الهديل

اللواء ابراهيم: التعايش الإسلامي المسيحي ثروة متمسكون بها

زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم دير “سيدة الخدمة الصالحة” في بلدة جبولة البقاعية في قضاء بعلبك، حيث استضافته الراهبات المكرسات وعددهن 27 يخدمن هذا الدير بحسب شعار رهبانيتهن المستمد من كلام يسوع المسيح “من اراد أن يكون فيكم كبيرا فليكن لكم خادما وهو نفسه أتى ليخدم لا ليخدم”.

وقال اللواء ابراهيم: “بالفعل، إنني أشعر أنني بين اخوتي واهلي، فحيثما يوجد بيت لله فهو بيت لنا جميعا بغض النظر عن الانتماء الطائفي. نحن مسلمون وانتم مسيحيون لأنه نشأنا وعشنا كذلك وهذه الثقافة التي تلقيناها في صغرنا، وهذا لا يعني أن هذا صح أو خطأ فنحن جميعنا في الطريق الصحيح طالما أننا ننوي خدمة الانسان والله من خلال الانسان. أعود وأشكركن، واقول لكن أن هذا البلد لا يموت بالتأكيد، وقد مر بظروف شديدة الصعوبة وتخطاها، ربما تكون هذه الازمة من الاشد التي مرت بلبنان، لكن طالما يوجد أناس يعملون مثلكن بهذه النية الصافية، ولديهن القدرة على التضحية فلبنان لن يموت، نحن نقول أن لبنان هو نموذج في العالم. وسبق وقلت للاخوات اللواتي قمن بزيارة لنا، أن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني يصف لبنان بأنه رسالة، فنحن نموذج للعالم، وبقدر ما نتشبث بهويتنا وبثقافتنا، نقدم خدمة للبشرية. إن لبنان، هذا البلد الصغير هو عنوان لحوار الحضارات والاديان بعكس كل ما يقال من أن العالم متجه نحو صدام الحضارات. نحن جميعنا في هذا البلد نقدم عبرة بكيفية التعايش، وهذا في حد ذاته ثروة يجب أن نعرف قيمتها”.

وتابع: “كان السيد موسى الصدر يقول: إن التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها، ونحن متمسكون بها للنفس الأخير. وإن وجودي بينكن اليوم للتعبير عن مدى تشبثنا بالعيش المشترك. أنتن تعكسن حقيقة ما يجب أن يكون عليه الانسان في هذه الارض ومقدار التضحية التي عليه ان يبذلها، إن الرسالة التي تقمن بها هي من أنبل وأسمى الرسالات في هذا الكون. أنا أشد على أياديكن وأشجعكن وأقول لكن مرة ثانية أنني الى جانبكن. أما بالنسبة الى سؤالكن ماذا ينتظر لبنان، فأنا وسط كل هذا الظلام المحيط بنا أقول أن النفق يوشك على النهاية بإذن الله، وأننا سنخرج منه. ليس مهما كم بلغ سعر صرف الدولار مع كل تأثيره علينا، المهم أن تبقى لدينا النية المعقودة لعمل الخير. وطالما أننا متكاتفون ومتضامنون ولدينا هذه الروحية سنبقى أغنياء بهذه الروح ولو وصلنا الى الفقر، وسنبقى قادرين على الصمود والاستمرار لكي نوصل بلدنا الى شاطئ الامان ونحن مصرون على ذلك”.

أضاف: “لن نترك لبنان، ولن نحمل حقيبة ونهاجر، هنا تربينا وتعلمنا وكبرنا، فهذا البلد هو أمانة لدى الجميع ويجب الحفاظ عليه مهما كانت التضحيات والصعوبات، فنحن مستمرون بهذا النهج”.

Exit mobile version