الهديل

لا رئاسة قبل أشهر طويلة”.. حمادة متخوّف من “حدث أمني كبير”!

 

عبّر عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي”، النائب مروان حمادة عن قلقه بشأن التوجه نحو تدويل الأزمة اللبنانية على وقع حدث أمني كبير تصعب السيطرة عليه”.

حمادة اعتبر في مقابلة مع “الشرق الأوسط”، أن “ظروف انتخاب رئيس للجمهورية لم تنضج؛ لا داخلياً ولا خارجياً، اللقاءات غير المعهودة التي بدأت تبرز في الأيام الماضية كما حصل في زيارة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي”، النائب السابق وليد جنبلاط، لن تقود إلى حلّ، لذلك نرى أن كلّ طرف يغرّد خارج الأجواء العامة التي تدلّ على أن تعقيدات الوضع الإقليمي على حاله”.

 

 

ورأى حمادة أن “الحراك الداخلي لا معنى له، مشددا على أن “ورقة المبادئ الرئاسية التي يسوّقها جبران باسيل ليست إلّا تمنيات لاستمرار العهد العوني، والإبقاء على الصلاحيات التي انتزعها من المؤسسات الدستورية والقضائية والعسكرية”.ورأى أن “طرح عدد من الأسماء المرشّحة لا يعني أن الاستحقاق الرئاسي يتقدم”.

وأضاف: “هناك أسئلة ملحّة تحتاج لأجوبة: ما موقف المرشحين من الخطة الدفاعية التي تجنّب لبنان السقوط مجدداً في حرب أهلية؟ هل يقدر الرئيس العتيد على إقناع حزب الله بالانخراط في المؤسسات الشرعية عبر العمل السياسي والبرلماني والاجتماعي؟ هل حزب الله جاد بوقف التعدي على الدولة ومن خلالها على كلّ المكونات اللبنانية الأخرى؟”.

 

واعتبر أن هناك “استحالة طالما أن قرار الحزب في طهران، وطالما أنه غير مقتنع بالعودة إلى لبنان”، مشدداً على أنه “إذا لم يغيّر حزب الله مساره فسيظلّ يستخدم فائض القوّة عبر المجيء برئيس للجمهورية وفرض رئيس للحكومة وتشكيل الحكومة التي تناسبه والاستحصال على الثلث المعطل فيها، وسيبقى الشلل يضرب المؤسسات ويعطل القضاء”.

 

من جهة أخرى، أوضح حمادة أن “التعويل على تحرّك إقليمي ودولي محوره فرنسا، الذي ترجم بمساعٍ بذلها الرئيس إيمانويل ماكرون مع قيادات لبنانية ودول معنية بالملفّ اللبناني، مبالغ فيه”.

 

وأكد أن “ماكرون لا يستطيع حلّ أزمة الفراغ الرئاسي بالتمنيات ولا بالتلويح بالعقوبات ضدّ شخصيات سياسية وحزبية تعطّل الاستحقاق.

 

وقال: “إذا أرادت الدول الكبرى فرض الحلّ في لبنان فيمكنها ذلك، عبر إيصال رسائل حاسمة إلى إيران وإرغامها على تغيير سلوكها”.

 

وعمّا إذا كانت هذه الرسائل تعني التهديد بعمل عسكري، استبعد حمادة اللجوء إلى هذا الخيار، لافتا إلى “إمكانية إيصال رسائل قوية ومؤثرة عبر زيادة العزلة الإيرانية وتعزيز العقوبات عليها وإجبارها على وقف الاعتداء على محيطها”، مستذكرا أن “إيران تخوض منذ سنوات حرباً على دول الجوار تماماً، كما الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا”.

 

وحول مطالبة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة اللبنانية، قال حمادة: “لا يبدو أن ظروف المؤتمر الدولي متوفرة حالياً، لكن الخوف أن يُفرض هذا المؤتمر على وقع حدث أمني كبير تصعب السيطرة عليه، قد نذهب إليه مكرهين”.

 

ورأى أن “البطريرك الراعي محقّ بأن لبنان يحتاج إلى مؤتمر يترجم توافقاً دولياً، لأن بلدنا يواجه الآن خطراً وجودياً حقيقياً”.

 

وتعليقا على الخلافات التي شابت العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، أوضح حمادة أن “مشكلة حزب الله ليست مع المسيحيين فحسب، بل مع غالبية المجتمع اللبناني”.

 

وتابع: “حتى القسم الأكبر من الشيعة ممتعض من سياسة الحزب، ويضيق ذرعاً من إمساكه بمفاصل الدولة وتشريع البلاد على الفلتان، لا سيما عمليات التهريب على الحدود، خصوصاً تهريب الكبتاغون”.

 

وشدد على أنه “لا سيادة بلا إصلاحات، وبلا قرار واحد يكون بيد الدول ومؤسساتها الشرعية”.

 

وبشأن استحالة فصل الأزمة اللبنانية عن الملفات الإقليمية المستعصية، ذكر حمادة أن الثقة شبه مفقودة بمفاوضات الملفّ النووي الإيراني، كما أن الثقة مفقودة من إمكان إقامة شراكة إيرانية مع دول المنطقة في ظلّ توسّع وجودها في المنطقة عبر الأذرع العسكرية مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والنظام السوري في دمشق والحوثيين في اليمن، وهي 4 أدوات قاتلة”.

 

وقال: “للمفارقة فإن إيران لا تمارس أي ضغط على إسرائيل، بل على الدول العربية وتسعى لزعزعة أمنها”.

 

ولفت إلى أن “المؤشرات الأولى لمؤتمر عمّان لم تعطِ أي نتيجة، فالمبادرة العراقية بين إيران ومصر ليست إلا تمنيات، والحوار السعودي – الإيراني تراجع عمّا كان عليه السابق”.

 

وتوقف حمادة عند اللغط الكبير الذي يحيط بالعلاقات التركية ـ الإيرانية ـ الروسية، في ظلّ حرب أوكرانيا، والالتزام الأميركي بالملفّ الأوكراني، وهذا يبيّن أن لا رئاسة في لبنان قبل أشهر طويلة، وربما يصبح رهينة كلّ هذه الملفات

Exit mobile version