تصعيد وأمور غير مسبوقة في المرحلة المقبلة!
أشار “تجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرري إنفجار مرفأ بيروت” الى “انقضاء عام آخر، ولا يزال الحزن والالم والاسى يخيم فوق بيوتنا ويسكن نفوسنا المتعبة المثخنة بالجراح بعدما غابت عنها الاعياد والافرح منذ الرابع من اب ٢٠٢٠ المشؤوم وها هي ذي سنة ٢٠٢٣ تطل علينا. وبدل ان نستقبلها ككل الناس في هذا العالم جلسنا متقوقعين في زوايا بيوتنا نطالع صور الاحبة الذين فقدناهم بعدما كانوا يحتفلون معنا كل عام نضيء شمعة نخشع بصلواتنا و دعائنا لهم بالرحمة والمغفرة نحبس الآهات والدموع كي لا نفسد على من حولنا أجواءهم الإحتفالية بالعام الجديد لأننا لسنا هواة نكد للناس ولكن نحن مألومون محزونون مكلومون لا أفراح ولا أعياد عندنا وبينما كنتم أنتم تجتمعون مسرورين أمام موائدكم العامرة كنا نحن أمام صور شهدائنا تخنقنا الغصة والدموع نرفع أيدينا بالدعاء على كل من ظلمنا و أفقدنا فلذات أكبادنا و أحبابنا وكل من تسبب بعدم وصولنا للعدالة والمحاسبة حتى هذا اليوم”.
وقال في بيان تلاه رئيس التجمع إبراهيم حطيط، خلال الوقفة الشهرية امام بوابة الشهداء رقم (٣) في المرفأ، إننا “اليوم نتم السنتين والخمسة أشهر على الفاجعة والمجزرة الكبرى على إنفجار العصر المدمر المزلزل، اذكر هذه التعابير كي لا تغيب عن الذاكرة التي يحاول الكثيرون طمسها تمهيدا لحذفها من الذاكرة الشعبية بعدما غابت عن الاهتمام السياسي والاعلامي للاسف لتقتصر على هذه الوقفة الشهرية في الرابع من كل شهر والتي لولاها ما كان ليذكرنا أحد وهي على اهميتها لا تكفي، بل لا تكفي أبداً، والمطلوب ان تتضافر الجهود كأهالي شهداء أولاً بعيداً عن خلافنا حول القاضي الذي بنينا موقفنا عليه إستناداً لأدلةٍ ووقائع ومعطياتٍ دامغة حول الإستنسابية وعدم وحدة المعايير وغير ذلك”
وتابع: “أما مسألة العدالة والقصاص وكل الامور الاخرى، فنحن متفقون عليها وسبق ان مددنا اليد عدة مرات بعدة مبادرات من دون جدوى، فمن يقف خلف هذا الرفض إن كانت القضية قضية قاض فقط فبالامكان مناقشتها، إما ان نقنعكم وإما ان تقنعونا وقد نصل فيها لحل وسطي. المهم ألا يستمر هذا الانشقاق الذي يريح أعصاب المتسببين بمأساتنا جميعاً ولكن حتى الآن نشعر أن هناك ايادي خفية تمنع ذلك. بكل الاحوال يدنا مدت وتبقى ممدودة ليس من موقع الضعف بل من موقع الحرص على القضية التي تجمعنا، ومن موقع أم الصبي التي أولدت وأسست ونظمت وحركت كل أولئك الذين كانوا محبطين في بيوتهم نحن كتجمع أهالي وجرحى ومتضرري إنفجار مرفأ بيروت، كنا قد أطلقنا ما أسميناه حملة تصحيح وتصويب البوصلة خلال وقفتنا في ٤-١٢-٢٠٢٢ الماضية والتي تهدف للتصويب على المتسببين الاساسيين بانفجار المرفأ نظرا لمواقعهم و صلاحياتهم التي كانوا من خلالها يستطيعون تجنيبنا الكارثة، وبما أن المحقق العدلي لن يستدعيهم او استمع اليهم كشهود فقط ولم يوقفهم رغم فظاعة أخطائهم الجسيمة، فيما أوقف غيرهم مما لم يكن لهم اي صلاحيات ومنهم من راسلوا القضاء طالبين منه تخليص المرفأ من الخطر الداهم”.
واردف: “وجدنا لزاماً على أنفسنا القيام بحملة تصحيح البوصلة وأن نرفع صورهم ونعرض أسماءهم تباعاً متحملين مسؤولية ومخاطر كل ذلك في سبيل قضيتنا والعدالة لضحايانا شهدائنا، وأيضا للموقوفين ظلما في غياهب معتقلات القضاء الأعوج التابع بمعظمه للسياسيين الفاسدين الذين يدعي بعض أدعياء الثورة الوهمية محاربتهم بينما نجدهم يعلنون الحرب علينا فقط كأهالي شهداء في اصطفاف سياسي مقيت ومقرف، واليوم كما ترون رفعنا صورا جديدة بعد رفع صورتي قاضي الامور المستعجلة جاد معلوف وقائد الجيش السابق جان قهوجي وستستمر هذه الحملة على كل القضاة والامنيين والسياسيين تباعا حتى يعلم كل الناس مدى التمييع والتسييس الذي لحق بقضيتنا وان موقفنا من القاضي بيطار لم يأت من فراغ ولا من تهديد ووعيد فمثلنا لا يهدد ولأننا اصحاب البرهان والدليل حيثما مال نميل”.
وقال: “أود ان اوجه رسالة لمن يهمه الامر، المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً تدريجياً أخرتنا عنه سابقاً بعض الظروف وسيستمر وصولاً لامور غير مسبوقة”.
وتابع: “الجمعيات التى تجمع التبرعات تحت عنوان مساعدة أهالي الشهداء هي اما جمعيات وهمية واما مجموعة لصوص حيث تردنا الكثير من المعلومات بهذا الشأن قد نصل بها الى حد مقاضاتهم وفضحهم بالاسماء. كما هناك بعض الساسة و الفاعليات الإجتماعية والإنسانية تتعاطى مع تجمعنا بطائفيةٍ و عنصرية، أتمنى منها مراجعة حساباتها قبل ان نضطر لتوضيح ما يحصل معنا”.
وختم: “اكرر رسالتي لأهالي الشهداء كافة نسمع من الكثيرين كلاماً، غايته احباطنا مثل: “مش حتوصلوا لشي خلص ارتاحوا السياسيين ضبضبوا القضيةوراحت على اللي راح”. لذلك أوصيكم بالتزام الوقفة الشهرية وثياب الحداد وعدم التأثر بتلك الاقوال الفارغة، قرارنا كتجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرري إنفجار مرفأ بيروت الاستمرار بمزيد من العزم و الاصرار للأخذ بحق شهدائنا وضحايانا فلا مكان للخوف ولا التراجع ولا الاستسلام للامر الواقع في قاموسنا وقد عقدنا العزم على النضال حتى الرمق الاخير في هذا السبيل والايام القادمة ستشهد على كل ذلك