الهديل

المطران ابراهيم: نحتاج إلى مسؤولين يقومون بخدمتهم للخير العام

 

ترأس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، صلاة الغروب والليتورجية الإلهية وتبريك القرابين ورتبة تبريك المياه، لمناسبة عيد الظهور، في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والآباء: طوني رزق، الياس ابراهيم، ادمون بخاش وشربل راشد، بحضور جمهور كبير من المؤمنين تقدمهم مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود.

 

بعد الإنجيل المقدس، ألقى ابراهيم عظة تحدث فيها عن معاني الظهور الإلهي وقال: “نحتفل اليوم بعيد الظهور الإلهي وهذا يعني ان الله الثالوث في مجده السماوي اظهر ذاته واعلن ذاته لنا في مشهد لم يسبق ان حصل في تاريخ البشرية. فالآب ظهر واعلن ان يسوع المسيح، الأقنوم الثاني المتجسد، هو ابنه الحبيب. كما ان الروح القدس نزل بهيئة حمامة وكان حاضرا لهذه المعمودية المباركة التي اخذها يسوع من يد عبد وهو الألف والياء وهو الخالق كل الأشياء، يسوع ينحني امام مخلوق امام عبد هو يوحنا المعمدان، اعظم مواليد النساء، هذا المشهد الرائع يجعل من عيد الظهور الإلهي منذ اول ظهور المسيحية، العيد الأهم”.

 

أضاف: “نحتفل اليوم بالعيد ونتأمل هذا المشهد الذي اختار فيه يسوع ان يتقبل المعمودية كأي انسان آخر وهو ليس بحاجة الى تطهير، لا تطهير الجسد ولا تطهير الروح، فهو يشبهنا في كل شيء ما عدا الخطيئة، لذلك لم تكن المعمودية شيئا اضافيا على يسوع بل كانت المعمودية اختيارية لكي يعلمنا السيد بأننا جميعنا تحت الناموس وعلينا ان نطيع القوانين والنواميس والتقاليد المقدسة. نحن اليوم نرى ان ما يجري حولنا في العالم يخالف هذه المبادئ الإنسانية والدينية الرائعة، فالمتقدم بيننا يجعل ذاته فوق الناموس لا تحته، يكونون فوق القوانين ويجعلونها في خدمتهم. اجعل الناموس كتابا لي وليس للآخرين، هو في خدمتي ولست انا في خدمته، في حين ان يسوع قال ” انا تحت الناموس” وتقبل المعمودية كأي انسان آخر. انا تحت القانون، انا تحت التقاليد المقدسة الجميلة الرائعة التي تعلمنا احترام الآخر واكرام الوالدين والحفاظ على الوصايا والعيش في الصلاح. هذه المعمودية التي اعتمدها يسوع، اراد بها ان يطهرنا نحن من خلال اعطاءنا المثل كيف يجب علينا ان نسعى الى تطهير الذات وتقديسها، الى احترام الآخر والعيش تحت القانون”.

نصلي اليوم من اجل الذين اعطوا ان يكونوا لنا حكاما لكي يخضعوا للقوانين والنواميس، ان يكونوا تحت القانون لخدمة البشر ولخدمة الناس”.

 

وتابع: “المثل الثاني الذي نجده في عيد اليوم هو مثل يوحنا المعمدان، مثال الإنسان الخادم، النبي الذي يرفع الصوت عاليا حتى لو كان في صحراء لأن هذا الصوت هو صوت الدفاع عن الحقيقة واختيار العدالة في عيش كريم من اجل الذات والآخرين. العدالة هي في خدمة المجتمع لذلك الخادم، الموظف، حامل المسؤولية هو في حالة خدمة دائمة، لذلك تعجب يوحنا من طلب يسوع ان يعتمد من يديه فقال له “حاشى، ليس لي الحق ان انحني وأحل شريط حذائك” لكن يسوع قال له ” فلنتم كل بر”، هذا هو العمل الذي نحتاجه اليوم: ان يكون لدينا مسؤولون وموظفون يقومون بخدمتهم من اجل الخير العام ومن اجل مجد الله ومجد الإنسانية. يوحنا المعمدان الذي عرف حده لكنه اطاع في الخدمة ليسوع المسيح وقام بغسله في نهر الأردن لكي تحصل البشرية بأجمعها من خلاله على التطهير.

المشهد الثالث في عيد اليوم هو الظهور الإلهي: الآب والإبن بشخص يسوع المتجسد والروح القدس. نحن اليوم بعد عيد الغطاس او عيد الظهور الإلهي في حضرة الثالوث دائما وليس فقط في هذا العيد. لقد اصبح الظهور العلني للثالوث حضورا دائما لكل المؤمنين وفي البشرية كلها”.

 

وختم: “نطلب من الله اليوم ان يعطينا نعمة التواضع، تواضع يسوع الخالق الذي لا حد لصلاحه ولا حد لسلطانه ينحني امام يوحنا المعمدان بالتواضع، وتواضع يوحنا المعمدان الذي اطاع طلب يسوع، وعندما نطيع نطيع بالتواضع. ونصلي ايضا اليوم لأجل قداسة البابا الراحل بندكتوس السادس عشر، وادعوكم لتتذكروا هذا البابا القديس، اعظم لاهوتيي القرن الماضي والقسم الذي عشناه من هذا القرن الحاضر”.

 

وفي نهاية القداس، ترأس ابراهيم رتبة تقديس المياه، ورش بها المؤمنين وارجاء الكاتدرائية وسط ترتيل الجوقة “باعتمادك يا رب في نهر الأردن”.

 

 

Exit mobile version