كتب عوني الكعكي:
وصل الى لبنان منذ أيام وفد قضائي أوروبي للبحث في ملفات مالية، يبدو أهمها ملف التحويلات المالية التي حوّلت من لبنان الى أوروبا، الى بعض ملفات الفساد، إنْ وُجدت… على كل حال أهلاً وسهلاً، ولكن عندنا بعض الملاحظات:
أولاً: نتمنى أن يكون البحث في أي ملف حيادياً فلا يكون مبنياً على بعض المعلومات التي وزّعت في أوروبا، وهي كيدية وسياسية ومفبركة… ومعروف من يقف وراءها، وأهم هؤلاء مدير عام وزارة المالية السابق آلان بيفاني الذي كان في أهم موقع مالي لمدّة عشرين سنة ولم يقل كلمة واحدة عما كان يجري.
ثانياً: إذا كان البحث علمياً ومبنيّاً على معلومات موثوقة… فأهلاً وسهلاً بالوفد.
ثالثاً: طالما ان الوفد قد جاء من أوروبا، وبما أنّ الأموال كما يدّعون حوّلت الى أوروبا، فكان الأحرى بهم ان يتقصّوا الحقائق في أوروبا وذلك أسهل… خصوصاً وأنّ أي مبلغ يحوّل الى أي بنك في أوروبا يُعْرف مصدره، من حوّله وإلى اي جهة حوّل إليها، وبالتأكيد فإنّ المعلومات يُمْكن الحصول عليها بكل سهولة.
رابعاً: كما علمنا فإنّ مع الوفد القضائي هناك ضباط أمن، وهذا غير مقبول.. لا بل هو اعتداء على سيادة لبنان… إذ نحن نفهم ان يطّلع قاضٍ أوروبي على ملف من قاضٍ ولكن هناك أصول يجب أن تتبع مع احترام القوانين وسيادة البلد.
خامساً: هناك هيئات قضائية لبنانية، فيتوجب قبل البدء بأي بحث أن يكون هناك برنامجٌ يُطرح ويناقش مع الجانب اللبناني وبعد الاتفاق يُصار الى السير في التحقيقات المطلوبة.
سادساً: هناك أموال هي أموال المخدرات، وعلى الوفد القضائي أن تكون لديه معلومات يمكن الاستفادة منها.. كي يسهل الوصول الى الذين يقودون مافيات المخدرات والاسلحة.
سابعاً: عام 2014 وصل عدد من عناصر «القاعدة والنصرة وداعش» يقارب الـ250 ألف مقاتل إرهابي… بمعنى أدق أنّ كلفة هذه العناصر كانت 6 مليارات دولار سنوياً، ودامت تلك الحرب 6 سنوات، يعني ان الكلفة بلغت 36 مليار دولار… فالسؤال هو:
من أين أتت تلك الأموال؟ وكيف صُرفت؟ خصوصاً وأنّ هناك الكثير من المعلومات حول هذا الموضوع.
ثامناً: تم استيراد ألف سيارة تويوتا جديدة من الشركة، استوردت من اليابان، وقد وصلت الى تركيا ومن تركيا نقلت الى سوريا والعراق.
هناك الكثير من الأسئلة حول هذا الموضوع، نظن ان هناك حاجة لكشف خفايا هذه القضية التي تعتبر من أهم القضايا في المنطقة.
أخيراً، كنا نتمنى ونطلب أن يكون هناك اهتمام بهذه المواضيع التي طرحناها وبخاصة أنّ القضاء على الارهاب لم تنجح دولة واحدة في العالم في تحقيقه. فقد دفعت الشعوب والعدد الأكبر من الابرياء ثمناً لعمليات إرهابية، فيكفي ما حدث في أميركا في الحادي عشر من أيلول عام 2001 يوم تم تفجير برجي التجارة في نيويورك حيث راح ضحية ما حدث 2753 شخصاً ومن بين هؤلاء 343 من رجال الإطفاء و23 من ضباط الشرطة.
من هنا… وجّهت هذه الأسئلة والملاحظات للوفد القضائي الأوروبي… لأننا حريصاء على التوصّل الى المعلومات الدقيقة من غير تجنٍّ والابتعاد عن الاتهامات الباطلة…
إننا اليوم بحاجة الى موضوعية في إصدار الأحكام، بعيداً عن الآراء الـمُسبقة التي قد يكون البعض عن سوء نيّة (أو ربما عن حسن نيّة) قد دسّها في عقول أفراد الوفد القادم الى لبنان.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*