بعد الأعياد

President Joe Biden meets with French President Emmanuel Macron in the Oval Office of the White House in Washington, Thursday, Dec. 1, 2022, during a State Visit. (AP Photo/Andrew Harnik)

 

خاص الهديل:

قصة ماكرون وبايدن مع المبادرة الدولية – الإقليمية تجاه لبنان التي ستبدأ بعد الأعياد

بات هناك أكثر من مؤشر وأكثر من معلومة متقاطعة تفيد بأنه بعد الأعياد ومع مطلع السنة الجديدة، سيكون هناك تفعيلاً جدياً لبدء تحرك دولي – إقليمي تجاه لبنان؛ تتشارك فيه وتقوم به بشكل منسق أربع دول؛ هي: الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وفرنسا ودولة قطر.

وتقول هذه المعلومات أن هذه المبادرة قد تتطور من مهمة طرح موضوع التوافق على رئيس للجمهورية ورئيس لمجلس الوزراء، إلى دعوة الأطراف اللبنانية لعقد مؤتمر حوار لبناني في باريس لحل الأزمة الراهنة في لبنان.

ويوجد عدة تسريبات ومعلومات بعضها لا تزال بحاجة لتأكيده، تفيد بأن التحرك الدولي والإقليمي الرباعي لحل الأزمة اللبنانية الذي سيبدأ بدايات العام المقبل، تتفاعل بداخله حالياً عدة فرضيات، بحسب جهات تعتبر نفسها مطلة على القوى التي تحرك قطار المبادرة الرباعية:

الفرضية الأولى تقول أنه بات محسوماً أن الدور القطري ضمن مبادرة الدول الأربع، يحظى بتغطية ودعم وتأييد كامل من طرفين وازنيين داخل المبادرة الرباعية، وهما الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، بمعنى أن الدوحة لديها ما يشبه التفويض من هاتين الدولتين للتحرك في لبنان.. وهذا يعني أن الدور القطري داخل المبادرة الرباعية الدولية والإقليمية، الأكثر حضوراً على ساحة التواصل مع اللبنانيين والتفاوض والاتصالات بين أطراف الداخل اللبناني، والخارج الإقليمي والدولي، وذلك في مجال عرض الأفكار وتقليب صيغ الحلول التي سيتم طرحها، الخ..

والبعض يقول أن الدور القطري سيلعب ما يشبه “دور مطبخ المبادرة” أو “صندوق أفكار المبادرة” الذي بداخله سوف تجري مناقشة مقاربات وترتيبات الحلول وصيغها.

الفرضية الثانية تتعلق بالسعودية حيث هناك تسريبات تفيد بأن الرياض لا يزال لديها تحفظات حول نوعية الحل الذي يجب اعتماده في لبنان؛ وأن الرياض غير متحمسة لحل جزئي ومؤقت في لبنان. بل تؤكد على ضرورة أن يكون الحل شاملاً وكلياً وجذرياً، ينهي الحال الشاذ الموجود في لبنان، ويكون قادراً على إعادة الدولة إلى مكانتها.. وحتى هذه اللحظة، فإن الموقف السعودي هو مع انخراطه في الجهد الدولي والإقليمي الرباعي، ومع تأييد الدور القطري المتقدم عملياً داخل هذا الجهد، ولكنه يرفض التعامل مع حلول جزئية في لبنان؛ ولن يغطي أو يدعم سياسياً ومالياً إلا الحلول الشاملة للوضع اللبناني.

يبقى الدور الأميركي داخل المبادرة الرباعية، باعتبار أن له منزلة غاية في الأهمية كونه هو الطرف الوحيد الذي بيده رفع العقوبات عن لبنان وممارسة دور ضاغط في الإقليم من أجل تسهيل الحل في بلد الأرز. ولكن حتى هذه اللحظة فإن واشنطن لن تتخذ قراراً بأن تكون شريكة فعلية مباشرة ضمن المبادرة الرباعية لإنتاج حل في لبنان، بل ستكون موجودة في المبادرة “بالقدر الذي يوحي بأنها لن تعترض عليه” حسب تعبير دبلوماسي غربي، وهي ستمنح مع الرياض الدور القطري داخل المبادرة الدعم المطلوب، كما ان واشنطن ستنظر بعين الدعم للدور الفرنسي المنخرط ضمن المبادرة الرباعية تجاه لبنان..

وهناك “حكاية” تتردد في كواليس الاليزيه عن سبب موافقة إدارة بايدن على أن تكون واشنطن جزء من الدول التي تتشكل منها المبادرة التي بات تعرف بإسم المبادرة الدولية الإقليمية الرباعية تجاه لبنان؛ وهذا السبب يتعلق بأن بايدن خلال المسعى الأميركي لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل طلب من الرئيس الفرنسي ماكرون التدخل شخصياً مع شركة توتال من أجل أن تتخلى لإسرائيل عن جزء من حصتها في أرباح الغاز المرتقب أن تحصّلها من جراء استخراج الغاز اللبناني وبيعه، وذلك حتى تقبل إسرائيل بالتوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحري مع لبنان.

…وقد استجاب ماكرون بالفعل لطلب بايدن وضغط شخصياً على توتال التي قبلت نتيجة ضغط ماكرون عليها بالتخلي عن نسبة من أرباحها لإسرائيل، مما أزاح أكبر عقبة كانت تحول دون إنهاء التحفظات الإسرائيلية من أمام موافقتها على إبرام تسوية توقيع الاتفاق البحري اللبناني الإسرائيلي الذي يعتبر بمثابة الإنجاز الأهم لإدارة بايدن.

…وعليه، تقول هذه المعلومات أن ماكرون طلب من بايدن أن يرد له جميله هذا من خلال قبوله بأن تشارك واشنطن في المبادرة الرباعية الإقليمية والدولية تجاه لبنان، وقد وافق بايدن على طلب ماكرون وأعطى تعليماته كي تكون الولايات المتحدة الأميركية شريكة مع فرنسا والسعودية وقطر في التحرك الرباعي باتجاه معالجة الوضع اللبناني.

Exit mobile version