الهديل

اللواء عباس ابراهيم في «المقاصد»

 

كتب عوني الكعكي:

بدعوة كريمة من رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت ورئيس مجلس أمنائها الدكتور فيصل سنو لبّى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم دعوة حوارية بعنوان «استشراف المرحلة المقبلة». حاوره الدكتور طالب سعد. وكان الحوار مع طلاب المقاصد من مختلف مدارس الجمعية المنتشرة في كل لبنان..

وأبدأ بملاحظات لا بد من قولها وهي:

أولاً: سألت نفسي وأنا أستمع الى شرح مفصّل من اللواء عباس ابراهيم عن الملفات التي يمسكها وهي متعددة، وتساءلت: من يمكن أن يحل محل اللواء عباس ابراهيم؟ طبعاً الأمور في مواقيتها كما أجاب، ولكني مصرّ على القول، وهو قول أسمح لمن يريد أن يحاسبني أن يفعل، إنه من الصعب جداً أن يتوفر في رجالات البلد رجل حكيم وصبور وصامت ويعمل بهدوء، وكثير الحركة لا يكل ولا يمل كاللواء عباس ابراهيم. على كل حال الأيام المقبلة سوف تؤكد ما قلته.

ثانياً: عندما سُئل عن ملف الرئاسة أجاب: لست مجنوناً لأمسك ملفاً انتحارياً. ولم يزد كلمة واحدة. وفي هذا الملف كان الكثير من اللبنانيين ينتظرون أن يستطيع اللواء عباس أن يحقق تقارباً مع الرئيسين، ولكن جملة «ملف انتحاري» لخصت الموضوع. فالرئيس السابق لم يحكم، لأنّ الحاكم الفعلي كان صهره، ولكن اللواء لا يريد أن يزيد الطين بلّة فاكتفى بكلمة «انتحاري» لأنها تعني الصهر الذي عطّل أكثر من «نصف الوقت» في الحكم والمماطلة والمشارعة وفرض شروط تعجيزية، وكأنّ الوطن شركة مساهمة يملكها لوحده، وبالرغم من كل الإخفاقات فإنه لا يزال يكابر، ولا يريد أن يدرك أنّ الزمن الذي كان يستطيع فيه وضع شروطه قد انتهى، ونحن في عصر جديد لا يمون إلاّ على مجموعة قليلة من النواب معظمهم غير مقتنعين به باستثناء ندى البستاني وسيزار أبي خليل والباقي يمكن أن يتخلوا عنه عند أوّل مفرق.

ثالثاً: قال اللواء ابراهيم: إنّ جيله، أي أبناء جيله قد فشلوا.. وقال: علينا أن نعترف بذلك، والأمل في جيل الشباب، وتمنى على الجيل المقبل أن يتمسّك بلبنان.. داعياً الجيل الجديد أن يبقى في لبنان، لأنّ اللبنانيين الذين هاجروا في السنوات الأخيرة يواجهون صعوبات كثيرة وكبيرة، والأفضل بقاؤهم في لبنان، لأنه كما قال متفائل بالمستقبل.

رابعاً: بالنسبة لموضوع الغاز والنفط، قال إنه كان له دور رئيسي ولكنه لا يحب الظهور ولا يحب كثرة الكلام لأنه عمل بصمت. وقال أيضاً: انسوا ما يُقال في الإعلام. واعداً بأنه خلال سنتين سوف تسمعون أخباراً مفرحة جداً وأنا متفائل في هذا الملف.

خامساً: الأمن ممسوك ومتماسك، لا تخافوا فبالرغم من الصعوبات المالية التي تعاني منها جميع القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة، فإنّ الروح الوطنية لا تزال هي المبتغى. وأقول لكم إنّ الشباب هم أبطال ونستطيع أن نفتخر بهم.

سادساً: المقاصد هي التي تحمي الخط الوطني والتي تبعد المسلمين عن التطرّف، وهذا موضوع بالغ الخطورة والأهمية.

سابعاً: عن قضية جوازات السفر وبعض الفساد الذي جرى بهذا الملف، فقد أعلن اللواء ان السبب الأول والذي أدّى الى تلك الفوضى هو عدم فتح الاعتماد لطباعة جوازات السفر، وهو الذي تسبّب بتلك الفوضى والقضية حلّت، وبعض الذين دخلوا في الفساد أوقفوا وتمّت محاكمتهم ونالوا العقاب المطلوب.

ثامناً: كم كان اللواء عباس ابراهيم صريحاً وواضحاً وصادقاً عندما أكد أنّ لبنان اليوم هو أحوج ما يكون الى الحكمة لا الى الرصاصة، الى ومضات من نور لا الى تفجيرات قنابل، الى الضمائر اليقظة لا الى النعرات التي لا تُخْمد ولا تُنسى.

أخيراً أدعو الى مزيد من الحوار بين الطلاب وبين المسؤولين بالشكل الحضاري المنظم الهادئ المفيد كما حصل في حوار المقاصد هذا.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version