الهديل

الحقد الغربي … يحرق القرآن الكريم

 

بقلم: الشيخ مظهر الحموي

 

إن من يطّلع على تاريخ الأديان والحضارات ومساراتها عبر التاريخ لن يفاجأ عندما يجد بأن الدين الإسلامي هو الأكثر تعرضا للهجوم والإعتداءات..

ذلكم بأنه هو الدين القيم الذي يخشاه سائر المتربصين نظراً لسرعة إنتشاره وتقبله في نفوس مختلف الثقافات والشعوب والأعمار والأجناس.

وقضية التعرض لهذا الدين والنيل منه لن تنتهي فصولها ، وهي قديمة منذ فجر الإسلام..

إنه تاريخ طويل من العداء والحقد والتآمر على هذا الدين، منذ فجر الرسالة الإسلامية لم يزل مستعراً بأشكالٍ مختلفة لا يأس فيها ولا كلل، بل كان ولا يزال الإسلام عدوهم الأوحد لأنه ليس مجرد عبادات وشعائر وكفى، بل هو نظام حياة شامل وفكر ومنهج وعقيدة، يتمثله المسلم في كل مناحي حياته ويرفض أي بديل عن هذا الدين لانه رأى فيه سعادته وأمنه وإستقراره .

وكل من قرأ التاريخ يدرك ان هذا الغرب لم يكن له من مأرب سوى الإنقضاض على هذا الدين وأمته المسلمة عبر مخططات متنوعة منها عسكرية وأخرى عدائية وأيضا فكرية وثقافية وغيرها..

ولن نستفيض في إيراد المخططات العسكرية نحو بلاد العرب والمسلمين لأن التآمر الفكري والثقافي أخطر وأدهى وأمر ومع كل هذا ورغم كل المحاولات الفاشلة وإستثارة الشبهات المختلفة فإن الإسلام هو الدين الوحيد الذي  إستعصى عليهم لأنه الدين العظيم الشامل الذي لا نظير له، تشريعا ونظما ودساتيرا وأفكارا .

وأمام موجة إنتشار هذا الدين لاحظنا المكائد التي عمد إليها الحاقدون عبر إنتشار المقالات المسيئة للإسلام أو تعميم الصور المسيئة للرسولﷺ أو محاولات التضييق على هجرة المسلمين، والتذرع بالإرهاب من أجل ملاحقة المهاجرين والجمعيات الإسلامية وتشديد الخناق على تحركاتهم..

وأخيراً تطل إلينا إساءة من السويد التي تسمح لأحد سياسيّها بحرق القرآن الكريم تحت حماية الشرطة في ستوكهولم دون أي مراعاة لمشاعر الشعوب الإسلامية في العالم ، وخاصة المسلمين المقيمين في الأراضي السويدية .

سؤال برسم الجواب ما هي الغاية من هذا الإستفزاز الدائم لمشاعر المسلمين ؟؟ بحرق القرآن الكريم والتهكم على نبيهم ﷺ  والنيل من مقدساتهم ؟

وماذا تحمل هذه الممارسات من أوكار الحقد الغربي المستنكرة من نوايا وظواهر يمكن أن يقرأها الإنسان الموضوعي المحايد ؟؟( ولا نقول العربي المسلم ) ، وينظر إليها قانونياً وحضارياً وإنسانياً؟

لقد إتضحت أحقاد وزيف الحضارة الغربية وتهافت شعاراتهم البراقة أنهم دعاة فتنة وانهم يريدون جر الأمة الإسلامية إلى ردود فعل ربما تشوه سمعتها في نظرهم.

إنها لعبة يتبادل فيها الأدوار كبار الساسة الذين يعمدون من حين الى آخر إلى تسريب سمومهم وحقدهم ليجسوا نبض هذه الأمة وردود فعلها ليلوحوا لنا بعصا الإرهاب وتهم الغلو والتطرف وليجرونا الى إحتجاجات تخرج عن غايتها النبيلة.

أما نحن فيجب أن نفوت عليهم فرصة تحريضنا على إحداث الفوضى وأن نتمتع بروح عالية من الحوار وحسن التعاطي في المواجهة معهم ضمن القوانين المتاحة ، وذلك حتى نستقطب المزيد من المؤيدين هناك وخصوصا عندما نواجههم بالقوانين  حتى وإن باءت هذه المحاولات بالفشل فالمهم هو تشكيل قوة ضغط إسلامية ( لوبي) تؤثر في عمليات الإنتخاب وتحرض الأحزاب والسياسيين عندهم على إتخاذ مواقف ضد الإفترءات والدعوات العنصرية.

وهذا أسلوب كثيرا ما ينجح في تلكم البلاد التي يعنيها أمر الإنتخابات البلدية أو النيابية أو الرئاسية.

من هنا نؤكد أن المواقف الرصينة الواعية والحكيمة التي يمكن أن يتخذها المسلمون في مواجهة الحملات المسيئة للإسلام لا بد أن تؤتي أكلها ولو بعد حين ، طالما أن هناك مبادرات جريئة ومتقدمة تخاطب الجهلاء والمتعنتين كل بلغته وأسلوب حقده وفكره.

المهم أن نكون نحن في الدرجة الأولى خير صورة صادقة عن هذا الدين، إلتزاما وعلما، وخلقا، وسيرة، ورحمة. 

وما علينا إلا البلاغ بالحكمة والموعظة الحسنة.

Exit mobile version