ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وقال في عظته:
“نَــجِـــدُ مَــســؤولِــيــنـــا يُــثْــقِــلـــونَ كـــاهِـــلَ الــمُـــواطِـــنِ كُـــلَّ يَـــوْمٍ بِــضَـــرائِـــبَ جَـــديـــدَةٍ بُــغْــيَـــةَ سَـــدِّ عَــجْـــزٍ افْــتَــعَــلـــوهُ هُـــمْ أَنْــفُــسُــهُـــم، ثُـــمَّ أَغـــرَقـــوا الــبِـــلادَ والــبـشـرَ، عِـــوَضَ تَــحَــمُّـــلِ الــمَــســـؤولِــيَّـــةِ والــسَّــيْـــرِ بِــخُــطَـــطٍ إِصـلاحــيَّـــةٍ تُـنْـقِـذُ الـبـلـدَ وتُــحـافِــظُ عــلـى الــشــعــبِ. الــمُــعــادَلَـةُ فـــي بَــلَــدِنــا هِـيَ: يَــفْــتَــقِـــرُ الــشَّــعْــبُ لِــيَـغْــتَــنِي الــمَــســـؤولـــون. يــمــوتُ الــشــعــبُ لــيــحــيــا الــمــســؤولــون. يُــدان الــشــعــبُ فِــديــةً عــن الــمــســؤولــيــن”.
واضاف عودة “الـــوَطَـــنُ كُــلُّـــهُ يَــصـــرُخُ مُــتَـــأَلِّــمًـــا، إذْ قَــدْ أَصــابَ حُــكَّــامَـــهُ مــرضُ الأنـانـيّـةِ والــكــبــريــاءِ، وبَــرَصُ خَـــطِــيــئَــةِ الــجَــشَــع، وعَــمَــى الــمــالِ والــســلــطــة. فَــإِلــى مَــتــى تُــصَــمُّ الآذانُ عَــنْ آلامِ شَــعْــبٍ مــا عَــادَ لَــدَيْــهِ أيُّ شَــيْءٍ لِــيَــخْــسَــرَهُ؟”.
وتابع “لــقــد شَــهِــدْنـا هــذا الأسـبــوع حـلـقـةً أخــرى مِـنْ مُــســلــســلِ مــســرحــيـــةِ انــتــخــابِ رئــيـــس، والــمُــحــزِنُ أنَّ مَــنْ لــم يَــقُـــوْمــوا بـــواجــبِــهــم عــلــى أتــمِّ وجـــهٍ يَــتَـــذمَّــرون ويَــشــعـُــرون بــالإشــمــئــزازِ مِــنْ تَــكــرارِ الــمَــهْــزَلـة. ألــيــس أَوْلــى بــهــم أنْ يُــقْــدِمــوا عــلـــى مــا يُــخــرجُ الــمــجــلــسَ مِــنْ هـــذا الــجــمــودِ الــقــاتِــل؟ ألا يَــعْــلَــمــون طــريــقــةَ تــكــويــنِ الـسُـلُــطــاتِ فــي الأنــظــمــةِ الــديــمــقــراطــيــة، وكــيــفــيــةَ إجــراءِ الانــتــخــابــات؟ كــيــف يُــبــرِّرُ الــمُــعَــطِّــلــون لــنـاخِــبــيــهــم تَــقــصــيــرَهــم فــي أداءِ واجــبِــهــم الـــدســتــوريّ والــوطــنــيّ؟ كــيــف يُــبَــرِّرون وَضْــعَ مَــصــالِــحِــهــم قــبــل الــمــصــلــحــةِ الــعــامــة، وتــقــديـمَ حــســابــاتِـهــم الــضَــيِّــقــة عــلــى كــلِّ حــســاب؟ كيف يستطيعون أن يضحكوا ويهزأوا وشعبهم يدْمع ويبكي؟ مــتـــى يَــخــرُج هؤلاء مــن أوهــامِــهــم بــأنّــهــم مِــحْــوَرُ الــكــونِ وأنّ الــعــالــمَ لا يُــفــكِّــرُ إلاّ بــهــم؟ ما هذه المهزلة! قــلــيــلٌ مِــنَ الــتــواضـعِ ومِــنَ الــواقــعــيــة! ألا يَــخــجــلُ مَــنْ يَــدّعــون أنّــهــم مــســؤولــون مِــمّـا أوصـلــوا الــبــلــدَ وشــعـــبَــه إلــيــه؟ ألا يَــخــجــلــون مِــنْ أنــفــسِــهــم عــنــدمــا يَــتَــحــدّثــون عــن الـكــرامــةِ وعــن الــســيــادةِ وعــن الـحــقــوقِ؟ وكُـلُّـهـا ضـاعــتْ بـسـبـبِ مـواقِــفِـهـم الـعَــبــثـيّـة”.
وختم عودة قائلاً: “أمــلُــنــا أنْ تَــصــحــو ضــمــائــرُ مَــنْ ضــمــائــرُهــم نــائــمــة، وأنْ يــنــضــمَّ عــددٌ كــبــيــرٌ مِــنَ الــنــوابِ إلــى رفــاقِــهــم الــمُــعــتَــصِــمــيــن داخــل الــمــجــلــس، مُــطــالِــبــيــن بِــعْــقــدِ جــلــســةٍ انــتــخــابــيــةٍ لا تُــغــلَــقُ إلاّ بــانــتــخــابِ رئــيــسٍ. أَوَلــيــسَ هــذا واجــبَ الــنــوابِ الأوّل؟ أمّــا واجــبُــهــم الـثــانــي الــرَّقــابــيّ فــعــلــيــهــم وَعْــيُــه جــيــداً لــلــقـيــامِ بــواجِــبِــهــم الــذي يَــقْــتَــضــيــه فَــصْــلُ الــسُــلُــطــاتِ، عِــوَضَ الـخَـلْـطِ بـيـنَـهـا وتَــخَــطّــي الــدستــور