بدأ وزير الصحّة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض والسفيرة الأميركية في لبنان درورثي شيا جولة في الشمال، رافقهم فيها ممثل اليونيسف في لبنان إدوارد بيجدير، وممثلون عن هيئات ومنظمات دولية واهلية عاملة في لبنان.
المحطة الأولى كانت في مستشفى حلبا الحكومي حيث كان لقاء في القاعة الكبيرة حيث رحّب مدير المستشفى محمد خضرين بالحاضرين، وقال: “في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد نجد من يرفع راية المساعدة ومد يد العون واننا والحمد لله حققنا رغم ضعف كل الامكانات، تخطينا كل الأزمات الصحية خصوصاً الكورونا والكوليرا”.
ووجّه الشكر الى “معالي الوزير على اهتمامكم ورعايتكم واسمحو لي ان اشكر الحكومة الأميركية والشعب الأميركي من خلالكم سعادة السفيرة على دعمكم للمؤسسات الحكومية وبصماتكم واضحة وعطاؤكم عطاء الصديق والإنسان الذي الذي يشعر مع اخيه الإنسان نقدر زيارتكم ونشكر مساعدتكم، ونرحب بكم اهلا وسهلا”.
وشدّد ممثل اليونيسف في لبنان على أولوية اليونيسف المتمثلة باحتواء الكوليرا والوقاية منها. وقال: “نحن نبذل جهدنا من أجل دعم الحكومة لضمان حماية الأطفال وأسرهم. إنّ الوصول المستدام الى المياه الصالحة للشرب ومعالجة مياه الصرف الصحّي بطريقة آمنة أمر بالغ الأهمية لمنع تكرار تفشي المرض، بالإضافة الى بناء أنظمة رعاية صحيّة متينة وحثّ المجتمعات لزيادة الوعي ودعم ممارسات النظافة الجيدة. أوّد شكر حكومة الولايات المتحدة الأميركية على دعمها بشكلٍ مستمرّ ومستدام للأطفال والأسر المتضررة من هذه الأزمة الشديدة”.
وأضاف: “في الرابع عشر من شهر تشرين الأول، وجّهت اليونيسف نداءً عاجلا حول ضرورة الإستجابة الإنسانيّة الأوليّة لتفشي الكوليرا، والتي تشمل التدخلات في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والصحّة والتغذية والتواصل في شأن المخاطر والمشاركة المجتمعية- RCCE والتعليم. حتى هذه اللحظة، تمّت الإستجابة الى نداء اليونيسف من خلال تلقيها مبلغ خمسة ملايين دولار أميركي فقط”.
ولفتت السفيرة شيا من جهتها، الى أن “الحكومة الاميركية أعلنت عن التزامها بتمويل بقيمة 1,3 مليون دولار لليونيسف إستجابة لتفشي الكوليرا في لبنان لضمانِ إستجابتها لحالات الطوارئ والعمل على إحتواء الكوليرا ووقف إنتقاله في المناطق المتضررة”.
وقالت: “منذ بداية تفشي المرض، تكثف اليونيسف جهودها مع الشركاء على الأرض لتعزيز الاستجابة الصحية من خلال تأمين الأدوية ومستلزمات النظافة، أنظمة الصرف الصحي وممارسات النظافة على مستوى الأسرة والمجتمع، مع التركيز على المناطق التي تعاني بالفعل من تفشي المرض وتلك المعرضة لخطر كبير. من خلال هذا التمويل الجديد من الحكومة الأميركية، ستتمكن اليونيسف من زيادة دعمها من خلال تحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي عبر المرافق ونقاط المياه في مناطق النقاط الساخنة والنظافة الشخصية من خلال توزيع مجموعات التعقيم ومجموعات النظافة الأسرية للكوليرا على المجتمعات الضعيفة”.
وأضافت: “مع بداية العام الجديد، سنستمر في مواجهة مختلف التحديات سواء الحالية او التي قد تطرأ لاحقاً، لذا تتطلع الولايات المتحدة إلى استمرارية التنسيق مع حكومة لبنان والدول المانحة وشركائنا في الأمم المتحدة، وعلى رأسهم منظمة اليونيسف التي تعتبرها الولايات المتحدة من بين أهم شركائها، إضافة الى شراكتنا المهمة مع المجتمع المدني، والأهم من ذلك، المستفيدين من مساعداتنا الإنسانية. ونحن في هذا التحدّي معا”.
وأشارت الى أنه “من خلال التمويل الذي قدمته حكومة الولايات المتحدة الأميركية، عملت اليونيسف أيضا على تأمين المستلزمات الطبيّة الطارئة وتوزيعها على المستشفيات التي تعمل على إدارة تفشي الكوليرا، وتضمنت تلك المستلزمات 150,000 محلول من الأملاح الفموية (ORS) اللازمة لمعالجة الجفاف والإسهال الحاديّن وتعويض السوائل، كما تضمنت 40 مجموعة خاصة بمعالجة الكوليرا بغية دعم علاج 5000 إصابة والأعراض الناتجة عن ذلك بما فيها الإسهال المعتدل الى الشديد. تم استلام طلبات إضافية وسيتم تسليم المزيد من المستلزمات في الأسابيع المقبلة”.
أما الوزير الأبيض فرحّب بالسفيرة شيا ومدير المستشفى الحكومي وبممثلي المنظمات الدولية في لبنان، وقال: “يسعدني جدا ان اكون هنا لنتذكر سوية انه من خلال شهرين، في خلال اول زيارة لمستشفى حلبا الحكومي، عند تشخيص حالات الكوليرا، وحيث كان في هذا المستشفى نحو ثلاثين مصابا عدا عن الحالات التي ادخلت على المستشفى، واليوم خلال الزيارة شهدنا الطوارئ خالية من حالات الكوليرا وعندنا فقط حالتين في المستشفى وهذا دليل، على الجهود الجبارة التي قامت بها الطواقم الطبية والحالات الاسعافية وفي المستشفيات الميدانية التي كانت في ببنين وعلى مختلف الأراضي اللبنانية. واستطيع القول اننا بالتعاون مع شركائنا الدوليين كان عندنا ردة فعل ناجحة جدا بالنسبة لموضوع الكوليرا وهذا امر مهم جدا، بخاصة في الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها الوطن”.
وأردف:”لم يكن باستطاعتنا الوصول الى هذا الأمر لولا وجود الدعم الذي حصل عليه لبنان اولا من الجهات المانحة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية من خلال التقديمات التي حصلنا عليها من مستلزمات طبية وأدوية وكذلك دعم المراكز، وأيضا من خلال المانحين الآخرين، او من خلال الجهود التي وضعتها المنظمات الدولية، اليونيسيف، منظمة الصحة العالمية، المفوضية العليا لشؤون النازحين وغيرها من مؤسسات الأمم المتحدة وغيرها، وكذلك الشركاء على الأرض من مؤسسة عامل والصليب الأحمر اللبناني، ميدير، وكذلك منظمة اطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر”.
واعتبر أن “من المهم ذكر كل الشركاء، لأنه كان جهدا مشتركا من الجميع، وهذا يبرز انه بوجود ادارة جيدة من قبل المسؤول الأول وهو الدولة اللبنانية، وبالتشارك مع الجهات الدولية، الداعمة أو المساعدة، نستطيع تحقيق انجاز على الأرض”.
وقال: “هذا لا يعني أن موضوع الكوليرا انتهى، يجب ان نركز على هذا الموضوع لأننا لم نعلن الانتصار على الكوليرا. هناك جهد يجب ان يتم ان كان عن طريق تأمين الحماية للمجتمع عن طريق اللقاح، وحتى الآن استطعنا اعطاء 600000 جرعة لقاح في المجتمع، وهناك 800000 جرعة اخرى نقدمها حاليا في مناطق الشمال عكار وطرابلس والبقاع وبعلبك والهرمل، ونأمل من الجميع التجاوب مع الجهود التي تضعها وزارة الصحة وشركاؤها لتأمين الحماية”.
وأضاف: “هناك أمر مهم وهو الاسباب التي أوجدت الكوليرا في لبنان، وهو التراجع المخيف الذي نشهده على صعيد الخدمات الأولية للمواطنين، خصوصاً شبكات المياه والصرف الصحي، وغيرها. وبهذا الموضوع، سنتفقد محطة المياه السليمة في ببنين التي كانت عين العاصفة. وهنا نشكر الولايات المتحدة والشركاء على دعمهم. ونحن مطالبون جميعا حكومة وشركاء، ان نؤمن البيئة السليمة للمواطنين والنازحين واللاجئين في لبنان حتى نتخطى هذه الأزمة”.
وختم الأبيض بشكر العالملين في المؤسسات الصحية والعاملين على الأرض، الشركاء في الجمعيات الأهلية، الشركاء الدوليين، وكذلك المانحين على “وقوفهم بجانب لبنان، في هذه الظروف الصعبة”.
بعد ذلك تابع الأبيض وشيا جولتهم في بلدة ببنين للاطلاع على مضخة المياه التي تبرعت بها الولايات المتحدة الأميركية.