الهديل

عواء البيانو.. والنوتة الغلط في كوريا وأوكرانيا

بقلم: عماد عجمي – طوكيو

يكفي اللعب على إيقاع النووي في كوريا وأوكرانيا.. فالتفجير لا يبقي ولا يذرَ…

السؤال المطروح متى تقع هذه الحرب التي المنتظرة بين الكوريتين وسط هذا الكم من الرسائل الباليستية والتصريحات النارية.. هذه الحرب ستطال شظاياها ليس الكورتين فحسب، وليس المنطقة، منطقة جنوبي شرق آسيا، بل العالم… الذي يكاد يتنفس نووياً في كوريا وأوكرانيا.

المراقبون المطلعون والمواكبون لا يرون انها ستقع في المدى المنظور رغم أن ظروفها وأساسيتها مهيأة وجاهزة. فمن السهل إشعال الحرب، لكن السؤال الأهم في البداية معرفة.. كيف وقفها خاصة أنه لا يمكن اللعب مع النووي.

آخر الرسائل الباليستية صاروخ مطلع العام الجديد وثلاثة مع نهاية العام المنصرم سقطت كما أعلن وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا YASUKAZU HAMADA في بحر اليابان دون أضرار.

وهي كما أعلنت بيانع بونغ العاصمة الكورية الشمالية جاءت رداً على تجربة صاروخية كورية جنوبية وعلى تصريحات الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك ياول المتعلقة بالمظلة النووية الأميركية واعتباره أن الامر بات يتطلب مشاركة فعالة وتنسيق كامل بين الجانبين. الرسالة الباليستية الكورية الشمالية الأخيرة رفعت حالة التوتر إلى درجة لم يسبق لها مثيل خاصة أن العام 2022 شهد إطلاق 70 صاروخاً باليستياً مما يشكل ثلاثة أضعاف ما كان يطلق في السنوات السابقة.

وهدّد الزعيم الكوري الشمالي كين جونغ اون بأنه في صدد تطوير منظمته الصاروخية والطائرات المسيرة والغواصات وترسانته النووية.. وهذا ما أعتبرته اليابان تهديداً مباشراً لأمنها وأمن المنطقة.

السؤال: لحساب من يعمل كيم جونغ أون؟.. وهل ننسى كيف راقص الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الزعيم الكوري الشمالي المدجج بالقنابل النووية؟!…

الوصف جاء من جين فيرلنتز من جامعة برنستون باعتبار كورية الشمالية الغرفة النووية التي مفتاحها في الصين، وهي تمثل تهديدات مباشرة لليابان وكوريا الجنوبية وصولاً إلى الفيلبيين وكلما ازدادت بياغ يونغ تسليحاً كلما إزدادت حاجة هذه الدول إلى التسلح بترليونات الدولارات وها هي اليابان تتخلى عن مبدأ اللاعسكرى الذي انتجته منذ قنبلة هيروشيما.. فيما يلوح دائماً الشبح الصيني.

كيم جونغ أون لا ينوي ولا يفكر بضرب سيول وكل ما يعنيه هو بقاءه في السلطة على رأس 26 مليون كوري يعيشون على العوز.

تداعيات الحرب في اوكرانيا… اللعب على أوتارها في كوريا تجعل بيتهوفن يصرخ: كفى، أوقفوا اللهب بالنوتات…

 العالم بدأ يسمع عواء البيانو.. مع تصاعد النغمة الغلط النشاز في كوريا وأوكرانيا.

هل صدام المصالح.. يتقدّم على صدام الحضارات.. وهل يقع التنين في غرام تمثال الحرية؟!

إنها لعبة الأسواق في زمن العولمة.

 

Exit mobile version