كتبت النهار:
تتجه الأنظار إلى تطور قضائي يكتسب دلالات لافتة ويتمثل في مهمة وفد قضائي يمثل ثلاث دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا واللوكسمبورغ في بيروت يستجوب خلالها عدداً من المسؤولين الماليين والمصرفيين والإداريين بملفات متصلة بالفساد على خلفية تحقيقات قضائية مفتوحة في الدول الثلاث في شأن الملف المالي لحاكم #مصرف لبنان #رياض سلامة. هذا التطور سيكتسب وهجاً لجهة التحقيق في ملفات على صلة بتبييض أموال وتهريبها من جهة ولكون السلطة القضائية اللبنانية اجرت اتفاقاً تفصيلياً مع الوفد القضائي استبق وصوله حول تنفيذ المهمة التي طلبها ضمن الإجراءات التي يسمح بها مبدأ السيادية الوطنية للقضاء اللبناني وفي الوقت نفسه التزام لبنان مندرجات معاهدة دولية انضم إليها ترعى التعاون القضائي بين الدول في ملفات مكافحة الفساد. كما أن تزامن وصول الوفد القضائي الأوروبي والشروع في مهمته في قصر العدل في بيروت لا بد من أن يثير في الخلفية السياسية الملبدة في الداخل السياسي الكثير من الجدل وردود الفعل وحتى التوظيف السياسي المتعدد الجانب وسط احتدام الأجواء السياسية في شان أزمة الفراغ الرئاسي المقبلة على سخونة عالية داخلياً وانعدام أفق أي إمكانات لفتح مسالك الانسداد في هذه الأزمة
على الصعيد السياسي برزت معالم تحركات لدى بعض الجهات استعداداً للجلسة الحادية عشرة لمجلس النواب الخميس المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية وأبرزها ما يتصل بما يتردد عن عزم “التيار الوطني الحر” على إنهاء تصويت نوابه بالأوراق البيضاء إسوة بسائر المكونات الأخرى لفريق “محور الممانعة ” وطرح مرشحه الرئاسي عبر التصويت له في الجلسة المقبلة. وهو أمر في حال حصوله سيكسر للمرة الأولى منذ بدء جلسات انتخاب رئيس الجمهورية رتابة الدوامة التي تدور ضمنها هذه الأزمة ولو لم يؤد تصويت “تكتل لبنان القوي” لأي مرشح إلى تبديل مسار الأزمة كلا. وفي هذا السياق، أعلن عضو “تكتل لبنان القوي” أسعد درغام أمس “أن الثلثاء لدينا اجتماع سيَحسم مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي قد نصوت له في الجلسة المقبلة”.
وفي المقابل تتوالى التحركات واللقاءات من جانب القوى المعارِضة التي ترشح النائب ميشال معوض وسط تنامي الحديث عن احتمال ولادة “الخطة – ب ” لهذه القوى والتوافق في ما بين مكوناتها على ترشيح جديد إذا توافرت له نسبة أعلى من الدعم النيابي. في هذا الإطار تبدو معراب محور هذه الحركة وغداة استقباله النائب فؤاد مخزومي، التقى أمس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع النائب نعمت إفرام الذي لفت إلى أنها “زيارة معايدة تم التطرق فيها إلى مواضيع الساعة وأهمها الاستحقاق الرئاسي لأهمية هذا الموضوع في ظل ما نشهده من متغيّرات في المنطقة تحضّنا على الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتوصل إلى سلة متكاملة ننطلق عبرها إلى زمن جديد في لبنان يمحو أوجاع اللبنانيين الذين يتألمون يومياً”. وإذ شدّد على أن “المسؤولية تقع على عاتقنا في إيجاد المساحة المشتركة والالتقاء حولها”، متمنياً “البدء مع بداية هذا العام بمرحلة البحث عن هذه المساحة”، قال “في الأسابيع المقبلة ستظهر هذه المساحة على أمل أن نتوصل جميعاً دون استثناء إلى انتخاب رئيس جديد مع سلة متكاملة، هدفها الأول والأخير يبقى الإنسان اللبناني ومستقبله وإعادة بناء دولة المؤسسات التي تكون المشروع المشترك والناجح بين كل مكونات هذا البلد، باعتبار أن الفشل يُفرق إما النجاح فيجمع”. وعما إذا كان يحمل في جعبته طرحاً جديداً مرتبط بالملف الرئاسي، أجاب “لا يمكن اعتباره بمثابة طرح ولكنه طريقة عمل وخارطة طريق يمكنها أن توصلنا في الأسابيع المقبلة إلى “طرح جامع” يمكن أن يؤمن أكثرية في مجلس النواب”.
وقد أكد أمس عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج أنه “عندما نجد مرشحاً يستطيع تأمين 60 صوتاً فعندها نتحدث عن الخطة – ب”