فرضت أنظمة الذكاء الاصطناعي على المعلمين والأساتذة في الجامعات والمعاهد تحدياً جديداً، إذ أصبحت بعض البرمجيات تتيح للطلبة الغش على نطاق واسع، من دون القدرة على كشفهم، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
“ChatGPT”، يعتبر النسخة الأحدث مما يواجهه المعلمون، والذي أصبح مصدرا للقلق، خاصة وأنه يسمح للمستخدمين بطرح الأسئلة، وبعدها بلحظات يجيب عليها بطريقة مكتوبة بلمسة بشرية “بشكل مخيف” على حد تعبير الصحيفة.
وبدأ معلمون يجرون تجارب على “ChatGPT”، ليتعرفوا على ما سيواجهونه، ليقر بعضهم أن الإجابات كانت قريبة جدا مما يتوقعونه من طلابهم.مارا كوري، معلمة لغة إنكليزية في ولاية مينيسوتا الأميركية، قالت للصحيفة إنها ناقشت الأمر مع طلابها حتى يتمكنوا من فهم “كيف يمكن أن يؤدي استخدام هذه الأداة إلى إعاقة تعلمهم؟”وأضافت “صدم بعضهم لأنني علمت بالأمر”، مشيرة إلى أنها ليست قلقة من أن “تزرع هذه المحادثة أفكارا سيئة في رؤوسهم”.
ورغم حداثة “ChatGPT”، إلا أنه حصل خلال بضعة أيام من إطلاقه على أكثر من مليون مستخدم، وتراوحت الأسئلة بين كيفية الشرح لطفل أن بابا نويل (سانتا كلوز) ليس حقيقيا؟، واستفسارات معقدة مثل كيفية إنهاء “شيفرة برمجة”.وقال أحد الطلبة للصحيفة، شريطة عدم ذكر اسمه، إنه استخدم “ChatGPT” مرتين لحل واجباته المرسية، مؤكدا أنه “ليس قلقا من اكتشافه، لأنه لا يعتقد أن الأستاذ قادر على أن يقول إن إجاباته ناتجة عن استخدامه لبرنامج حاسوب”.
وظهر “ChatGPT” أول مرة، في أواخر نوفمبر الماضي، وسرعان ما أحدث صيحة في مجال التكنولوجيا، وأصبح حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب تقرير سابق لشبكة “سي أن بي سي”.وأنشأ هذا البرنامج شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “OpenAI” التي يرأسها الباحث، سام ألتمان، ومقرها سان فرانسيسكو، بدعم من شركة “مايكروسوفت” والمؤسس المشارك لـ”لينكيد إن”، ريد هوفمان، وشركات كبيرة أخرى.