الهديل

خاص الهديل: “المرشح الثالث” وتقطيع وقت فترة انتظار العم سام!!

خاص الهديل:

هناك سؤال لا جواب عليه؛ وهو هل فعلياً السيد حسن نصر الله يضغط على جبران باسيل، ولكن الأخير يرفض ضغوطاته، ويصر على عدم السير بسليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؛ أم أن نصر الله لا يمارس فعلياً الضغط المطلوب كي يجعل باسيل يتوقف عن مناوراته لتعطيل زخم ترشيح أبو طوني؟؟

البعض يقول، بل يجزم بأن يتقصد في هذه المرحلة عدم ممارسة ضغط قوي على باسيل وذلك بانتظار حصول تطورات خارجية على صلة بملف الرئاسة ينتظرها أمين عام حزب الله..  

وتضيف هذه الأوساط أن التطور الخارجي الذي ينتظره نصر الله هو أن يطرق الأميركيون بشكل مباشر أو غير مباشر بابه حتى يفاوضوه على ملف رئاسة الجمهورية.

طبعاً، في حال حصول هذا التطور فإن نصر الله سينفتح على فكرة انتخاب رئيس تسوية متفاهم عليه مع الأميركيين، ومن ورائهم مع العرب والأوروبيين. 

..ولكن نصر الله، كما أي مراقب، يعرف أنه ليس مضموناً ان يطرق الأميركيون باب حارة حريك بشكل مباشر أو غير مباشر ليتحدثوا مع حزب الله، عن تسوية في ملف فخامة الرئيس؛ وحينها فإن نصر الله سيستنتج أن واشنطن لا تريد تسوية مع الحزب في ملف رئاسة الجمهورية، بل هي ستمضي بترشيح جوزاف عون كمرشح تحدي؛ وببلوغ الوضع هذه النقطة، سيقرر نصرالله أن يشعل الضوء الأحمر، ويعلن الاستنفار العام لمصلحة الإتيان بفرنجية رئيساً.. ولكن وهنا سيكون على باسيل أن يواجه ضغوط نصر الله الحقيقية عليه، كي يساند موقفه من الرئاسة بوجه الموقف الأميركي. 

وتقول هذه المصادر أن باسيل حتى الآن يستفيد من حالة انتظار نصر الله لجلاء الموقف الأميركي بخصوص تبيان نقطة محددة، وهي هل تريد واشنطن بالموضوع الرئاسي تسوية مع حزب الله أم تريد تحدي حزب الله أو أقله تجاهله؟؟..

وخلال هذه المرحلة الانتظارية الخاصة بحزب الله، فإن باسيل يتمتع بفترة سماح يستطيع خلالها تقريباً أن يفعل ما يشاء، وبالمقابل فإن نصر الله “يقطر” ردود فعل الحزب على تجاوزات باسيل نحوه بموضوع الرئاسة، ويعتبرها أخطاء وليست خطايا. ولكن حينما يتجاوز باسيل الحدود يرد نصر الله على نحو يوضح له أن عليك العودة إلى حدود ما هو مسموح لك به، وذلك في هذه المرحلة التي تنظر إليها حارة حريك على أنها لا تزال تتصفح بأنها مرحلة فضفاضة: فمثلاً عندما قال باسيل أنه لن يسير بقرار حزب الله بخصوص انتخاب فرنجية و”السما زرقا”، فإن نصر الله لام باسيل ليس على عبارته هذه، بل لأنها جاءت في توقيت استفز حزب الله.. وما حصل هو ان باسيل رد بنفس الوقت بلغة دبلوماسية على مرجعية خارجية سألته عن موقفه من فرنجية وجوزاف عون، حيث قال أنه سيفكر بأمر فرنجية!!. وكان غير مقبول بالنسبة لنصر الله أن يستعمل باسيل لغة دبلوماسية مع دولة خارجية خلال تعبيره عن رفضه لفرنجية، وبنفس الوقت يقوم باستعمال عبارة فجة حول نفس الموضوع في إطار رده على حزب الله!!. 

يبقى القول في هذا المجال أن التوقيت (ساعة الصفر) الذي حدده نصر الله للقيام بخطوته هذه – أي الضغط الجدي على باسيل والإعلان بشكل جدي عن ترشيحه فرنجية – سيكون في اللحظة التي يعلن فيها جوزاف عون ترشحه من دون تنسيق خارجي مع الحزب، فحينها سيتأكد نصر الله أن واشنطن وراء هذا القرار، وسيقوم ضمن إعلان النفير العام للتصدي لواشنطن على جبهة الرئاسة، بالضغط الجدي على باسيل ليسير مع فرنجية بمواجهة ما سيسميه بالهجمة الأميركية.

أما خطة باسيل كما يتم تسريبها من مصادره فهي تتألف من عنوان إسمه المرشح الثالث. وهنا يقصد باسيل حصراً مرشحاً غير فرنجية وجوزاف عون.

وتقول مصادره أن باسيل يطرح في سوق الترشيحات عدة أسماء حتى يستقر الأمر أخيراً على إسم من بينهم. وليس مهماً في هذه المرحلة عند باسيل إسم المرشح بل قبول القوى السياسية بفكرة المرشح الثالث والخروج من مربع البقاء عند مرشحين فقط وهما فرنجية الذي يعتبره باسيل خطراً وجودياً عليه وجوزاف عون الذي يعتبره باسيل خطراً سياسياً عليه.

المرشح الثالث هو الخطة التي يعمل عليها في هذه المرحلة كل من الرئيس ميشال عون وصهره. ويلاحظ أن ميشال عون يتكلم بوضوح عن رفضه ترشيح فرنجية وقائد الجيش، ويعتبر وصول أحدهما بمثابة نهاية لصهره باسيل. وهو بذلك يقف على نقيض نصر الله بخصوص فرنجية ويقف على نقيض التوجه الدولي والإقليمي بخصوص العماد جوزاف عون.

لكن كلمة السر التي سيقولها نصر الله لباسيل في اللحظة المناسبة، والتي سيسير بوحيها العم والصهر، هي أن الخطر الحقيقي على باسيل يكمن في أنه إذا رفض أن لا يسير مع حارة حريك بمواجه البيت الأبيض وذلك في حال قررت إدارة بايدن خوض معركة رئاسة الجمهورية في لبنان على أساس مواجهة حزب الله!!.

Exit mobile version