الهديل

الرئيس بوتين ذكي أم غبي؟؟؟!!!

 

كتب عوني الكعكي:

صوَر الرئيس الروسي المتعدّدة وهو يمارس لعبة الجودو، وصورة أخرى على الثلج، وثلاث صوَر وهو يسبح في الثلج… كل هذه الصوَر ذهبت مع الريح بعد الحرب التي شنها على أوكرانيا منذ شهر شباط العام الفائت.. إذ تبيّـن أنّ كل هذه المظاهر الخادعة لا تمت للحقيقة بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

موقفنا من الرئيس بوتين ليس شخصياً، بالرغم من اننا لا نزال نحمّله مسؤولية المليون مواطن سوري الذين قتلوا بصواريخ وقذائف الطائرات الروسية التي يقودها طيّارون روس… وهنا نقول إنّ ربّ العالمين لا بد أن يحاسبه على الجرائم التي ارتكبها في سوريا، فقط من أجل المال الذي قبضه من إيران وتحديداً من اللواء قاسم سليماني الذي ذهب مرتين الى موسكو ودفع 7 مليارات لشراء أسلحة من روسيا.. على كل حال اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذي قُتل ومعه نائب قائد الميليشيات الشيعية التي أسّسها في العراق أبو المهدي المهندس لتفتيت العراق وتقسيمه. وبنظرة سريعة يكفي أن نقول أين كان العراق اقتصادياً ومالياً وأمنياً وعسكرياً، وأين أصبح بعد الغزو الأميركي وتسليم العراق لإيران؟.

وهنا لا بد أن نركّز على عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني ومعه القائد في الميليشيات الشيعية في العراق ابو المهدي المهندس بطريقة مدهشة. إذ ان مجنّدة أميركية تعمل في C.I.A شاهدت على التلفزيون صوَر السليماني والمهندس في مطار بغداد فأخبرت القيادة التي طلبت منها أن تكبس على زر أمامها فَفُجّر موكب السليماني والمهندس ولم يتبقَ إلاّ الخاتم الذي كان في اصبعه، أما المجنّدة فعمرها 20 سنة كانت في ميامي. تصوّر كيف تملك أميركا القدرة على قتل من تريد وفي أي مكان من العالم، إذ ان المسافة بين أميركا وتحديداً بين «ميامي» وبين بغداد حوالى 10 آلاف كيلومتر.

بالعودة الى حرب بوتين على أوكرانيا، لا بد من أن نسجّل الملاحظات التالية:

أولاً: لم يكن أحد يتصوّر أن تطول الحرب أكثر من اسبوع أو اسبوعين، وفي أقصى الحدود مدة شهر. لكن تبيّـن انه وبعد مرور 10 أشهر رأينا ان الحرب لا تزال قائمة، وأنّ معظم الأراضي التي احتلتها روسيا في «أوكرانيا» بدأت تخسرها منطقة بعد منطقة وقرية بعد قرية، والبارز كان البارحة في عملية واحدة قتل الجيش الاوكراني 63 جندياً روسياً من خيرة جنود الجيش الروسي.

ثانياً: لا شك ان الدهاء الاميركي هو الذي ورّط بوتين بدخول هذه الحرب التي كلفت خسارة لا تكفي الكلمات لوصفها، وتسبّبت بفشل السلاح الروسي بعدما كان بعد الحرب في سوريا حديث الناس لجودته ودقته، ولطالما تحدّثوا عن الطائرات الروسية والصواريخ الروسية التي سقطت سقوطاً مدوياً في أوكرانيا بعد الفشل الذي أصيب به الروس.

ثالثاً: يبدو ان المخطط الاميركي بتوريط الجيش الروسي نجح، وأثبت ان السلاح الوحيد الذي لا يقاوم هو السلاح الاميركي، أما الباقي فسقط سقوطاً كبيراً.

رابعاً: يبدو ان التحريض بتوريط «بوتين» بالحرب، نجح. والأهم انه كان رسالة للصين بأن لا تجرّب أو تفكّر بأي حرب ضد أميركا لأن السلاح الاميركي أثبت انه لا يقاوم.

خامساً: صحيح ان أوروبا دفعت ثمن الحرب مالياً، وأنّ تلك الحرب وبسبب حاجة أوروبا للغاز الروسي انعكست سلباً على الاقتصاد الاوروبي، ولكن أوروبا استطاعت أن «تدبّر حالها»..

سادساً: من الأهداف التي حققها الاميركيون في حرب أوكرانيا أنّ حاكم العالم الأوحد هو أميركا، وأنّ الجيش الوحيد الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم هو الجيش الاميركي، وهذه ميزة لا تستطيع غير أميركا أن تفعلها.

سابعاً: لا بد انه وبعد نهاية الحرب التي أعلن الرئيس بوتين أنه سيوقفها قريباً لن تعود روسيا كما كانت، وأنّ وضعها العسكري والأمني والمالي والاقتصادي والاجتماعي سيكون متغيّراً وصعباً جداً.

أخيراً، لنا الحق في أن نسأل بعد هذه المعلومات التي سردتها سؤالاً طبيعياً هو: هل الرئيس بوتين ذكي أم غبي؟..

ونترك للقارئ أن يختار الجواب الصحيح.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version