شهدت ساحة حديقة الجندي المجهول في مدينة التواهي في عدن أمس الأحد تنفيذ حكم الإعدام بحق مغتصب الطفلة مها باسم مدهش وقاتلها، وهو الإعدام الأول منذ اندلاع الحرب في اليمن في آذار (مارس) 2015.
وكانت الضحية (14 عاماً) تعرضت للاختطاف والاغتصاب والقتل منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وعُثِر عليها مقطعة الأوصال بعد ساعات من اختفائها عن أسرتها في حي الشولة.
ووسط إجراءات أمنية مشددة وحضور حاشد من الأهالي وأولياء دم الطفلة مها، نفذت النيابة حكم الإعدام قصاصاً بحق المحكوم عليه حسن محمد علي الملقب بـ”البنجابي” لقتله عمداً وعدواناً الطفلة مها في مدينة التواهي في 16 تشرين (نوفمبر) 2022.
وجرى تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في ساحة الجندي المجهول بعد تلاوة وكيل نيابة التواهي الابتدائية القاضي محمد العزاني لوثيقة تنفيذ الحكم ومصادقة رئاسة الجمهورية، وهو الحكم الذي لاقى ترحيباً شعبياً بعد الغضب العارم الذي أثارته الجريمة في البلاد.
وفي تصريح صحافي أكد رئيس نيابة استئناف جنوب عدن القاضي وضاح باذيب أن صدور الحكم وتنفيذه جاءا “بفضل الله ثم بإشراف كامل ومستمر من قبل النائب العام القاضي قاهر مصطفى علي”.
وشكر القاضي باذيب الجهات الأمنية ومأموري الضبط القضائي والبحث الجنائي والأدلة الجنائية ووحدة الطب الشرعي والمحكمة العليا ورئاسة الجمهورية لتقديمهم كل أوجه التعاون اللازمة لإنهاء هذه القضية بوقت قياسي.
“تأثير سلبي”
ورأت الدكتورة في علم الاجتماع رانيا خالد، التي تشغل منصب نائبة عميد كلية التربية الرياضية للتطبيق العملي وخدمة المجتمع، أن هناك تأثيراً نفسياً سلبياً لمشاهد الإعدام والقتل أمام الأطفال وفي ساحات عامة، و”لكنها في الوقت نفسه تمثل عامل ردع لمثل هذه الجرائم حين يشعر المجتمع انه تصدّى لما يحدث في حقه من انتهاكات”.
وقالت خالد إن “دور الأسرة يشكل جانباً مهماً جداً، إذ لا بد من تهيئة الأطفال لمثل هذه المشاهد بربطها بسوء الجرم المنتهك وتوعيتهم على أن المجرم لا بد أن ينال عقابه، كما أنها تشكل في ذهن الكبار أيضاً صورة عقابية رادعة ومؤثرة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المجتمع”،
لكنها تفضّل عدم مشاهدة الأطفال المباشرة.
وختمت خالد كلامها بدعوة القضاء لأن يكون “دائماً متفاعلاً وصارماً من دون مماطلة في اتخاذ الأحكام وتنفيذها، فطالما شعر الفرد بأنه سيحاسب على أفعاله وستناله عقوبة وخيمة يكون ذلك رادعاً له لنعيش في مجتمع آمن يخلو من الجرائم اللاإنسانية”.
وكانت محكمة الميناء برئاسة القاضي عمار علوي مسعود في عدن قد عقدت أولى جلسات المحاكمة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي للنظر في مقتل الطفلة مها على يد القاتل حسن محمد البنجابي، وأقرت حكم الإعدام بحقه رمياً بالرصاص.