كتب عوني الكعكي:
يبدو أنّ مسلسل الكذب الايراني نحو لبنان لا يتوقف بدءاً بسؤال لوزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان عندما سألوه: هل تتدخل إيران في لبنان؟ فكان جوابه قاطعاً: «نحن لا نتدخل في لبنان، لا من قريب ولا من بعيد». فهل هو صادق في ما يقول؟ طبعاً كلا… أما لماذا؟ فالجواب: انهم ليسوا بحاجة الى أن يتدخلوا في لبنان بوجود حزب الله الذي يمثلهم. وكان الامين العام لحزب الله قد أعلن منذ سنوات انه جندي من جنود ولاية الفقيه.. وأنّ صواريخه وأمواله وأكله وشربه وأدويته ورواتبه، كلها هي من إيران. ماذا يعني هذا؟ نعود لنسأل الوزير: هل تتدخل إيران في لبنان؟ فيجيب: طبعاً كلا!!!!
لا نريد أن نعود لسنين طويلة من التاريخ، وتحديداً في بداية الحرب الاهلية حين كان هناك مسلسل لخطف أميركيين من أساتذة وموظفي الجامعة الأميركية في بيروت وغيرهم من قِبَل حزب الله، نذكر منهم:
– خطف مسؤول مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت بيتر كلبورن.. بعد إطلاق النار عليه وعلى أسيرين آخرين. ما أدّى الى مقتلهم، وكان ذلك عام 1984.
– عام 1988.. خطف إرهابيون العقيد وليام هيغينز من سيارته.
– احتجاز ويليام باكلي الذي كان يعمل في الجامعة الأميركية بحجة انه كان يعمل أيضاً لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.
وغير هؤلاء كثر لا يتسع المجال لذكر أسمائهم كلّهم…
والسؤال الـمُلِحّ الذي يستتبع أسئلة أخرى: الى أين خطفوا؟ بالتأكيد الى طهران.. ولكن يبدو ان الوزير اللهيان لا يعلم أنّ طهران ليست في إيران!!!
وللتذكير أيضاً.. فإنّ عميداً في المخابرات السورية هو العميد اياد المحمود، كان قد خطف أساتذة أميركيين من طهران وأعادهم الى لبنان…
الموضوع الثاني في الكذب هو: البواخر الايرانية التي بقينا نعيش على أخبار وصولها… ونقول وصلت… «ما وصلت» ليتبيّـن انها أيضاً كانت كذبة كبيرة.
الموضوع الثالث في الكذب هو العرض الايراني لبناء محطات لتوليد الكهرباء، وهذه أيضاً من أكبر الأكاذيب بالدرجة الأولى فإنّ العرض غير جدّي.. كذلك نتساءل: لماذا لا يشرح معالي الوزير اللهيان مشروع محطات توليد الكهرباء هذه، التي ينوي أن يقدمها للبنان؟
كذلك سؤال ثانٍ: لماذا لا يقول لنا مع من تحدّث عن الموضوع؟ وأين الوفد المكلف بمتابعة الموضوع؟ وكم هي كلفة المحطات؟ ومن سيدفع ثمنها؟
الكثير الكثير من التساؤلات والأمثلة، ولكن قليل لا بل أقل من قليل هي الأجوبة..
من ناحية ثانية… فإنّ نظام «الملالي» الذي يتعرّض لأبشع أنواع الحصار والعقوبات، يعلم جيداً انه لا يستطيع أن يعطي شيئاً للبنان أو غير لبنان، لأنّ وضعه المالي صعبٌ جداً… والشعب الايراني لم يَعُدْ يتحمل الجوع والحاجة والحرمان من أجل أن تُصْرف أمواله من النفط والغاز على دعم ميليشيات طائفية لا مستقبل لها.. إن كان للحوثيين أو الميليشيات الشيعية في العراق، أم لحزب الله… فنظام الملالي يعلم انه عندما يتوقف عن دعم الميليشيات مالياً ستذهب تلك الميليشيات مع الريح… وتعود الأموال للشعب الايراني.
أخيراً، بدل إعطاء لبنان محطات إنتاج كهربائية، فلماذا لا يساعد الايرانيون السوريين بإرسال كميات من البنزين والمازوت، خاصة وأنّ سوريا تعيش في أحوال صعبة جداً، بسبب فقدان هذه المواد من السوق والدولة لا تملك المال لدفع ثمنها، والشعب السوري يموت من الجوع والفقر والبرد، والأطفال السوريون محرومون من كل شيء.
نظام الملالي في إيران لا يريد إلاّ دعم ميليشياته لتنفيذ مشروعه الذي أوجد أساساً من أجله.